~سأعودُ بالزمنِ حيتُ كانتْ دمشقٌ ~

(1)

سأعودُ بالزمنِ حيتُ كانتْ دمشقٌ
عروسةً تتزينُ بالثوبِ الابيضِِْ ،،
والعُيونُ تَرقبُ زيارةً لطَيرِ
اللقلاقِ فوقَ جَبلِ قاسيونْ ،،
أنظرُ للشامِ كأنها فتاةٌ
تَلعبُ في سَاحةٍ مِنْ خُضرةِ
الطَبيعةِ الغَناءْ ،،!!
تَركضُ كأنها طَفلةٌ تَبحثُ
عَنْ السعادةِ بشَعْرها
الطَويلِ وبسمةٍ تَخطفُ
مِنْ قلبيَّ الأنفاسْ ،،،!!
أتذكرها عروساً تَجهزتْ لكَي
يَخطبَها الرِجالْ ،،!
فتَيةً تُمسكُ بيَّ مِنْ ثوبيَّ
تَقولُ يا ابنَ العَربِ
أنا العَروسُ وَسطَ البِلادْ ،،

(2)

تَحكَمتْ بِكِ السَلاطِينُ وكُنتِ
عِزاً في عهد الأمويين
الأبطالْ ،، وكُنتِ زهراً فرحاً
وطيراً مُغرداً في السماءْ ،،
وكان الياسمينُ يُربى
في ثَوبكِ النقي كنقاْءْ الثلجِ
فوقَ الجبال الراسياتْ ،،
أيا شاماً قد بكتْ يوماً
على رحيل عبد الملك
بن مروانْ ،، وغرغرتْ
الروح في جسدها يَومَ
إغتصبها الأوغادْ ،،!!
ونادتْ وأنشدتْ مُعتصماً
قبيل هجمة النُصيريةِ الكُفار ،،
وغَدتْ أسيرةً مُنذ
نِصفِ قرنٍ وأيامْ ،،!!

(3)

ظُلمٌ وجورٌ وقتلٌ وإغتصابْ
وهدمٌ للمساجدِ وتَشريدٌ للدُعاه ،،
وإقبل الكفرةِ أرباب العمائم
السوداءْ والمجوس
الأشرار ،، وممانعةٌ أول
إنجازها ضايعُ الجُولانْ ،،!!
وقمعٌ وقتلٌ في حلبٍ
راح ضحيتهُ الألافْ ،،!!
وعلى خُطى الأبِ
سار الكَلبُ بشارْ ،،!!
وعلى طَريقِ المَجوسِ عبدةِ
القُبور مُدعي الإسلامْ ،،
شد خُطاهُ قاتلاً للمُسلمين
الأخيارْ ،،!! وأعلنَ مُضطهداً
أهل السُنة في الشامْ ،،!!

(4)

ضيقٌ أصاب المُجاهدين الأخيارْ
وربيعُ العربِ طرقَ كُل الأبوابْ ،،
تُونسَّ في المُقدمةِ بعد حرقِ
الشابِ بالنار ،،!! ومصراً
أعلنَتْ النفير العام ،،!!
وبلادٌ نفضتْ مِنْ ثوبها مُعمراً
بعد قذفهِ كالقمامة في النار
واليومَ شاميةٌ هي
العُروبةُ على ارضِ الأبطالْ ،،
فقتل ودَمر عابدُ النار ،،!!
وإدعى كذباً أنهُ السيدُ بلا
مُنازعٍ بالشامْ ،،!!
فضاقتْ أنفسُ المُؤمنين
مِنْ نصيريةٍ أشرار ،،!!

(5)

فإلي الله عقدَ المُجاهد مِنْ
جيش الأحرار ،، مِنْ أخيار
سوريا خرجتْ النار ،،!
ومِنْ نُصرةٍ على ثغر مِنْ
ثعور الإسلام ،،!!
وأهوالٌ أصابتْ أرضاً كانتْ
يوما مِنْ الجنان تختار
كُل الثمار لها حصادٌ والزيتونُ
عرقُ السلام والحياة ،،!!
فإقتلوا بني مجوسٍ أيها
الأبطالُ وإرفعوا رايةً كُتب فيها
لا إله إلا الله ،،،!!
الله أكبرُ زلزلوا بها عرش كسرى
كَما زلزلها الفاروقُ بن الخطابْ ،،
وإعلموا أن الناصر اللهُ ،،
وإن طال الزَمنُ وجفتْ الأنهارْ
فقُولوها عاليةً هي لله ،،
يا أيها الأخيارُ الكبارْ ،،!!