نهاية رحلة الحمل .. وبداية رحلة المخاض والولادة
لقد وصلت إلى نهاية الحمل ولا تفصلك سوى لحظات قليلة عن ضمّ طفلك بين ذراعيك. وفي حين تدخلين فصلاً جديداً من فصول حياتك المثيرة، تذكّري أنّ كل ما تعلّمته واختبرته خلال الأشهر التسعة الماضية سوف يتيح لك الاضطلاع بدور الأمّ. لقد كانت رحلة مذهلة حقّقت فيها المعجزات. في داخلك، تشكلّت حياة جديدة وتفتّحت حزمةً من السعادة، سرعان ما تبدّل حياتك إلى الأبد. تحلّي بالثفة وأنت تتقدّمين نحو الولادة. سوف تكونين مذهلة، نحن أكيدون من ذلك.
إنّه يوم الولادة!
لقد وصلت إلى نهاية حملك وقريباً تحملين بين ذراعيك مولودك الجديد بكلّ فخر! قد تبدو الولادة عائقاً كبيراً تواجهينه وأنت تتوقين إلى عيش تلك اللحظة التي لطالما انتظرتها. لكن، لا تضيّعي وقتك في القلق غير المبرّر. فأنت، عزيزتي، تتمتّعين بجسم يعرف ما عليه فعله، ومحاطة بأخصائيين خبراء في مهنة المساعدة على إنجاب الأطفال إلى العالم. لذا، سرعان ما يتلاشى أي توتّر عصبي قد ينتابك في البداية، ليحلّ محلّه شعور بالعزم والتصميم. ولسوف تتفاجأين بكيفية مواجهتك الأمور والتكيّف معها ما إن تصحو فيك غريزة الأمومة. لا عليك، فما دمت هادئة ومنفتحة على مختلف الاحتمالات، سيكون كلّ شيء على خير ما يرام. ثقي بنفسك، فالنتيجة ستكون مذهلة.
كلّ شيء جاهز...
المخاض عملية شاقّة عسيرة
ليست الأمّ وحدها من يعاني من عُسر المخاض والولادة بل الطفل أيضاً. مع ذلك، فصغيرك قد استعدّ منذ فترة طويلة لمواجهة هذا اليوم، ولديه من الخدع والحيل ما يمكّنه من عبور قناة الولادة. فنظراً لأنّ الصفائح التي تكوّن جمجمته غير ملتحمة بعد، يكون رأسه مرناً بما يكفي لتفادي أي ضرر ناجم عن ضغط الانقباضات وعن اضطراره إلى حشر نفسه للخروج إلى العالم. أمّا جسمه الصغير فرشيق وقابل للثني وبإمكانه أن يشقّ طريقه بصورة ملتوية عبر المواضع الضيّقة. لا تخافي، فهو سيحظى، طوال فترتي المخاض والولادة، بحماية من المشيمة ومن جهازه العصبي المضبوط بدقّة، أضف إلى أنّ الانقباضات التي ستشعرين بها تساعده على تفريغ رئتيه من السوائل، وتسرّع عملية إطلاق هورمون الأدرينالين المسؤول عن تنفيذ بعض عمليات التكيّيف ما بعد الولادة، ومنها إقفال قنوات قلب الجنين وتحريك الكريات البيض في الدم. لقد تمّت مراعاة أصغر التفاصيل، وبات طفلك جاهزاً لمغادرة عالمه المائي ومواجهة عالمه المثير الجديد خارج رحمك.
