كيف نكتسب الشجاعة وننميها ????

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الحمد لله العلي القدير الجبار والصلاة والسلام على أشجع من خُلِق نبينا محمد عليه أزكى صلاة وتسليم وعلى آله وصحبه الشجعان

كلنا تعرضنا لمواقف جبُنَا فيها ولم تسعفنا شجاعتنا في ذلك الوقت ولربما جائتنا الطرق والسبل لمواجهة الموقف ولكن متى؟؟ بعد أن انهزمت أنفسنا وانتهى ومضى الموقف تاركاً آثاره السلبية .. فمنا من رضي بتلك الآثار وانهزمت نفسه وتوالت المواقف تلو المواقف إلى أن صار ذليلاً لأوهامه ومخاوفه .. وهناك من سعى لتطوير ذاته والبحث في وسائل الدعم الذاتي في سبيل أن لا يتكرر ما سبق ومع الإصرار والصبر وصل إلى مبتغاه ولم يكن ذلك إلا وليد قرار شجاع فقرر السير بخطوات شجاعة ثابته فزج بنفسة في مواقف شجاعة خاضها بتدرج ليتغلب على أوهامه ومخاوفه ليصل إلى إرادة شجاعة فتشكل كل ذلك ليصل به نحو الهدف الشجاع .

وها نحن قررنا قراراً شجاعاً في أن نشارك في هذه الدورة لننمي تلك الإرادة الشجاعة ونتغلب بها على مخاوفنا بمواقف شجاعة أولها مشاركتنا وتعقيبنا على هذه الدورة .

هناك من يعتقد بأن الشجاعة قد تؤدي به إلى التهلكة قد يكون ذلك إذا لم نقرن الشجاعة بالعقل فالعقل هو ميزان كل الأمور ،، والشجاعة تحتاج إلى صبرٍ وجلد ،، وبالتدريب العملي المتواصل والمتكرر على مواقف شجاعة ننمي شجاعتنا إلى أن نصل بها إلى الشجاعة المطلقة .

ولنكون شجعاء لا بد أولاً أن نعرف ما تعنيه الشجاعة من معانٍ سامية لنخطو ونحن على بصيرة من أمر شجاعتنا ،، فقد نصبح شجعاء من مجرد معرفة ما معنى الشجاعة وتعريفها .

قبل أن نرحل إلى عالم الشجاعة أنوه يا أخواني الأفاضل وأخواتي الفاضلات لا تتصورون بأنكم ستخرجون من هذه الدورة وأنتم شجعاء إذا لم تكن هناك الرغبة في أن تكونوا شجعاء مقرونة بالاستعداد لخوض تلك المواقف الشجاعة فعلينا أن نتخذ القرار الشجاع مدعماً بإرادة شجاعة لنصل إلى شجاعتنا الحقيقة الكامنة في نفوسنا والتي هناك من لم يوقظها حتى الآن زعماً منهم بأنهم جبناء لا يدرون أنهم يكنزون في أعماقهم شجاعة نائمة بانتظار من يدق الجرس ويوقضها وها نحن هنا ندق الجرس ونعلن ابتداء دورتنا بهذا الحديث الشريف :

عَنْ سعد بن أبي وقاص رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ )) .

والآن فلنرحل إلى أول محاور دورتنا

محور الشجاعة الأول : ما هي الشجاعة ؟

كلنا اختلفنا في تعريف الشجاعة فكلنا نظر إلى الشجاعة من وجهة نظره الخاصة وربما نظرنا إليها من منظور ما نطمح أن نكون عليه من شجاعة وكل ذلك صواب فالشجاعة تعني ما ذكرتم من معاني ، وحتى نثبت ما ذكرناه من تعاريف تعالوا يا

