تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :عرفها زائروها و القارئون عنها بإسم (المدينة الوردية) نسبة الى لون الصخور
التي شكلت بناءها الفريد، و هي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة، و قد كانت عاصمة لدولة الانباط.
اولا: موقع البتراء
فهي تقع جنوب الأردن وبالقرب من مدينة معان على بعد 262 كيلومتراً الى الجنوب من عمان،
و هي واحدة من أهم مواقع الجذب السياحي في الاردن، حيث تؤمها أفواج السياح من كل بقاع
الارض، و يأتيها الباحثون عن تجليات التاريخ الانساني، و الراغبون بإستحضار العصور الغابرة،
في رحلة تختلط فيها المتعة بالمعرفة.
الوصول و الاقامة
يمكن الوصول الى البتراء بواسطة السيارات الخاصة أو السياحية، كما يمكن للزائر
أن يستقل الحافلات التابعة للشركات السياحية من عمان. و يستطيع الزائر زيارة البتراء
و العوده الى عمان في نفس اليوم، لكن هناك فنادق كثيرة تقدم خدماتها الشاملة
للراغبين بالمبيت في البتراء
وعند الوصول
يصل الزائر الى قلب البتراء سيراً على الاقدام، أو ممتطياً صهوة جواد. أو راكباً في
عربة تجرها الخيول، و يمر عبر (السيق)، ذلك الشق الصخري الرهيب الذي يبلغ طوله
أكثر من 1000 متر، و ترتفع حوافه الصخرية 300 متر.
ولدى عبور المزيد خلال الشق يرى الزائر ضريح أوبيليسك المنحوت في المنحدر الصخرى.
وفي لحظة يتحول الممر من عريض إلى فجوة مظلمة لا يتجاوز عرضها عدة أقدام. وفجأة
فإنه ينحني في إستدارة جانبية، ثم تتبدد الظلال لتظهر أعظم الآثار روعه .. الخزنة،
إحدى عجائب الكون الفريدة، و هي المحفورة في الصخر الأصم على واجهة الجبل،
و يلمع صخرها الوردي تحت ضوء الشمس، بإرتفاع 140 متراً، و عرض 90 متراً.
إن المدينة المحفورة في الصخر والمختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي
بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر غامض. إن المرور بالسيق، وهو ممر طريق ضيق
ذو جوانب شاهقة العلو التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباين دراماتيكي
مع السحر القادم. وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة
في الصخر والتي تتوهج تحت أشعة الشمس الذهبية
وهنالك العديد من الواجهات التي تغري الزائر طيلة مسيره في المدينة الأثرية، وكل معلم من
المعالم يقود إلى معلم آخر بانطواء المسافات. إن الحجم الكلي للمدينة علاوة على تساوي
الواجهات الجميلة المنحوتة يجعل الزائر مذهولا ويعطيه فكرة عن مستوى الإبداع والصناعة
عند الأنباط الذين جعلوا من البتراء عاصمة لهم منذ أكثر من 2000 عام خلت. ومن عاصمتهم تلك
استطاع الأنباط تأسيس شبكة محكمة من طرق القوافل التي كانت تحضر إليهم التوابل والبخور
والتمر والذهب والفضة والأحجار الثمينة من الهند والجزيرة العربية للإتجار بها غربا
ولكي تعرفوا البتراء على حقيقتها تابعوا معي
ماذا يوجد في مدينة البتراء
الخزنة
بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً.
سمي هذا البناء بخزنة لاعتقاد سكان المنطقة أهالي وادي موسى بأن وضع الكنوز كان في الجرة
الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز .
وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكون من طابقين، وواجهة الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة
كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. ويتكون الطابق الثاني
من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذا الطابق
رسومات الزهور والثمار والنسور وهي أشهر مافي البتراء كما ذكرت سابقا
مقام النبي هارون عليه السلام
داخل مدينة البتراء الوردية وعلى أحد قمم جبل هور المطلة على نهاية المدينة يقع مقام النبي هارون (عليه السلام)
ومرقده، والمرقد عبارة عن غرفه وحوش، تعلو الغرفة قبة بيضاء، كتب على أعلى باب المقام تاريخ تجديده
سنة 709 هجري، والقبر مجلل بخلعه خضراء وأمامه حجر أسود، ويعتقد سكان هذه المناطق بأن للمكان منزله
عظيمة، ودعوة المتضرعين إلى الله فيه مستجابة لشفاء مرضاهم أو نزول المطر أو إخصاب الماشية، وهارون أخو
موسى ووزيره وشريكه، والوصول إلى المقام من داخل مدينة البتراء فقط، ويتطلب جهدا لتسلق جبل هور..
لمدرج النبطي .. يتكون المدرج من 33 صفاً منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج. ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف وعثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني (30-9 ق م ) وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للفرن الأول قبل الميلاد. وعلى مقربة من القبور بلط الرومان الشارع الرئيس وورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع. قصر البنت والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها . والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله 'دو الشرى' الدير هيكلاً ضخماً بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً وارتفاعها 40 متراً تقريباً وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها وأطلق على الدير لقب 'قبر الأسد. المذبح يقع بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 مترا وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح.
وخلاصة الكلام
إن المدينة المحفورة في الصخر والمختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة
التي بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر غامض.
إن المرور بالسيق، وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو
التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباين دراماتيكي مع السحر لقادم.
وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم جميع ماتحتويه المدينة الوردية