التدرّب على الولادة بشكل مسبق
إنّ الضغط الذي يشعر به طفلك وهو يخرج من الرحم ليس جديداً بالنسبة إليه. فطوال الأسابيع القليلة الماضية، أجرى رحمك التدريبات على مواجهة هذه اللحظة من خلال تأديته تمرينات منتظمة، ومنها انقباضات "براكستون هيكس" أو الانقباضات "المزيّفة" التي قد تكونين شعرت بها. وليست الانقباضات الأقوى الحاصلة أثناء المخاض سوى تجسيد مفرط لأحاسيس الشدّ التي تعوّد عليها طفلك. سوف يتفاعل جسمه الصغير تلقائياً مع عملية الولادة من خلال تنظيم فرز الهورمونات في دمه. تعزّز هذه الهورمونات مستويات الطاقة لديه وتحافظ على السرعة المثلى لضربات قلبه. فبشكل عام، تتراجع ضربات القلب خلال الانقباضات لتعود فتتسارع عند انتهائها، قبل استئناف العملية نفسها عند الانقباضات التالية. إنّ ضربات قلب صغيرك مؤشّر مهمّ على صحّته وكيفية تفاعله مع المخاض والولادة. لذا، تدعو الحاجة، في بعض الحالات، إلى مراقبتها خلال المخاض والولادة. لا تقلقي، في تلك الحالة، فمساعدة التوليد إنّما تهدف من ذلك، إلى التأكّد من أنّ طفلك بخير
لمَ قد يحتاج الأمر إلى عملية قيصرية؟
كلّ المعلومات حول العملية القيصريّة
تُعدّ العملية الجراحية أثناء الولادة إستثناءً للقاعدة. فمعظم حالات المخاض والولادة تتمّ من دون أية عثرة. لكن، لا ضرر من التعرّف إلى بعض الحالات غير الاعتيادية، فتكونين مزوّدة بكلّ المعلومات التي قد تحتاجين إليها. بحلول هذه المرحلة، أنت تعرفين على الأرجح بعض الأمور عن العملية القيصرية. إنها عملية يتمّ فيها إنجاب الطفل بالوسائل الطبية الجراحية أو إخراجه من الرحم من خلال شقّ بطن الأم. قد تكونين سمعت أيضاً عن شيوع العملية القيصرية في السنوات الأخيرة. تجاهلي هذه الأخبار. الحقيقة أنّ الأطباء إنّما يقرّرون إجراء العملية القيصرية في حال استجدّت ضرورة ملحّة للمحافظة على صحّة الأم والطفل. إنّها عملية دقيقة لا يُستخفّ أبداً بإجرائها.
الحالات الطارئة النادرة
في حين يبذل الأخصائيون قصارى جهدهم لتجنيب الأمّهات العمليات القيصرية الطارئة، قد تطالعهم مع ذلك بعض الحالات التي تستدعي ضرورة إجراء تلك العمليات. على سبيل المثال، في حال كانت حياة الأم او الطفل مهدّدة، أو تعرّضت الأم لنزيف، أو تدلّى حبل السرّة عن موضعه السويّ، فتوقّف تزويد الطفل بالأوكسيجين، دعت الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية فورية. لكنّ هذه الظروف نادرة، لذا لا داعٍ لتتخوّفي من حدوثها في هذه المرحلة.
تقدّم المخاض عسير
تنتج معظم العمليات القيصرية عن "تقدّم عسير" للمخاض. ففي حال لم يتسارع المخاض بالوتيرة اللازمة، تكون العملية الجراحية درعاً واقياً للأم والطفل وتجنّبهما العديد من المشاكل. صحيح أنّ الطفل قد يحسّ بالانزعاج، في حال كان المخاض عسيراً، لكنّ الفريق الطبي المعالج يعرف حلولاً وإمكانيات كثيرة أخرى قد يلجأ إليها قبل أن يقرّر العملية الجراحية. لذا، لا تخافي في حال لم تسر الأمور يوم الولادة حسب الخطّة الموضوعة. فمساعدة التوليد والأطبّاء يريدون خيرك وخير طفلك ولن يتّخذوا أية قرارات متهوّرة. كما أنّهم لن يتوانوا عن استشارتك قبل القيام بأي تدبير.
عبّري عن مشاعرك
في حال كانت لك آراء حول الفرق ما بين الولادة المهبلية والولادة القيصرية، شاركيها مع مساعدة التوليد. صحيح أنّ آراءك قد لا تؤثّر على مجرى الأحداث في الحالات الطارئة، لكنّها ضرورية لتكوّن مساعدة التوليد فكرة عن الأحاسيس التي تنتابك. فهي سوف تكون قادرة على تجسيد رغباتك بشكل أفضل في حال أطلعتها عليها بوضوح تامّ. ومن الضروري أيضاً أن تثقي فيه: ففي حال برز احتمال خضوعك إلى عملية قيصرية، عليك القبول بها وأنت واثقة من حصولك على أفضل النصائح والدعم والمعلومات.