أخواتي الفاضلات .... ويا أخواني الفاضل

لنرى تعاريف العلماء للشجاعة والتي اختلفوا فيها كما اختلفنا نحن ولكنهم ساقوها إلينا ليعرفوا لنا معنى الشجاعة بأوجهٍ مختلفة لنجمعها جميعها ونستخلص ما نريد منها من معنى للشجاعة ، وقد تجدون بين التعاريف التي سأوردها لكم ما يطابق أو يقارب ما ذكرتموه من تعاريف ليدعم منظوركم الخاص لذا فنحن إذاً نعي وندرك ما هي الشجاعة ولذلك

لن نكمل الدورة ونكتفي بتعاريفكم الرائعة للشجاعة وشكراً لمشاركتكم لنا بهذه الفوائد الرائعة وإلى أن نلتقي في دورة قادمة تقبلوا مني أحلى تحية وأسال الله أن تستفيدوا من المشاركات التي وردت تحت هذا الموضوع وشكراً اتمنى أن تكون الدورة قد أعجبتكم واستفدتم منها وارجو منكم الآن كتابة ملاحظاتكم على الدورة ...................

والآن بدا لي أنكم قد اتخذتم قراراً شجاعاً بالرد بالسخرية على دورتنا إذن فأنتم شجعاء ولكن ربما كنتم ستصلون إلى التهور :x وهذه ليست بشجاعة لذا فلا بد أن نزن شجاعتنا بالحكمة والعقل والآن تعالوا لنعرف

ما هي الشجاعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 الشجاعة هي الجرأة و الإقدام .

 الشجاعة هي الإقدام الاختياري على مخاوف نافعة في غير مبالاة .

 الشجاعة هي قلب حديدي جامد لا يهاب الموت .

 الشجاعة هي الصبر و الثبات و الإقدام على الأمور النافعة تحصيلاً و على الأمور السيئة دفعاً .

 والشجاعة هي التغلب على رهبة الموقف .

 والشجاعة هي ثبات القلب و استقراره و قوته عند المخاوف .

 الشجاعة هي قدرة الروح على انتزاع الفوز في مواجهة أعتى الأخطار .

 الشجاعة هي القدرة على التحرك لقهر الخوف .

 الشجاعة هي استعداد المرء لأن يحمل على كاهله السلبيات التي ينذر الخوف بمقدمها من أجل تحقيق ايجابيات أكثر زخماً .

 الشجاعة هي الإقدام تحت إشراف العقل للدفاع عن النفس أو عن أي عزيز لديها .

 الشجاعة هي الإقدام على المكاره و المهالك عند الحاجة إلى ذلك ، و ثبات الجأش عند المخاوف مع الاستهانة بالموت .

 الشجاعة هي بذل النفس للذود عن الدين أو الحريم أو عن الجار المضطهد أو عن المستجير المظلوم ، و عمن هُضم ظلماً في المال و العرض ، و سائر سبل الحق سواء قلّ من يعارض أو كثر .

الشجاعة تختلف من شخص لآخر تبعاً للاستعداد الفطري فكل أحد لديه نسبة من الشجاعة و أخرى من الجبن. أو يكون شجاعاً في مواقف و جباناً في مواقف أخرى. الشجاعة لا بد أن تعتمد على رأي حصيف و تبصر مع حسن حيلة و حذر و تيقظ و إلا كانت انتحاراً .

قال المتنبي :

الرأي قبل شجاعة الشجعان ......... هو أول وهي المحل الثاني
فإذا اجتمعا لنفس مـــــــــرة ......... بلغت من العلياء كل مكــان
و لربما طعن الفتى أقرانـــه .......... بالرأي قبل تطاعن الأقران

محور الشجاعة الثاني : أصل الشجاعة

أخواني الأفاضل ...... أخواتي الفاضلات
هل تعرفون أين أصل الشجاعة ومركزها
أنه ذلك العضو الذي يثبت ويتماسك ويسكن لشجاعتنا !!!!
وينتفض ويرتعش ويتزلزل لخوفنا ؟؟؟؟؟
لقد عرفتموه بالتأكيد ......... أنه ،،، الــــقـــــلـــــب .......

