وساوس الشيطان
س - كيف يذهب المسلم عن نفسه وساوس الشيطان التي قد تضر كثيراً بالدين ؟ !
ج- الوساوس تارة تكون في الطهارة أو في الصلاة وهي من الشيطان ليفسد عليه عقله فعليه أن يستعيذ من الشيطان ويبني على الأصل وهو الطهارة ويبعد عن ما يلقيه الشيطان من أنه لم ينطق بكذا أو يتوضأ .. الخ .
وتارة تكون الوساوس في العقيدة والإيمان بالغيب وصفات الرب والبعث والرسالة وهذه أشد خطراً ، والعلاج أن يزيلها من نفسه ويتحدث بما يثبت إيمانه وينظر في الآيات والدلالات ويتفكر في المخلوقات ويؤمن بالغيب إجمالاً وتفصيلاً كما بلغه ، ويبعد عن التفكر في كيفية الصفات أو الذات الربانية أو سائر أمور الغيب حتى يثبت إيمانه والله الموفق .
الشيخ ابن جبرين
(4/628)
الوساوس لا تؤثر
س - أحيانا يوسوس لي الشيطان فيسألني من خلق هذا ؟ ! إلى أن يقول ومن خلق الله تعالى.. ماذا أصنع بهذا الوسواس؟
ج- هذا الوسواس لا يؤثر عليك ، وقد أخبر به النبي
، أن الشيطان يأتي إلى الإنسان فيقول له من خلق كذا من خلق كذا .. إلى أن يقول له من خلق الله .. وأعلمنا رسول الله
، بالدواء الناجح وهو أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وننتهي عن هذا ، فإذا طرأ عليك هذا الشيء وخطر ببالك فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانته عنه ، وأعرض إعراضا كليا وسيزول بإذن الله .
الشيخ ابن عثيمين
(4/629)
لا تلتف إلى وساوس الشيطان
س - أنا شاب مسلم ومتدين ولكني كثير الشك فعندما أتوضأ أشك أنني لم أحسن الوضوء فأعيده مرة ثانية وحين أكون في الصلاة أشك وأنا ساجد أنه قد خرجت مني غازات فأقطع الصلاة وأعيد الوضوء ، وعندما كنت في الخارج لم أتناول اللحوم لشكي أنها قد تكون ذبحت على غير الطريقة الإسلامية ، وأيضاً لم أتناول فطائر أو بسكويتات لشكي أن يكون قد دخل في صناعتها شيء محرم من سمنم البقر الذي لم يذبح على الطريقة الإسلامية ، هذه الشكوك هي التي تراودني وقد نصحني أخي الأكبر بالبعد عن الشكوك ، ولكن لم أجد النصحية فماذا أفعل ؟ وإذا نمت فلا آبه بالصلاة ؟
ج- الشكوك التي ترد على العقول في العبادات والمعتقدات وغيرها وحتى في ذات الله تعالى كلها من الشيطان ، ولذا لما شكا الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي
، ما يجدون في نفوسهم مما يتعاظمون أن يتكلموا به أخبرهم ، -
- ، أن ذلك من صريح الإيمان أى خالصه .
وذلك لأن الشيطان إنما يورد مثل هذه الشبهات في قلب ليس عنده شبهة حتى يطيعه في الشبهة ، وأما من كان قلبه مملوءاً بالشبهات أو منسلخاً من الديانات فإن الشيطان لا يعرض عليه مثل هذه الأمور لأنه قد فرغ منه .
ونقول لهذا الشاب أن الواجب عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يلتفت إلى الوساوس التي ترد على ذهنه لا في الوضوء ولا في الصلاة ولا في غيرها . وهذا الشك دليل على خلوص الإيمان ولكنه في نفس الوقت إذا استرسل معه كان دليلاً على ضعف العزيمة .
ونقول له لا وجه لهذا الشك فأنت مثلاً حين تذهب إلى السوق لبيع أو شراء هل تشك فيما أتيت به من السوق والجواب لا ، ذلك لأن الشيطان لا يوسوس للإنسان في مثل هذه الأمور . ولكنه يوسوس له في العبادات ليفسدها عليه فإذا كثرت الشكوك فلا تلتفت إليها .
وكذلك إذا كان الشك بعد الفراغ من العبادة فلا تلتفت إليه إلا أن تتيقن الخلل .
