بمناسبة الانتخابات المحلية في الجزائر

بمناسبة الانتخابات المحلية في الجزائر.. كلمة حول التهرب من المسؤولية



يخطيء بعضهم في مفهوم التهرب من المسؤولية، فيعتقدون معناه الامتناع عن طلب المناصب والترشح لها.. وهذا خطأ.. فإن التهرب من المسؤولية هو قبول المنصب ثم عدم القيام بما يجب عليك في اطار المنصب لسبب او لآخر.. مما يجعلك ترمي الذنب او الثقل الى شخص آخر او حدث او شيء او الظروف.. هذا هو عين التهرب من المسؤولية !!
أما الامتناع عن طلب المنصب او الترشح له او قبوله فليس إلا من قبيل الالتزام بتعاليم الاسلام الذي يمنع اسناد المسؤولية الى من يطلبها.. كثير منكم يعرف الحديث الشريف بما معناه: اننا لا نولي هذا الأمر من يطلبه...
وكثير منكم يعرف قصة الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما طلب منه ولاية على أمر او شيء من هذا القبيل فكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم ما تعرفون بما معناه: يا اباذر انك ضعيف وانها لأمانة عظيمة في الدنيا وخزي وندامة في الآخرة.. او كما قال عليه الصلاة والسلام
ومن هنا نستنتج وبالنظر الى ما يوجد عليه واقعنا أن طريقة اسناد المناصب وتنظيم الانتخابات في بلادنا ليست من الاسلام في شيء.. وذلك في طريقة الترشح او الترشيح بالذات.. فما هو معمول به أن يرشح المعني نفسه بنفسه ويقدم من اجل ذلك ملفا كاملا يتضمن طلبا للمنصب بصريح العبارة.. اما في احسن الاحوال وهذا من النادر حدوثه، فتقوم حاشية المعني بترشيحه.. وفي كلتا الحالتين يصعب ضمان أهلية المترشح واستحقاقه للمنصب وجدارته به، وخاصة مع وجود من هو افضل منه في الحاشية.. ناهيك عن بقية الناس من المجتمع المحلي.. وهذا هو الخطأ والمشكلة.. ولهذا يندم الكثير على ترشيح فلان او تزكيته او انتخابه بعد ان يرى المعني وهو في الميدان لا يصلح ابدا للمنصب.. ويتشدقون فيما بعد ويصرخون : لم نجد غير هذا لترشيحه لأن الآخرين يرفضون الترشح ممن هم انسب للمسؤولية...
والحقيقة ان ما يجب ان يكون هو منع الترشح الذاتي للمنصب او الانتخاب، ومنع الحواشي والمقربين من ترشيح اي شخص.. ثم تأسيس لجنة موسعة لكل مجتمع او جماعة محلية تضم ممثلين عن كل فئات المجتمع: نساء، شباب، شيوخ، اطباء، مدرسين، متعلمين، عمال خدمات ونظافة، عمال مهن حرة، موظفين .... تكون مهمة اللجنة البحث عن اطارات كفأة مناسبة علما وعملا وخلقا وسلوكا وخبرة للمنصب.. ثم توضع الاسماء في قوائم وتعرض على الهيئة الانتخابية