أصل الشجاعة ومركزها في القلب و هو ثبات القلب و سكونه و قوته عند المهمات و المخاوف ، و لا يثبت القلب إلا مع سلامة العقل و المزاج ،
فالشجاعة حرارة القلب و غضبه و قيامه و انتصابه و ثباته ،

والشجاعة ليس لها اتصال بالأبدان قوةً و ضعفاً ، و لا باللسان .

قال العلماء : الشجاعة منشؤها القوة الغضبية للنفس ، لأن الثبات أثـر كمال تلك القوة .

يقول كثير عزة :

ترى الرجل النحيف فتزدريه ......... و في أثوابه أسد هصور
و يعجبك الطرير إذا تــــــراه ........ فيخلف ظنك الرجل الطرير
و قد عظم البعير بغيرلــــــبّ ......... فلا عرف لديه و لا نكير

يقول الراغب:

الشجاعة إن اعتبرت و هي في النفس ، فصرامة القلب على الأهوال و ربط الجأش في المخاوف ،
و إن اعتبرت بالفعل فالإقدام على موضع الفرصة . و هي فضيلة بين التهور و الجبن و هي تتولد من الفزع و الغضب إذا كانا متوسطين .

محور الشجاعة الثالث : مجالات الشجاعة

للشجاعة مجالات عدة سنذكر بأذن الله أبرزها ونصنفها تحت عدة أقسام ذكرنا منها ثلاثة أقسام ولك أن تدرج أي مجال شجاع في حياتك تحت أي قسم تراه مناسب لها ،،،،،
فتعالي يا أختي الفاضلة ... ويا أخي الفاضل
لنتعرف على هذه المجالات ونتدرب على ما نستطيع التدرب عليه منها بالتدريج

القسم الأول :
ما يندرج تحت شجاعة الموقف من مجالات ومن أمثلتها :

1- الجهاد .
2-الخطابة .
3- المنابر .
4- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
( سيد الشهداء يوم القيامة حمزة و رجل قام إلى إمام جائر فأمره أو نهاه فقتله ) .
5- إعلان الرأي ،
قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ) فهذا تربية لشجاعة الرأي .
6- في حالة التعرض للبغي و دفع الظلم و الذل عن النفس .
7- الدفاع عن الحريم و الأعراض .
8- طلب العز و المجد .
9- ومن أجل بقاء هذا الوجود ،........... وغير ذلك كثير

القسم الثاني :
ما يندرج تحت شجاعة الإرادة من مجالات ومن أمثلتها :

1- القدرة على ضبط شهوات النفس و منع جنوحها إلى مهاوي الردى و المهالك .
2- التغلب على مخاوف النفس و هواجسها و قهر أوهامها .
3- ألا ينقاد المرء للجلساء و أصحاب المنافع أو الشهوات التي تخل برجولته أو كرامته أو مروءته .

القسم الثالث :
ما يندرج تحت شجاعة القرار ومن أمثلته :

1-إمضاء أبي بكر الصديق الجيش لحرب المرتدين .
2- جمع أبي بكر الصديق القرآن في المصحف .
3- انسحاب خالد بن الوليد في غزوة مؤتة ،...... وغيرها كثير

وقس يا أخي الكريم ... ويا أختي العزيزة على تلك المجالات الكثير من مجالات الشجاعة وصنفها تحت القسم الذي يناسبها .

و أعلى الشجاعة هو التقدم للتضحية بالنفس في سبيل الله تعالى .

وأعظم الشجاعة الخوف من الله عز و جلّ

يقول الشاعر :

ليس الشجاع الذي يحمي فريسته ....عند القتال و نار الحرب تشتعل
لكن من رد طرفاً أو ثنى وطــــراً... عن الحرام فذالك الفارس البطل

قال أبوبكر الصديق لخالد بن الوليد : احرص على الموت تُوهب لك الحياة .

