علمتني الحياة.............

علمتني الحياة أن البناء جد صعب، والهدم سهل جد سهل. فما يبنى في مئات الأعوام من المدن والقرى والقصور والدور يمكن هدمه في لحظات، وما يبنى من الأخلاق والقيم والمثل في قرون يمكن هدمه أيام وليالي. ما رأيكم إن كان هناك ألف باني وورائهم هادم واحد هل يقوم البناء ؟ و على ذلك تعلمت ألا شىء يعلو إرادة تسعى لحلم يساوى حياة.. تعلمت ألا أبنى قصورا فى الهواء..فتهوى..فأكون أول الضحايا..و بلا عزاء.. تعلمت أن لا أحقر شيء مهما قل.. تعلمت أن أتعلم وأعمل وأدأب وأداوم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، والقليل إلى القليل كثير وإنما السيل اجتماع النقط..اليوم شيء وغدا مثله.. تعلمت أن الطموح و الواقعية أساسا الإنجاز..و أذا ما اختلطا بالإرادة و الصبر فالحلم قد أصبح حقيقة.. علمتنى الحياة أنّا كما ندين ندان.. فإن زرعت خيرا حصدت خيرا..و إن زرعت شرا حصدت مثله..و إن لم تزرع و رأيت حاصدا ندمت على التفريط فى زمن البذر.. كما علمتنى الحياة ايضا أن من يحفظ الله يحفظه.. من وقفَ عند أوامرِ الله بالامتثال، ونواهيهِ بالاجتناب، وحدودِه بعدمِ التجاوزَ حفظَه الله.. من حفظَ الرأسَ وما وعى، والبطنَ وما حوى حفظَه الله.. من حفظَ ما بين فكيه وما بين رجليه حفظَه الله.. من حفظَ اللهَ في وقتِ الرخاء حفظَه اللهَ في وقتِ الشدةَ.. من حفظَ اللهَ في شبابه حفظَه الله عند ضعفِ قوتِه: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(يوسف64 علمتنى الحياة أن الواقع فيها كلمة..و الحقيقة كلمة..و عظام أمورها قد يتوقف فى كثير من الأحيان على كلمة.. و على هذا تصبح الكلمة أحد أهم أسلحة العيش الرئيسية.. كما هى أحد أهم أسلحة الفتنة الرئيسية.. علمتنى الحياة أن الواحد منا يظل دهرا بأكمله يبحث عن الصديق.. نعم..الصديق.. فما أدركته مؤخرا..أن هذا قد يكون أعقد كثيرا مما نظنه عليه.. فأعدى الأعداء من لا يواجهوك.. و إنما يقترب منك..ثم يغدر بك و يقتلك..ثم يتقمص شخصك و ربما يتقمص عملك احيانا لينقض عليك و هو يبتسم.. و هذا أقوى الأعداء ظاهريا و إلا ففى باطنه فهو على شرف حرف هار.. فالصديق المنافق..يتحول إلى أقذر عدو.. و المنافقون جراثيم تسمم و بكتريا عفونة..يتربصون بمن حولهم الدوائر..يريدون غير ما يظهرون..و يسرون غير ما يبدون.. لهم ألف وجه بعدما ضاع وجههم..فلم تعد تدرى أى وجه فيها تصدق (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )(محمد30) تعلمت من كل هذا أن الصاحب ساحب..و القرين بالقرين يقتدى.. و الناس أشكال كأشكال الطير..الحمام مع الحمام..و الغراب مع الغراب..و الدجاج مع الدجاج.. و النسور مع النسور..و الصقور مع الصقور..و كلاً مع شكله..و الطيور على أشكالها تقع.. و المرء على دين خليله.. علمتنى الحياة أن العالم و المثقف و كل من لديه وعى بدينه و علمه لا ينبغى له أن ينزل عن مستوى علمه إلى التراشق بردىء الكلام.. ليس له أن ينزل إلى سفاسف الأمور و لو حاول غيره جره إليها.. ليكن تحرك العالم تحركا ذاتيا..لا يحركه غيره..لأن لا يُستئجر إلى معارك وهمية خاسرة و لا شك.. ثم عليه ألا يغضب لنفسه بل يسمو بنفسه عن كل بذىء و عن كل ساقط.. و ليس معنى ذلك أن نستسلم فلا ندافع.. لكن المدافعة أحيانا تكون بالسكوت.. و المدافعة أحيانا تكون بالأختفاء.. و المدافعة أحيانا تكون بالإعراض عن الجاهلين.. فلو كل كلب عوى ألقمته حجرا..لأصبح الصخر مثقالا بدينار.. علمتنى الحياة أن رضى الناس غاية لا تدرك.. نعم..إرضاء البشر ليس فى الإمكان ابدا..لأن علمهم قاصر و لإن عقولهم محدودة..يعتورهم الهوى و يعتورهم النقص..و يتفاوتون فى الفهم و الإدراك فلا يمكن إرضائهم.. و على هذا تعلمت أن أرضى الله أولا و أخرا.. علمتنى الحياة أن العصا أداة للتقويم و التربية و الإصلاح.. إذا صاحبتها يد حانيه و لسان هادىء و قلب رحيم..أداة نافعة متى ما وجدت من يستخدمها بحكمة و لطف..متى ما وضعت فى موضع تفيد فيه كالدواء تماما.. هى أخر وسيلة بعد استنفاذ كل سبل العلاج.. و من الكير يخرج الذهب.. علمتنى الحياة أن الحب لله..و بالله..و لله..و فى الله.. علمتنى الحياة أن الحب الحقيقى هو أن يكون رسول الله_صلى الله عليه و سلم_أحب إلينا من أنفسنا و مالنا و أهلنا و أولادنا و الناس أجمعين.. إن تحققت هذه المعادلة بإمكان المرء أن يحب ذلك الحب الحقيقى الذى يفتقده أغلبنا مهما ظنّ أنه قد حاز عليه.. علمتنى الحياة أن أعظم سلاح منّ الله به علينا هو الدعاء.. فسهام الليل تُخطىء و لكن لها أمد و للأمد إنقضاء.. لا تسألن بنى أدم حاجة..و اسأل الذى أبوابه لا تُحجب.. الله يغضب إن تركت

على أجنحة الشوق
تسافر بي الحروف
نحوك. نحو إبداع ممتزج
بالرومانسية الحالمة
وأرخي سمعي لعزفك المنفرد
على أوتار العذوبة
مروري على أحرفك
يجعلني أصل الى قمة الإستمتاع
قراءة ناصعة الأناقة منك
و ثناء يحملني للسحاب
الحالمون يصعب عليهم الرضوخ
تحت أشد الأضواء سطوعاً
تأبى أرواحهم إلا التعلق بأعطاف خيال وردي
روحانيتهم الجميلة تظل تغرد وحدها في سماء الواقع
سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
كذاك كان موضوعك سيدي/تي
لكـ خالص احترامي

شكرا لك

اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا لكلماتكِ الراقية

حروفكِ عندما تصافـح شرفـات البـوح ...

تتـسـاقـط ابــداعـا وشــهــدا..

وتتغنى السطور كشدو عصافير ..

دمتِ بصحة وسعاده