أنا والقمر

ذكريات الطفولة تحمل دائمًا لحظات ساحرة وخيالية. كنت واحدةً من تلك الأطفال الذين كانوا دائمًا مفتونين بالقمر. كنت أحب الجلوس في السيارة في الليالي الصافية، لمراقبة القمر وهو يظهر في السماء. كان الأمر دائمًا مذهلاً، ولكن لدي معتقد خاص. كنت أعتقد أن القمر كان يتبعني أينما ذهبت، وأنه كان يتحرك جنبًا إلى جنب معي. كان ذلك يمنحني شعورًا بالأمان والراحة، وكأني لست وحيدةً أبدًا، حتى في أعمق الليالي وأظلمها.

ومع مرور الزمن وبداية تلقي دروس الفيزياء في المدرسة، اكتشفت أن الأمور ليست كما كنت أعتقد. عرفت أن القمر ليس يتبعني. بدلاً من ذلك، كان لديه مداره الخاص حول الأرض واني لست وحدي في هذه المجموعة الشمسية، فالكون أكبر بكثير مما كنت أتخيل. كان ذلك مفاجأة كبيرة لي، ولكنها ليست إحباطًا. بالعكس، أصبح هذا الاكتشاف مصدر إلهام. بدأت في الاهتمام بعلم الفلك من حينها. عرفت كيفية تأثير القمر على المد والجزر وكيف يتغير شكله من ليلة إلى أخرى من خلال اطوار القمر المختلفة. وكلما عرفت أكثر عن القمر وعن الكون بصفة عامة، كلما كنت أكثر أسفًا على أن القمر لم يكن يتبعني في الواقع.

من هنا بدأت رحلتي في عالم الفلك. بدأت أتعلم عن الكواكب والنجوم والمجرات ومعلومات عن الفضاء، وكيف يتفاعل كل هذا الكون مع بعضه البعض. وكما علمت أكثر، أصبحت أكثر إعجابًا بالعلماء الذين استخدموا تلسكوباتهم لاستكشاف أعمق أسرار الكون. ربما سأكون أنا الشخص الذي سيكتشف أسرارًا جديدة عن الكون في المستقبل. فبالنسبة لي، القمر لم يعد مجرد مصدر للإلهام والجمال في الليل، بل أصبح بوابة للكون المذهل والغامض الذي أعيش فيه.
وأنتم ماذا عنكم؟ هل هناك ذكرى من طفولتكم أحيت شغفكم لشيء ما؟

راااأاااااااااااائعة ومميزة جدا بارك الله فيك