و العرب تقول : إن الشجاعة وقاية و الجبن مقتلة .

و من دوافع الشجاعة طلب الثناء و الذكر الحميد و هو منهي عنه .

والشجاعة تكون في كثير من الأحيان حاسمة لبعض المواقف الشائكة و الرجل الشجاع درع لأمته و صون لها .

محور الشجاعة الرابع : ما هو الجبن ؟

بعد أن عرفنا ما هي الشجاهة لا بد أن نعرف ما هو عكسها وضدها ألا وهو الجبن ولا غالب ولا محطم له إلا الشجاعة ولنحطم ونقهر ذلك الخوف الذي لطالما كان حجر العثرة في طريقنا
هلموا يا أخواتي الكريمات ... ويا أخواني الأفاضل
لنتعرف على الخوف والجبن لنستئصله من نفوسنا ،،، فهيا بنا :::

الجبن يكون نتيجة تخوف و تغلب المخاوف المرتقبة أو الحاصلة أمام الناظرين فيحجم و لا يعود شجاعاً .
الجبن يتولد من قلة الصبر و سوء الظن و وسوسة الظن و ينشأ الجبن من الرئة فتنتفخ الرئة ، فزاحمت القلب في مكانه و ضيقت عليه حتى أزعجته عن مستقره فأصابته الزلازل و الأضطراب ، فإذا زال القلب عن مكانه ضاع تدبير العقل فظهر الفساد على الجوارح فوضعت الأمور على غير مواضعها .
مرض الجبن عند الجبناء :
يكبر بالوهم و أكثر مرض الناس و هم من أحاديثهم و ما تفتعله خواطرهم وما يتلقفونه من الحوادث و ما يشعرون به من نقص إيمان .

يقول الله تعالى عن ذلك الصنف من المنافقين ضعيفي الإيمان: ( يحسبون كل صيحة عليهم ) ، وقال تعالى : ( أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون ) .

الجبناء يخافون من البشر أكثر من خوفهم من الله .

و الجبن و الخور و العجز ليس من محاسن الرجال ومما ذمه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .

ذكر عمرو بن معد يكرب الزبيدي عندما سأله عمر بن الخطاب عن أجبن رجل لاقاه فقال : يا أمير المؤمنين كنت أشن الغارة فرأيت فارساً لابساً لامة الحرب ، و هو راكب على فرسه فقلت : يا بنىّ خذ حذرك فإني قاتلك لا محالة ، فقال لي : و من تكون ؟ فقلت: عمرو بن معد يكرب فسكت و دنوت منه فوجدته قد مات ، فهذا أجبن من لقيت .

الإقدام قد يكون محموداً و قد يكون مذموماً و كذلك في الإحجام قد يكون محموداً و قد يكون مذموماً و الضابط في ذلك .

و عدت العرب الجبن جريمة كبرى و سيئة في الرجل .

الجبان يموت في اليوم مائة مرة و الشجاع يموت مرة واحدة

الجبان يتوهم كل شىء ضده و الشجاع يتصور أنه ضد كل شىء إلا كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما والاهما .

قال عمر بن الخطاب: اللهم إني أشكو إليك عجز الثقة و جلَد المنافق .

وفي نهاية محاضرتنا الأولى

أريد منك يا أخي الحبيب ،،،، ويا أختي الفاضلة

أن تعرفون : : : :

أن كمال الشجاعة وزينتها أن تكون بإرشاد العقل متزنة و متوافقة مع الحكمة فإن الشىء إذا زاد عن حد الحكمة خشي أن يكون تهوراً و سفهاً و إلقاءً باليد للتهلكة و ذلك مذموم كما يذم الجبن فالشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رذيلين هما الجبن و التهور.
منقول للفائدة

زائر

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

كيف نكتسب الشجاعة وننميها ???? - صفحة 2 10363278251775322311