1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....17
أبو بكر الصديق و حل المشكلات 1
بداء الإسلام ينتشر بعد صلح الحديبية أى بعد السنة السادسة للهجرة و بعد هزيمة هوازن و ثقيف بدأت الوفود ترد الى رسول الله معلنة إسلامها و كان ذلك فى العام التاسع و من هذا يتضح أن كثيرين ممن دخلوا الإسلام آنذاك لم يدخلوه عن إقتناع تام .
فمنهم من دخله من الداخلين دون دراسة أو إيمان و منهم من رأى الحروب و لم يفهم أنها لنشر الدعوة فدخل فى الإسلام تجنبا لخوض الحروب ضد المسلمين , و منهم من دخل الإسلام طمعا فى مغنم أو جاه ...
الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
النص الذى تقدم رغم قصره و قلة عدد كلماته هام و مفيد جدا
و تعالوا نعترف بحقيقة واقعيه كى ندرك أهميه هذا النص
نحن أغلبنا بل معظمنا قد ورث هذا الدين مجرد وراثة من أبويه و هذا فضل من الله عز و جل و نعمة لمن وعى و فهم و أدرك أن هذا الإرث الثمين إنما هو كنز ثمين لمن أحسن إستثماره
و أكرر هو كنز ثمين لمن أحسن إستثماره
و كيف يكون الإستثمار ؟؟
إن الإستثمار الأمثل لهذا الكنز لتنميته و تقويته و إعلاء شأنه هو العلم و العمل
نعم لا يكفى أن نكون مسلمين بالميراث فقط بل لابد على كل منا أن يتعلم و يتفقه كل شخص على قدر إستطاعته و بدون أى تخاذل أو تهاون و لا ندخر فى ذلك وقتا أو جهدا لأنها مسألة حياة أو موت للقلوب .
و انا يدهشنى من زاد عمره عن الستة عشر عاما و لا يعرف ما هى فرائض الوضوء و ما هى سنن الوضوء أو من لا يعرف فقه صلاة المسبوق أو من لا يعرف هل جلسة الغستراحة فى الصلاة سنة أم فرض و قس على هذه الأمور البسيطة التى يكاد السواد الأعظم منا لا يعرفها
لا يجوز مطلقا أن نكتفى بإرث ورثناه و لا ننميه و لا نستثمره أفضل إستثمار و الله هذا عار علينا فعلا
و لست هنا لأحاسب غيرى بل لأحاسب نفسى أولا
فكثيرا من أمهات اليوم لا يعلمون أولادهم الصلاة و تعاليم الدين البسيطه و مع هذا نجدهم يحرصون أشد الحرص على تعليم أولادهم أمور الإتيتكيت و غيرها من الأمور التافهة بل زاد الأمر عن الحد فنجد من أولياء الأمور من يعلم بناته الرقص بدلا من أن يعلمونهم الدين و أصوله .
و كثيرا من الأباء لا يعلمون أولادهم بعضا من سيرة الآل و الأصحاب و يحفظونهم كتاب الله تعالى و بدلا من هذا نجد الأغلب الأعم منهم يحرص أشد الحرص على أن يتفوق إبنه فى التعلم الدنيوى و هذا ليس عيبا و لكنه تعليم ناقص ينقصه التعليم الشرعى لأن إهمال تعليم الدين و التركيز فقط على تعليم الأمور الدنيوية هو الذى أخرج لنا الطبيب الذى لا يرحم المرضى و المهندس الذى لا يتق الله فى عمله و العامل الذى يغش فى صنعته و أخرج لنا من صنوف البشر من لا يتقون الله فى أعمالهم .
رأينا فى تاريخ أسلافنا من دخل الدين بغير إقتناع كان مصيره الردة فلماذذا لا نعتبر لو كنا من أولى الأبصار
كفانا تجاهلا لأهمية الدين فى حياتنا
و كفانا جهلا بحقيقة هذا الدين
إن الله عز و جل ما أنزل هذا الكتاب الكريم إلا لنحفظه فى الصدور و تنطلق به كل جوارحنا و أفعالنا و ليس ليكون زينة لنا فى الغرف و على الأرفف و السيارات فقط
إن الذى نفعله اليوم هو هراء بل جهل بحقيقة هذا الدين الذى يجب ان يكون قانونا و دستورا لنا فى كل حركاتنا و سكناتنا
و كم أعجبنى منظر أطفال لم يتجاوز عمرهم السادسة من عمرهم و قد أصر والديهم على أن يحفظوا كتاب الله كاملا و كثيرا من الأحاديث الشريفة فى هذا السن المبكر
و هؤلاء الأطفال هم عماد هذه الأمة فى المستقبل القريب إن شاء الله
و نصيحة لكل من لم يتزوج بعد
أحسن الإختيار و إختار صاحبة الدين لتعينك على تربية أولادك على النهج الذى يرتضيه رب العالمين و لا تغتر بمال أو جمال أو حسب و نسب بل إختار صاحبة الدين و حبذا لو كانت صاحبة دين أولا و ذات خلق و جمال و مال معا .
أحسنى الإختيار و إختارى صاحب الدين ليحفظك و يرعاكى كما أمره رب العالمين عز و جل و ليكون عونا لك على الطاعة و تربية أولادك على نحو يجعل الأبناء فى ميزان حسناتكما يوم القيامة و لا تغترى بمن له جاه و سلطان و مال و حبذا لو كان ذا دين و جاه و سلطام و مال معا
لا أريد أن أطيل أكثر من هذا حتى لا تملوا
أعلم أننى ربما نسيت بعض الكلمات التى لابد من وجودها هنا فى نفس المقام و أتمنى على الله عز و جل أن يرزقنى بمن ينبهنى و يذكرنى بما نسيت منكم
اللهم ردنا الى دينك مردا جميلا
اللهم حبب الى قلوبنا سير الآل و الأصحاب رضوان ربى عليهم أجمعين و أحشرنا معهم بفضلك يا كريم