تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :تقع
عين الفيجة في القسم الشمالي الغربي من مدينة دمشق و تبعد مسافة 23 كم عن مركز المدينة (ساحة المرجة)؛
و هي واحدة من سلسة قرى
جميلة تشكل ما يدعى وادي بردى حيث يمر الزائر القادم من دمشق بجديدة الوادي ثم أشرفية الوادي مروراً ببسيمة و
عين الخضراء وصولاً إلى
عين الفيجة أما القرى التالية فمنها دير مقرن و كفير الزيت و دير قانون؛ و في الحديث عن موقع ال
قرية لا بد من الإشارة إلى المسالك و الطرق المؤدية إليها و في هذا المجال تجدر الإشارة أولاً إلى أنه
عين الفيجة تقع على الطريق المؤدية إلى الزبداني و يمر فيها سكة قطار تبدأ من دمشق و تمر بالربوة وصولاً إلى
عين الفيجة ومنها إلى الزبداني ثم سرغايا؛ أما الطريق الإسفلتية فهي موازية تقريباً لطريق سكة القطار من دمشق إلى سرغايا مروراً ب
عين الفيجة كما أسلفنا.
عند النظر إلى
عين الفيجة من بعد يلاحظ الناظر أنها تقع بين عدة جبال فمن الشمال يحدها جبل الهوات و من الغرب جبل القلعة و من الجنوب الجبل القبلي (هذه التسميات هي تسميات محلية) ؛ و يتمركز السكن في سفح هذه الجبال حيث أحاط الناس فيما مضى بنبع الماء الذي يعود إليه كما هو معروف سبب حياة هذه ال
قرية و الذي يزود مدينة دمشق و جزءاً كبيراً من ريفها بماء الشرب العذب؛ هذه التشكيلة سببت تسمية ال
قرية بهذا الاسم حيث أن الفيج أو
الفيجة تعني المكان المنخفض المحصور بين عدة جبال و هو حال المنطقة الحاوية على النبع و المأهولة بالسكان في
قرية عين الفيجة كما أسلفنا.
يشابه مناخ
قرية عين الفيجة إلى حد كبير مناخ مدينة دمشق و يعود ذلك إلى أن ال
قرية تقع على مقربة من المدينة (23 كم عن مركز المدينة كم ذكرنا أعلاه)؛ و لكن في ال
قرية لدينا حركة هواء أنشط بسبب ممرات الرياح الجبلية التي توفرها تضاريس ال
قرية و تلوث أقل حيث لا يوجد معامل و ملايين السيارات هذا رغم الحركة السياحية الكبيرة و التي يتأتى عنها قدوم السيارات بكثرة إلى ال
قرية و كذلك رطوبة أعلى بسبب وفرة الماء من النبع و العيون الموسمية و نهر بردى كل هذا ينتج مناخاً جميلاً يجذب الزوار إلى ال
قرية الصغيرة.
كان ل
عين الفيجة فيما مضى دور سياحي كبير حيث كان الزوار القادمون من دمشق يقصدونها طمعاً في التمتع بهوائها و مائها و جمال طبيعتها و في زياراتهم تلك كانوا يستخدمون القطار البخاري كوسيلة للنقل فيستقلونه في الصباح الباكر ذهاباً و في المساء إياباً و كانوا يستخدمون المصاطب الشعبية للجلوس و التمتع كما ذكرنا و تلك المصاطب هي عبارة عن فسحات صغيرة تكفي لعائلة أو اثنتين بنيت على ضفاف نهر بردى المار في ال
قرية.
و فيما بعد كثر رواد ال
قرية من السياح و ساعد على ذلك توفر وسائل مواصلات أخرى غير القطار البخاري كباصات النقل العام و سيارات الأجرة (التاكسي) و القطار ذي المحرك الإنفجاري ( الذي يستخدم المازوت كوقود) و الذي أصبح أكثر سرعة و سعة و راحة للركاب؛ هذا الإزدياد في حركة السياح رافقه تطور في الخدمة السياحية حيث زودت المصاطب الشعبية شيئاً فشيئاً بالمطابخ و الطاولات و الكراسي و أشياء أخرى مما حولها إلى منتزهات و بعض تلك المنتزهات تحول إلى مطاعم ثم ظهرت المطاعم و المنتزهات الراقية بصالاتها الصيفية و الشتوية التي تقدم لزوارها كل ما يحتاجون إليه حتى أن بعضها يحتوي على مدينة ألعاب مصغرة للأطفال؛ و يتواجد الآن في
عين الفيجة ما يزيد عن خمسين مطعماً و متنزهاً معظمها مبني على ضفاف نهر بردى و بعضها مبني في أطراف ال
قرية و له إطلالة على طبيعتها من الأعلى؛ و مما تجدر الإشارة إليه أن المصاطب الشعبية لا تزال موجودة في بعض الأماكن من ال
قرية.
تعتبر
عين الفيجة من الناحية الإدارية مركز بلدة و يقع فيها أيضاً مركز ناحية (مركز ناحية
عين الفيجة) و يتبع له القرى (سوق وادي بردى، الحسينية، كفر العواميد، دير قانون، برهلية، كفير الزيت، إفرة، دير مقرن،
عين الفيجة).
من الناحية الخدمية يتوفر في
عين الفيجة مقسم هاتف آلي يخدم المنطقة الممتدة من دير قانون إلى أشرفية الوادي (دير قانون، كفير الزيت، دير مقرن،
عين الفيجة،
عين الخضراء، بسيمة، أشرفية الوادي)؛ و بالطبع كما هو الحال في كل القطر فالكهرباء و الماء تصل إلى كل منزل؛ و من الجدير بالذكر أن المواصلات إلى
عين الفيجة هي من الخدمات التي تعبر عن حيوية هذا المكان السياحي فالميكرو باصات الصغيرة لا تتوقف عن العمل على مدار الـ 24 ساعة و مكاتب التكسي تملأ المكان مما يوفر سرعة وسهولة في التنقل لأي زائر أو قاطن و في أي ساعة من ليل أو نهار.