لماذا أنظر إلى نفسي كثيرا في المرآة؟

((أنا لست محبا لمظهري ولكني لا أستطيع المرور أمام المرآة دون أن ألقي نظرة سريعة وكثيرا ما أجدني أحدق في صورتي في المرآة لفترة طويلة وغالبا ما أحس بعدم الرضا عن مظهري فأنا أحس باختلاف في الصورة التي أنظر إليها في المرآة وكأن المرآة التي أنظر فيها إلى نفسي لا تعكس صورتي))

يمكن أن تكون الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك خادعة وغالبا لا نستطيع أن نفهمها أو ندركها فهي ليست مجرد حالة من الغرور فأنت تبحث عن انعكاس لصورتك لأن هذا هو المصدر الوحيد لإشباعك النفسي فمظهرك الخارجي هو الذي يغذي ذاتك وأنت لا تشعر بقيمة ذاتك الداخلية ولذلك تبحث عن السلوى في مظهرك الخارجي الذي تظن أنه مصدر احترام وإعجاب الآخرين بك, وقد تكون من الذين يعتقدون أنه كلما كان مظهرك أفضل كانت قيمتك الذاتية وإحساسك بالذات أعلى و أفضل ولذلك فإن مصادر القوة التي تعطيك الإحساس بمدى أهميتك هو المظهر الخارجي.

ويؤدي تدني الصورة الذاتية إلى إحساسك بانعدام الوجود وبالتالي تشعر بأنك شخص خفي ولذلك تنظر لانعكاس صورتك في المرآة لكي تتأكد من وجودك بالفعل فهناك فراغ داخلي بالنفس هو الذي يجعلك تشعر بعدم بوجودك, وأنت تنظر إلى المرآة ولكن لا يمكنك الربط بين ما تراه في المرآة وبين نفسك وهو السبب الذي يجعلك تشعر أنك لا تنظر إلى نفسك. هذا هو السبب في أنك عندما تنظر إلى صورتك الفوتوغرافية قد تجد نفسك تقول:" إن هذا الشخص الموجود في الصورة لا يشبهني".
ويؤدي هذا إلى صعوبة في تفسير مشاعرك وذلك إذا نظرت إلى مظهرك على أنه مقياس لمشاعرك وعندما تنظر إلى المرآة وأنت في حالة نفسية جيدة فإنك سترى ابتسامتك مما يجعلك تتأكد بالفعل من أنك في حالة نفسية جيدة وهذا ينبع من احتياجك إلى تأكيد خارجي لمشاعرك الداخلية.

//1// ضع قائمة من عشرة أشياء تحبها في نفسك: سوف يكون هذا الأمر غير مريح بالنسبة لك في البداية فعظم الناس ليسوا معتادين على القيام بمثل هذا الأمر وهذا الأمر وهذا ما يجعل ذلك النشاط ذا قيمة عظيمة وتذكر أنه كلما كان التحدي أكبر بالنسبة لك كانت حاجتك أكبر إلى التغيير.
تأكد من التركيز على السمات الداخلية التي تميزك عن الآخرين أي الصفات التي لن تستطيع المرآة أن تعكسها على سبيل المثال أن تكون لك قدرة كبيرة على التخيل أو أن تكون تجيد تحديد الأعمال وتحديد موعد الانتهاء منها أو أنك تساعد جيرانك كثيرا أو أي عمل آخر استغرق الوقت الذي تحتاج إليه حتى تصل إلى الأشياء العشرة التي تفضلها في نفسك بغض النظر عن ضآلة أهميتها
لا تستهين بقيمة أي شيء مهما كان. عليك أن تجعل هذه القائمة وافية بقدر الإمكان حتى تصل على صورة كاملة عن الأشياء التي تجعلك متميزا عن الآخرين.
الآن وبعد أن وضعت هذه القائمة قم بلصقها على المرآة وبالتالي فإنه كلما نظرت إلى المرآة فإنك ستقرأ هذه القائمة سيجعلك هذا التمرين تتذكر قيمتك الحقيقية في الوقت الذي تشعر فيه بأنك ضعيف ومزعزع الثقة.
قم بتحديث هذه القائمة شهريا مع الاحتفاظ بأكثر الأشياء التي تحبها في نفسك مع بذل مجهود لإيجاد أشياء جديدة وكلما قمت بهذا أكثر فإنك سوف تشعر بأن المسألة أصبحت أسهل كما يجعلك هذا تتذكر دلئما أنك كائن حي يتنفس ويعيش وينمو أي أنك كائن بشري ينبغي أن يتمتع بالحياة.