تثقّفي واجمعي المعلومات
ننصحك بأن تقرئي ما أمكنك من المنشورات والكتب حول طرق الإنجاب المختلفة، ومنها الوضعيات المتعدّدة للولادة المهبلية؛ الإجراءات والمعدّات المستخدمة في الولادات التي تتمّ بمساعدة الفريق الطبي (جفت التوليد، المحجم)؛ لمَ لا تشاهدين فيلم فيديو يُظهر ولادة قيصرية، فتكوّنين فكرة عمّا قد يحدث في الحالة الطارئة. إقرئي كلّ ما يتعلّق بوضعيات المخاض والولادة، فقد بيّنت الأبحاث أنّ النساء اللواتي يكثرن من التحرّك أثناء المخاض تخفّ لديهنّ إمكانية الخضوع لعملية قيصرية. حافظي على إماهة جسمك خلال المخاض واقضمي القليل من الطعام بانتظام في المرحلة الأولى للمحافظة على قوّتك. أخيراً، إبقي هادئة ومسترخية قدر الإمكان فتسير الأمور على أفضل حال.
هل يمكنني أن أتناول الطعام أثناء المخاض؟
تناول الطعام أثناء المخاض
هل من الضروري أن تأكلي أثناء المخاض؟ نعم، حفاظاً على قوّتك. لكن، عليك الاكتفاء بالوجبات الخفيفة التي لا تزعج جهازك الهضمي. وتذكّري أنّك ستحتاجين إلى موارد جسمك كافة في مكان آخر!
دخول المخاض بمعدة فارغة
تعاني بعض النساء من الغثيان أو من فقدان الشهيّة من جرّاء التوترّ، أو من جرّاء ألم الانقباضات وقوّتها، أو حتى من جرّاء الدواء المسكّن للآلام الذي تناولنه. في حال كانت معدتك ممتلئة، قد يؤدّي الغثيان إلى التقيّوء. لا تقلقي، في هذه الحالة، فالتقيّؤ لا يؤثّر على المخاض.
قائمة الطعام الخاصّة بالأمّهات
في حال أحسست بالجوع أثناء المخاض، لبّي نداء جسمك الذي يحتاج إلى مزيد من الوقود. فهو يؤدّي مهمّة قاسية وشاقّة، وأنت لن تشعري على الأرجح برغبة في تناول الطعام في فترة لاحقة من المخاض الفعلي. أدناه لائحة ببعض الوجبات الخفيفة التي تحتوي على نسبة قليلة من الدهون وهي بالتالي سهلة وسريعة الهضم:
- المشروبات غير المركّزة، وتجنّبي المشروبات التي تحتوي على الكربونات والكافيين.
- الحساء غير المركّز والمرق
- قطع الحلوى المثلّجة أو مكعّبات الثلج لمصّها عند شعورك بالغثيان
- الخبز المحمّص العادي أو البسكويت
- الباستا العادية
ليست بالوجبات المثيرة للشهيّة! لكن، يمكنك التلذّذ بوجبة فاخرة أو بقطعة بيتزا عملاقة بعد ولادة طفلك.
مجمل خيارات تخفيف الألم
تسكين الألم والانزعاج أثناء المخاض
تعاني النساء حالات متنوّعة من الانزعاج أثناء المخاض. ويتفاعل جسم كلّ أمّ تفاعلاً مختلفاً مع مهمّة إنجاب الطفل. أمّا طول المخاض فواحدة من النواحي التي قد تؤثّر على خيارك في ما يتعلّق بتناول مسكّن للآلام. نشير إلى أنّ بعض الأطفال يعبر قناة الولادة بسرعة ويطلّ رأسه قبل أن تغادر الأم المنزل، فيما يطيل بعضهم الآخر مشواره في قناة الولادة لتستغرق أياماً عدّة، ما ينهك الأم ويستدعي مدّ يد العون لها. لحسن الحظ، إنّ خيارات تسكين آلام المخاض متوفّرة وعديدة، وباستطاعتك في بعض الحالات اتّخاذ قرارك في ما يتعلّق بتوقيت أخذ المسكّن.
