التدريس بالعامية.. كلمة حق أريدَ بها باطل

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

التدريس بالعامية.. كلمة حق أريدَ بها باطل

يحتدم الجدال في الجزائر هذه الايام، حول قرار كانت وزارة التربية الوطنية تعتزم اصداره، ويتم بموجبه تدريس كافة المواد الدراسية باللغة العامية او الدارجة، في كل مؤسسات التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط
اول ما يلاحظه المتتبعون ان هذا الجدال تحركه السياسة والعواطف، اكثر مما يحركه العلم والعقل والصالح العام. وذلك لان اغلب الذين يتجادلون هم من الساسة والسياسيين، والمتح** كلمة محظورة .. تم الحذف *** ن والصحافيين واشباه العلماء والمربين، الذين غالبا لا يملكون الا القشور في الموضوع، او لا تهمهم الا مصالحهم الضيقة المرتبطة بحيواتهم
اما الخبراء والمختصون الحقيقيون في التربية والتدريس، فقلما يتدخلون في مثل ذلك الجدال الفوضوي العقيم.
فالمعلوم ان الخبراء والعلماء الحقيقيون لا يتدخلون الا اذا كان النقاش جادا منظما، تتوفر فيه شروط واصول الحوار البناء والنقاش الجاد، من حرية في الراي والتعبير والاختلاف، واحترام للآخر، والموضوعية والحجة والبرهان، وما الى ذلك من الشروط التي يحتاج اليها المتحاورون، للخروج بنتائج في مستوى التحديات.
ومن المؤسف ان تجد احدهم يسمي نفسه، او يسميه من يستضيفه خبيرا، اودكتورا اوعالما اومختصا، وعندما تقرا او تسمع تدخلاته تجده لا يختلف كثيرا، عما يتلفظ به اولئك المتطفلون على العلم، والحوار البناء والنقاش الجاد، من السياسيين والصحفيين والمتح** كلمة محظورة .. تم الحذف *** ن، واشباه العلماء والمربين والمدربين.
في ذلك الجدال انقسم الناس الى ثلاث فئات:
ـ اصحاب الاقتراح والمدافعون عنه.
ـ الرافضون للاقتراح المهاجمون له.
ـ المبادرون للتوفيق بين الطرفين الاول والثاني.

شخصيا افضل ان اكون من الفريق الثالث، وقد اختصرت رايي في العنوان الذي اخترته لهذا الموضوع.
وبودي ان اشرح ذلك كالتالي:
التدريس بالعامية كلمة حق لانها تستند الى راي الخبراء في التربية والتدريس، مفاده ان الطفل يتعلم افضل ويستوعب اكثر اذا تعلم بلغة امه، اي اللغة التي يتكلم بها في حياته اليومية، والتي تعلمها من امه وابيه واخوته...
وقد تمت بحوث ودراسات في هذا المجال، واكدت هذه النتيجة ليس في الغرب فقط، بل حتى في بلادنا العربية.
لا يتسع المجال لذكر تفاصيل تلك الدراسات، والحجج والبراهين المؤكدة للنظرية.
وعندما نقول انها كلمة حق نقصد ان لغة الام لاطفالنا، في جميع اوطاننا العربية هي العربية العامية او الدارجة، وان اختلفت من وطن لآخر، ومن جماعة بشرية لاخرى.
فمن حق اطفالنا ان يتعلموا بلغات امهاتهم، حسب هذه الحقيقة العلمية ومن واجبنا ان نوفر لهم كل الفرص، ليتعلموا كما يجب وينجحوا وفي جميع الميادين.
اما عندما نقول ان كلمة الحق هذه اريد بها باطل في الجدال الدائر فذلك للاسباب التالية:

ـ طريقة عرض او تقديم الاقتراح يشوبها الغموض والريبة، فقد تمت في ندوة وطنية لم يستدع اليها الكثير من خبراء التربية في الجزائر، والقلة التي حضرت جرفها تيار المتطفلين واصحاب المصالح، من المتسلقين او الذين يريدون ترك بصماتهم بقوة على جبين الوطن.
وقالوا ان الاقتراح ورد في التقرير النهائي، والذين حضروا الندوة يقولون انهم لم يناقشوا حتى الفكرة اصلا، ولم يخرجوا بذلك الاقتراح ابدا.. فما هي الحقيقة؟؟

ـ توقيت العرض او الاقتراح يبعث على التساؤل: لماذا في الصيف واغلب المهتمين في عطلة ربما في الخارج؟؟

ـ التامل في تركيبة اصحاب الاقتراح والمدافعين عنه، ومشاربهم وسوابقهم التربوية والسياسية، يبعث على الشك والريبة والحذر، وهو ما جعل الرافضين للاقتراح يستميتون في الدفاع عن آرائهم.. حتى صارت عندهم الغاية تبرر الوسيلة..
ـ الرافضون للقرار ليس لديهم استراتيجية او خطة واضحة في مهاجمتهم الاقتراح، بل وحتى في دفاعهم عن طروحاتهم، فتجدهم يخبطون خبط عشواء، حتى انهم يخرجون عن الموضوع كلية في تدخلاتهم، دون وعي احيانا.
وكان الاولى بهم ان يكتفوا بسؤال واحد، وطلب واحد يطرحونه على خصومهم وهو:
ما هي الحجج العلمية التي تستندون اليها، ومن هم العلماء والخبراء الذين يؤكدون ما تقولون؟
ويطالبوا بندوة وطنية اخرى خاصة بهذا الموضوع فقط، وتكون ندوة علمية اكاديمية لا مكان فيها للسياسة.
فالسياسة كما يمارسها الناس عندنا، هي سبب كل الشرور التي نعيشها في اوطاننا العربية والاسلامية

جزاك الله الف خير
لماقدمتِ من افاده جميله
تحيه طيبه لشخصك الراائع

» لهذا يجب التدريس بالعامية
» تشيلسي وبينيتز.. ما بني على باطل فهو باطل
» لاتبكي يا صغيري بالعامية
» عجوزه مسويه باطل
» لآ أريدَ : علآقآتَ - جديدهَ . . ! فمآ جنيتهَ يكفيَ .. !