هل جربت ........!!!

هل جربت !
أن تتنفس من ثقب إبرة وان تلتحف السماء في البرد القارص
وان تسير حافي القدمين على الأشواك ..

هل جربت !
كيف يكون إحساسك حين تفارقك روحك وتنأى عنك نفسك ..
وتهجرك حتى أشعارك و تتبرأ منك أقلامك وتلتزم الصمت حروفك ..

هل جربت !
كيف يمكن أن تقف ضدك مشاعرك وكيف يغدر بك قلبك وكيف يمكن لأشواقك أن تهزمك وأن تتوقف عن التغريد بداخلك ..

هل جربت !
كيف تأبى الذاكرة أن تسكنك وترفض قوافل الحنين أن تحملك ...
وكيف لمدن العشق من دخولها أن تمنعك

هل جربت !
كيف يمكن أن تهرب منك حواسك وتضيع من قدميك خطواتك وتفقد فجأة خطوط كفيك و بصمات أصابعك ..

هل جربت !
كيف يكون المكان ليس مكانك ولاشيء بهذا الكون الرحب يتسع لك
وكيف تضيق عليك حتى أحلامك ..

هل جربت !
الصياح دون صوت والبكاء دون دموع والاحتضار دون موت ...
كل هذا سيمرك حين تجد نفسك قد أخطأت بدون تعمد و جنيت بدون ترصد ،
وقسوت دون تيقن .. بحق من شاطرك نفسه ووهبك عمره ..

كل هذا سيحدث لك حين تكتشف انشطار قلبك وتشرذم روحك .. حين يخاصمك من يسكن خافقك ويجوس بكل شرايين نفسك ..




اعِلم أن كل هذا مرني حين أعلنتُ خصامك الصامت وثورتك المكتومة وغضبك الغير صريح ...

أعلم تماماً متى تكون غاضب حين تنظر بكل غرور لانسكاب قارورة العطر الذي تحب وللكحل حين ينساب حزيناً على الخد وحين تنظر بلا اكتراث للشوق حين يستبد ..

اعلم بأنك غاضب حين تخاصمني كلماتك وتتجاهلني ابتساماتك وتضيق بي مساحاتك وتعبرني دون توقف نظراتك ..

اعلم بأنك غاضب حين لا اسمع صوتك يناديني ولا نبضك يحيني ولا عينك ترتجيني .. اعلم بأنك غاضب حين يهجر اسمي لسانك و يسكن الحزن صوتك ويرحل الفرح من عينك ..

لو تعلم موقعك من علياء نفسي لما سكنك الغضب ولما عرف الخصام لك درب .. فأنت لا تفسير لحبي لك ، و لا تعليل بداخلي لوجودك !!!!

فمن يستطيع أن يفسر شوق البحر لرمل الشطان ، أو لهفة الأرض لدموع السماء وأنسُ الليل الموحش بضياء القمر ... فأنت لم تكن عارضاً صحياً قد أشفى منه
أو تقليعة قد ينتهي أوانها أو سحابة صيف ينهيها عصف ريح ..
اوحلما جميلاً قد استيقظ منه ...


أنت لست افتراض أو موضع اختيار أو احتمال .. أنت كل المسلمات ، وأول الأساسيات ومن البديهيات ..
أنت البداية ومسك الختام ..
أنت تستكين ما بين النبض والنبض وما بين البوح والبوح أنت تستقر بعمق تجاويف القلب بداخل خلجات الروح أنت تتجول ما بين الحنايا
أنت تأتي مع الأنفاس أنت من يدثر بك قلبي حين تهب أعاصير الهجر والغدر وزمهرير الشتاء
أنت الذي حين يذكر اسمك أشرق بالماء ..




أما زلت غاضب ألم يتعبك الحنين حين فاض

أم مازلت لانسكاب الدمع أكثر ترغب

يسلمو

شكرا

مشكووووره ع المووضضوع
،
،