مسكّنات غير طبيّة
ثمّة تقنيّات طبيعية مفيدة من شأنها تسكين الآلام وإبقائك هادئة ومركزّة على المخاض. نذكر من بينها تقنيّات الاسترخاء، التدليك، التنفّس المضبوط، التصوّر البصري، وسماع الموسيقى، وهي كلّها وسائل لتسكين الألم وتهدئة الأعصاب من دون أي تدخّل طبي. لقد سبق لك على الأرجح أن مارست تلك التقنيّات خلال صفوف الرعاية ما قبل الولادة أو في المنزل. إحرصي على أن يؤدّي زوجك هو أيضاً فرضه!
الأدوية والتخدير
في حال تعذّر عليك تحمّل أوجاع المخاض، يمكنك اللجوء إلى عدد من الخيارات. فمن الأدوية المسكّنة للألم ما يخفّف التوتّر. ومنها ما يكون على شكل حقن تخفّف من حدّة الانقباضات التي تشعرين بها. حتّى أنّك قد تختارين التخدير فوق الجافية، وهو عبارة عن حقنة في العمود الفقري تزيل الإحساس بالانقباضات. نشير إلى أنّ تناول الأدوية قد يسهّل عليك تحمّل آلام المخاض، لكنّه قد يؤثّر على طفلك، لذا ننصحك بالنظر في منافعه وسيّئاته على حدّ سواء.
احرصي على مناقشة خيارات تسكين الألم مع مساعدة التوليد قبل بدء المخاض. فمن الأفضل لك خوض التجربة وقد فكّرت بما قد تختارينه ليريحك في حال اشتدّت عليك الآلام. لكن، إبقي منفتحة على شتّى الاحتمالات. فالخيارات التي تقومين بها قد لا تكون مناسبة يوم الولادة، فتصبح رهناً بسير المخاض. أصغي دوماً إلى اقتراحات مساعدة التوليد، فهي حريصة كلّ الحرص على خيرك وخير طفلك.
وجبات طفلك الأولى
مولودك الجديد جائع
بعد ساعات من المخاض، قد يحسّ طفلك بالعطش وبرغبة شديدة في أن تهزّيه بين ذراعيك. أمّا أنت فمغتبطة فرحة، ولكن أيضاً منهكة القوى. لذا، فإنّ توق طفلك إلى شقّ طريقه نحو ثدييك قد يفاجئك. الإرضاع هو الوسيلة الفضلى لإقامة ذاك الرابط القوي مع صغيرك المستلقي في حضنك. لمَ لا تبدئين بإرضاعه، فتمنحينه بذلك إنطلاقة صحيّة لا مثيل لها.
الطفل جاهز ليرضع
سوف يكون طفلك متيقّظاً ومتنبّهاً بما يكفي بعد الولادة، وتوّاقاً إلى لعق حليبك. فهو قد طوّر خلال فترة نموّه عدداً من الغرائز المفيدة التي سوف تدفعه إلى لوي رأسه إلى الوراء والبحث عن ثديك ما إن يحسّ بلمسة بشرتك على خدّه، فيفتح فاه ويلعق حلمة ثديك ويبتلع تلقائياً اللباء الذي تنتجينه. وقد بيّنت الدراسات أنّ الإرضاع، إذا ما بدأ بعد الولادة، استمرّ على المدى الطويل. مع ذلك، لا تستعجلي الأمور. ففي حال لم تشعري بأنّك جاهزة للإرضاع على الفور، استرخي وانتظري إلى أن تستعدّا، أنت والطفل، لذلك.