والشك بعد الفعل لا يؤثر ……وهكذا إذا الشكوك تكثر
أما شكك في المطعومات التي أصلها الحل فلا عيرة به فقد أهدت امرأة يهودية في خيبر شاة إلى الرسول ، -
- ، وأكل منها ، ودعاه يهودي وقدم له خبز شعير وإهاله سنخة فأكل من ذلك .
وفي صحيح البخاري أن قوماً كانوا حديثي عهد الإسلام أهدوا لجماعة من المسلمين لحما فقالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا ؟ فقال لهم ، -
- ، { سموا أنتم وكلوا } فالأصل في ذبيحة من تحل ذبيحته الحل حتى يقوم دليل على التحريم . ومنع ما حلله الله تضيق لا وجه له .
أما قول السائل إنه إذا نام لا يأبه بالصلاة فذلك أيضاً من الشيطان ففي صحيح البخاري أنه ذكر لرسول الله ، -
- ، رجل نام حتى أصبح ولم يقم إلى الصلاة فقال النبي ، -
- ، { ذاك رجل بال الشيطان في أذنه } .
فالشيطان قد يلقى على النائم النوم الثقيل فلا يستيقظ لصلاة الصبح أو غيرها من الصلوات ويمكن علاج هذه الحالة بأن يتخذ منبها يوقظه أو يوكل شخصاً آخر بإيقاظه .
الشيخ ابن عثيمين
(4/630)
علاج الوساوس الشيطانية
س - توجد لدي مشكلة أرجو من فضيلتكم إرشادي إلى الطريق الصحيح لتجنبها وهي أنني دائماً يدخلني الشيطان وخصوصا أثناء تأدية الفراض كالصلاة وتلاوة القرآن الكريم وأيضا عند الوضوء فتجدني دائماً أتكلم بكلام لا يرضي الله – عز وجل- ولكني لا أتلفظ به بلساني فقط في نفسي ويزداد هذا الأمر عندما أؤدي الصلاة منفرداً وأحاول أن أتجنب هذا الشيء ولكني لا أستطيع فهل علي إثم بذلك كما أرجو من فضيلتكم أرشادي إلى الطريق الصحيح لتجنب هذا الأمر ؟
ج- عليك أولا بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، واستحضار معنى الاستعاذة ، واعتقاد أن الشيطان هو الذي يوقع الأوهام والوساوس في النفس ليبعد الإنسان عن الصراط السوي ، واعتقاد أن الله تعالى هو الذي يجير العبد ويحميه ويحفظه من كيد الشيطان وضرره ، وعليك ثانيا الإكثار من الأذكار والأدعية والأوراد وقراءة القرآن والأعمال الصالحة التي يكون بها الحفظ والحماية للعبد ، وعليك استحضار أن هذا الوساوس من الشيطان يريد إشغال قلبك وتنكد عيشك وإضرارك في حياتك سيما في أداء العبادة حتى تمل وتضجر فلا يضرك هذا ولا يشغل باللك والله الموفق .
الشيخ ابن جبرين
(4/631)
مداخل الشيطان على الإنسان ..
س - ما الطريق التي يدخل بها الشيطان على الإنسان ؟
ج-الطرق التي يدخل فيها الشيطان على الإنسان كثيرة منها:
~ أن يأتيه من جهة شهوة فرجه فيغريه بالزنا ويسول له من الخلوة بالنساء الأجنبيات ، والنظر إليهن ، ومخالطتهن ، وسماع غنائهن ، ونحو ذلك ... إلخ، ولا يزال يفتنه حتى يقع في الفاحشة .
~ ومنها أن يأتيه من جهة شهوة بطنه، فيغريه بأكل الحرام وشرب الخمر وتناول المخدارت ونحو ذلك .
~ ومنها أن يأتيه عن طريق غريزة حب التملك ، والميل إلى الغنى والثراء فيغريه بالتوسع في أسباب الكسب حلاله وحرامه ، فلا يبالي بأكل أموال الناس بالباطل من ربا وسرقة وغصب واختلاس وغش ونحو ذلك ،
~ ومنها أن يأتيه من جهة غريزة حب التسلط والتعالي والتعاظم فيستكبر ويتجبر على الناس ويحقرهم ويسخر منهم إلى غير ذلك من المداخل الكثيرة .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة
(4/632)