في ركننا الهاديء
في مكان لقائنا الأثير
جلست أشرب قهوتي وأتأمل وجوه عني غريبه
تأخذني أفكاري وتخيلاتي إلى أيام مضت
في نفس المكان والزمان كنا نلتقي
في كل صباح نشرب قهوتنا معاً
ونحتسي معها جرعات من الحب والشوق
تتلامس أيدينا بحذر خوفاً من عيون تتطفل
أحس بحرارة يديه وتسري في جسدي شرارة فرح وأترنح نشوة
وأطلق سراح أمنياتي
يهمس لي بكلمات لها وقع الموسيقى تأسرني وتتمايل معها نبضات قلبي
تتوه مفرداتي فألوذ بالصمت
أنظر الى عيناه وأرى بريق عِشقهُ لي
أتذكر أول مره قلتها نعم وأخيراً نطقتها
كنت أراها مرتسمه على شفتاه تتراقص بتردد
إبتسمت بخجل
تمتم بصوتٍ خافت
أحُبكِ
فجأة أنتشر عبق العطور وغردت الطيور وصدحت الموسيقى
وأنطفأت الأنوار وأوقدت الشموع توقف الزمن على هذه اللحظه
وأنسابت موسيقى هادئه ومعها صوت ملائكي
نعم إنها معزوفتنا الأثيره وأغنيتنا الرومنسيه
( يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات يأخذني من تحت ذراعي يزرعني في أحد الغيمات)
نعم أخذني من تحت ذراعي راقصني همس بإذني بأعذب الألحان
حلقنا أنا وأياه الى عالم الأحلام وأمتطينا صهوة العشاق
زرنا مجنون ليلى وعبرنا لروميو وجوليت
تناغمت دقات قلبينا ووشوشات صوتك الحنون تتصاعد مع إيقاع الموسيقى
وفجأه شعرت بعتمة حولي أفقت على إنسكاب قطرات القهوه على ظاهر كفي
نظرت أمامي الى مقعده الفارغ ونظرات الشفقه حولي
ووشوشة ناعمه تسللت إلى أُذني
لازالت تعيش على ذكراه لاتريد التصديق إنه غادر الى عالمنا الفاني الى غير رجعه
إبتسمت بسخريه وأنا أقول مجانين
أغمضت عيني
لكي أرجع الى بقاياي المنثوره
ألملمها وأستنشق غبارها
وتصاعدت أنغام الموسيقى من حولي من جديد