الإرضاع خطوة خطوة
في حال كنت تنوين إرضاع صغيرك عند الولادة، لا تقلقي، فحاسّة الشمّ عنده سوف تقوده إلى حلمة ثديك لدى خروجه من بطنك. ساعديه بوضعه إلى جانب ثديك. ارفعي حلمتك فتلمس وجنته. هذا الإحساس يُحدث لديه ردّ فعل يحثّه على الالتفات إلى الحلمة وإلى فتح فمه. عند قيامه بذلك، أدخلي الحلمة بكلّ ثقة في فمه ليلعق الحليب. سوف ترشدك مساعدة التوليد إلى الوضعية المناسبة لحمله أثناء الإرضاع. دعي الصغير يرضع قدر ما يشاء ثمّ اخلدي إلى النوم معه، فأنتما تستحقّان قليلاً من الراحة.
لا تقلقي من طول الوجبة الأولى، ولا تهتمّي لمدى نجاحها. فحتّى لو كانت فترة الإرضاع قصيرة، هي ستزوّده بعيّنة من الحليب الأول المعروف بتسمية اللباء. قطرات سحرية قليلة من هذا السائل الذي يكافح الأمراض سوف تسلّحه بوقاية ضرورية من الجراثيم والميكروبات. وهو بحاجة إليها الآن وقد ترك رحمك حيث كان يحظى بحماية كاملة. كما أنّ لعق طفلك للحليب سوف يتيح إطلاق بعض الهورمونات الضرورية لك في فترة ما بعد الولادة والتي من شأنها حثّ إنتاج الحليب وتقليص رحمك إلى حجمه الطبيعي.
العناية بالمولود الجديد
يمكنك تحمّل المسؤولية!
قد تشعر الأمّ الجديدة خلال الأيام الأولى في المنزل برفقة طفلها بشيء من اليأس والاستسلام. فبعد أن أنجزتِ معجزة الإنجاب وذرفت دموع الفرح، ها أنت تحملين بين ذراعيك طفلاً صغيراً، لا حول له ولا قوّة، يعتمد عليك في كلّ شيء. أنت لم تغيّري على الأرجح حفاضاً من قبل، أو لم يسبق لك أن حملت طفلاً صغيراً. مع ذلك، ترين نفسك الآن، في مواجهة مهمّة العناية بالمولود الجديد وتعلّمها لتنفيذها في الحال. لا تجزعي، فمع قليل من الإرشاد وبفضل غريزة الأمومة القابعة فيك، سوف تصبح العناية بطفلك طبيعة ثانية بالنسبة إليك. وسوف تتفاجأين لحسن سير الأمور، ولن تمرّ فترة طويلة حتّى تخبري الجميع أنّك لا تتصوّرين الحياة من دون طفل.
العناية ببشرة طفلك بكلّ محبّة وحنان
بشرة المولود الجديد حسّاسة للغاية ولا بدّ من إيلائها عناية دقيقة. قبل كلّ شيء، يجب إبقاؤها جافّة ونظيفة. لا تتردّدي في تغيير حفاض الطفل بعد كلّ وجبة أو كلّما استيقظ من النوم، أو متى رأيت ضرورة لذلك. لا تستعملي سوى أفضل الحفاضات نوعيّة التي تزيل كلّ رطوبة عن بشرة طفلك. قد تنصحك مساعدة التوليد باستخدام القطن والماء الساخن لتنظيف مؤخّرة الطفل خلال الأسابيع الأولى (في حال أردت استعمال المناديل التجارية لأي سبب كان، تأكّدي من أنّها خالية من العطور ومن أنها لا تسبّب الحساسية). واحرصي دوماً على تنظيف جعدات بشرته الصغيرة وتنشيفها. سوف تعلّمك مساعدة التوليد كيفية العناية بسرّة الطفل (الجزء الصغير من حبل السرّة الذي بقي معلّقاً بجسم الطفل بعد الولادة). في الأيام الأولى، قد لا يحتاج طفلك إلى الاستحمام يومياً. غطسة سريعة في الماء الساخن كلّ 3 أو 4 أيام تفي بالغرض. في تلك الأثناء، يكفي مسح وجهه، ويديه، ورجليه بالقطن الرطب، علماً أنّك ستضطرين إلى غسله ما أن يملأ حفاضه بتلك المادّة الشبيهة بالقطران التي يخرجها بعيد الولادة!