//2// أشعر بالراحة لتلقي المجاملة: إذا كنت تعتمد على المرآة على أنها المصدر الوحيد لتأكيد ذاتك فهذا يعني أنك لم تعد مرتاحا لما تتلقاه من مجاملات ومدح وكلمات مشجعة عليك أن تجتاز هذا ببساطة من خلال تعلم تقبل المدح كما هو ومقاومة تفسيره من منظور آخر أو رفضه تماما.


في المرة التالية التي تتلقى فيها مجاملة على عمل قمت به عليك أن ترد على هذا ببساطة بأن تشكر هذا الشخص فقط دون أن تقول:" شكرا, ولكن هذا ليس كل شيء لو أتيحت لي الفرصة لكنت قمت بعمل أفضل من هذا بكثير" لا تجعل الناس يشعرون بعدم الراحة لمجاملتهم لك بل عليك أن تجعلهم يشعرون بالبهجة لمجاملتهم لك.
أما إذا كانت عملية المجاملة – سواء تعطيها أو تتلقاهاــ من العمليات غير المريحة بالنسبة لك فأنت تعلم ما ينبغي عليك القيام به عليك أن تجامل الناس على مجهوداتهم و لا ينبغي عليك القيام بهذا من أجل الحصول على مقابل ولكمن عليك القيام بهذا حتى تشعر بالمتعة العطاء وبمجرد أن تشعر بهذا الإحساس الجميل فإنك ستجد نفسك أقل مقاومة لهذا عندما يحين دروك في تلقي المجاملة.

إذا كانت لا تروق لك هذه الفكرة بالمرة فإنه علسك أن تطلب من أصدقائك ومعارفك إخبارك بشيء أو شيئين من الأشياء التي يحبونها فيك ولن يؤدي ذلك فقط إلى خلق موقف تتلقى فيه مجاملة بل أنه أيضا سوف يعطيك بعض الأفكار التي يمكنك إضافتها إلى قائمة أكثر عشرة أشياء تحبها في نفسك.

//3// تعلم الثقة بمشاعرك الداخلية : إذا كنت طوال حياتك تعمل على تجاهل وإنكار مشاعرك فإن أمامك الكثير من الأفكار والمفاهيم التي ينبغي عليك التخلص منها.
هل تتذكر عندما كنت طفلا تلعب بلعبتك كيف كنت تشعر عندما يأتي طفل كبير ويأخذها منك؟ بالتأكيد فإنك تعرف ما كنت تشعر به بوضوح وعندما كبرنا علمنا أن فكرة الضرب لم تكن شديدة وهو تفكير صحيح ولكن لسوء الحظ فإننا تكيفنا على حقيقة أن المشاعر "السيئة" ليست جيدة ولذلك فقد تعلمنا أن نتظاهر بعدم وجود هذه المشاعر السيئة وأن نشعر بالذنب في حالة إحساسنا بتلك المشاعر.

تقبل مشاعرك الجيدة أو السيئة وعندما يحدث أي شيء يؤدي إلى أثارة أحد المشاعر بداخلك فاترك نفسك تشعر بهذا الإحساس فإذا كنت تشاهد فيلما محزنا فلتطلق لنفسك العنان في البكاء. ماذا سيفعل الاخرون في اعتقادك؟ وإذا كنت تشاهد شيئا مضحكا فلتضحك وإذا تعرضت لموقف يضايقك فلتصرخ بأعلى صوتك (افعل ما تريد القيام به فحسب دون تقيد).

ويمكنك أن تحرر نفسك من خلال تقبلك للأحداث الجارية ومواجهتها في أي وقت وفي أي لحظة دون أن تدين نفسك أو أن تحاكمها وبمجرد أن تكون لك القدرة على استشعار أحاسيسك فإنك لن تحتاج إلى أن تنظر إلى نفسك في المرآة مرة أخرى لتكتشف مشاعرك.

يسلمو

//

يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
بشوووق

يسلمو على الطرح
تقبلي مروري
ودي