قواعد ذهبيّة
صحيح أنّ الانصياع لغرائزك سوف يعود عليك بالمنفعة، لكنّنا نعرض أدناه بعض التوجيهات الأساسية التي يتعيّن على الوالدين اتّباعها منذ البداية:
- الإمساك برأس الطفل الليّن بإحكام، فعنقه ليس مستعدّاً بعد للقيام بهذه الوظيفة.
- إطعام الطفل كلّما شعر بالجوع. وبما أنّ معدته الصغيرة لا تتحمّل كميات كبيرة من الغذاء في تلك المرحلة، فالحليب هو غذاؤه الحالي.
- عدم الإفراط في تدفئته أو في تبريده، واتّباع التوصيات المتعلّقة بالوفاة في المهد.
- تجنّب المبالغة في تأدية الأمور في هذه المرحلة، فالأم والطفل بحاجة إلى الراحة والهدوء أقلّه في الأسبوع الأول بعد الولادة. ننصح الأم بأن تمنح جسمها فرصة استعادة نشاطه، وليأت العالم إليها!
هل سأكون على قدر المسؤولية؟
لا للهلع والفزع
كيف لي أن أتحمّل مراحل الولادة وألم زوجتي والمحنة التي تمرّ بها؟ هل سأنفعها في ضيقها؟ وما ستكون ردّة فعلي لرؤية رأس الطفل وهو يخرج من رحمها؟ في حال جالت تساؤلات مماثلة في خاطرك، فتصرّفك هو التصرّف الطبيعي لأي والد للمرّة الأولى! فمعظم الآباء العتيدين يقلقون ممّا ستكون عليه مشاعرهم وتصرّفاتهم أثناء المخاض والولادة. مع ذلك، فهم يبلون حسناً. ستتفاجأ لمدى تحمّلك الظروف الجسدية والعاطفية غير المتوقّعة التي يشهدها اليوم المنتظر. فلا تخف، بل خض التجربة وتوقّع بعض التقلّبات، لكن، تذكّر أنّ مولوداً جديداً رائعاً ينتظرك في نهاية المشوار. فلتكن أفكارك إيجابية ولا تنس أنّك تحظى بدعم مجموعة من الأخصّائيين الذين يساعدون على إنجاب الأطفال يومياً. فهم قد عاشوا التجربة بكامل تفاصيلها، ولن يقلّلوا من قدرك في حال بدأت ركبتاك بالارتعاد أو احتجت إلى استراحة قصيرة لتنشّق الهواء المنعش في منتصف الطريق. إحرص على أن تكون إلى جانب زوجتك، فهي تحتاج إلى دعمك أكثر من أي وقت مضى، وابذل قصارى جهدك للاستمتاع بهذه التجربة الثمينة والفريدة من نوعها.
تذكارات الولادة
أبعد آلة التصوير عنّي! قد يُخيّل إليك أنّك لا تتألّقين في صور ما بعد الولادة، لكنّ الصور غالباً ما تكون أفضل الذكريات. لذا، لا تتردّدي في التقاط كلّ تفصيل من تفاصيل هذا اليوم المميّز. إحتفظي بهذه التذكارات الثمينة، ومنها الرباط الذي كُتب عليه إسم طفلك في المستشفى، ولباسه الصغير الذي ارتداه في رحلته إلى المنزل، ومجموعة بطاقات التهنئة التي تلقيّتها. قد تجفّفين بعضاً من أزهار الباقات التي استلمتها. هذه التذكارات البسيطة سوف تعني لك الكثير الكثير في السنوات المقبلة.
طفلي العزيز، أهلاً بك في المنزل
قد يتيح لك استباق الأمور وتنظيمها قبل الولادة فرصة الاستمتاع باليوم الأول للطفل في المنزل. فحضّري المنزل لاستقبال المولود الجديد قبل دخولك المخاض، بحيث تركّزين على استعادة عافيتك وتشعرين بالسعادة بعد الولادة. كوني مستعدّة للعيش في غرفة النوم لبضعة أيام، حيث ستُطعمين الطفل وتنامين. لذا، ضعي لوازم العناية بالطفل إلى جانب سريرك. إسمعي الموسيقى الهادئة وليكن الضوء في الغرفة خفيفاً يبعث فيها جواً من السلام والاسترخاء. على زوجك تنظيم كلّ شيء. فهو ملزم بتلبية احتياجاتك والحفاظ على الجوّ الهادىء قدر الإمكان. فباستطاعة الزوّار الانتظار يوماً أو يومين إذا اقتضى الأمر، والامتناع عن المكوث عندك لفترة طويلة. تذكّري، طريق استعادة عافيتك طويل وعائلتك الصغيرة بحاجة إلى هذا الوقت الثمين لتفاعل معك.
أطلبي المساعدة
مساعدة صغيرة تولّد نتيجة كبيرة
الولادة والعناية بالمولود الجديد مهمّة لا تنفّذها الأم لوحدها. فقد أظهرت الأبحاث أنّ الحصول على الدعم المناسب مفيد لك أثناء المخاض والولادة وخلال الفترة التي تليها. لهذا السبب، تكون مساعدة التوليد إلى جانبك أثناء المخاض، وقد يمكنك الاتّصال بها هاتفيّاً متى احتجتها خلال الأسابيع الأولى من الولادة. في تلك الفترة، تزورك في المنزل مساعدة توليد إجتماعية يومياً في البداية، ثمّ بين الفينة والأخرى. أمّا مهمّتها فهي مراقبة صحّتك وصحّة الطفل في الأسابيع الأولى من الولادة. وإذا سارت الأمور على ما يرام بعد حوالى أسبوعين من الولادة، يحلّ محلّها المراقب الصحّي للتأكّد من نموّ الطفل بشكل سليم.
إعتمدي عليّ
في حال كان باستطاعة الأقارب والأصدقاء مساعدتك أثناء المخاض أو بعد الولادة، إستفيدي من الظرف. إعتمدي عليهم في إعداد الوجبات السهلة التي يمكن وضعها في الثلاّجة وتسخينها عند عودتك من المستشفى. فلا أنت ولا زوجك سوف تتمتّعان بالطاقة للطهو! لا تخجلي من أن تدليّهم على مكان المكنسة الكهربائية أيضاً! فمكافأتهم سوف تكون حضنة إضافية للطفل إستحقّوها بجدارة. في حال ساورتك المخاوف، أو شعرت بالإرباك، إلجأي إلى الطبيب أو مساعدة التوليد. لا تخوضي التجربة وحيدة، إعتمدي على الآخرين واحصري تفكيرك في مولودك الجديد، سبب فرحتك وهنائك.
بعض اللمسات الأخيرة
استغلّي كلّ لحظة من اليوم العظيم
سوف تكون ولادة طفلك لحظة تتذكّرينها ما حييت. لذا، رحّبي بالصغير واستقبليه بأفضل ما يكون في هذا العالم، من خلال وضع الموسيقى الهادئة والتأكّد من تعتيم غرفة التوليد عند وصوله. وفي حين أكثر ما تتمنيّن هو الاستغراق في النوم بعد الولادة، إحرصي على تحقيق أمنيتك هذه فيما بعد، ما أن تسنح لك فرصة الراحة واستعادة نشاطك، لئلا تفوّتي أياً من لحظات هذه المناسبة الهامّة. إليك بعض النصائح لمساعدتك على الاستفادة القصوى من هذا الحدث الذي بدّل حياتك:
أطلبي من فريق التوليد أن يترك الغرفة ما أن تُنجز كافة الإجراءات، بحيث تستمتعين مع زوجك والمولود الجديد بتلك اللحظات الحميمة الغالية.
إنشري الخبر السعيد بين أصدقائك المقرّبين والأقارب.
إستمتعي بإلباس طفلك تلك البزّة الصغيرة التي انتقيتها له منذ أسابيع قليلة.
وأخيراً عبّري عن إعجابك بجمال طفلك وهنّئي نفسك على إنجازك الكبير!