تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :لا تخشى ضيق الرزق
كوني على يقين دائم أن الرزق بيد الله تعالى وحده ..
وليس بيد العباد .. كوني على يقين بأن من يتقى الله يجعل له مخرجا .. فلا تتمسكي بعمل لا يرضى الله تعالى
خشية ضيق الرزق .. ولا تخشى رئيسًا فى العمل
أو مخلوق مهما كانت سلطته وتظن أنه قادر على قطع رزقك ..
فالرازق هو الله عز وجل
- ألم تذكري قصة سليمان بن داود- عليه السلام-
حين جلس يوماً على ساحل البحر فرأى نملة في فمها
حبة حنطة تذهب الى البحر فلما بلغت اليه خرجت
من الماء سلحفاة و فتحت فاها فدخلت فيه النملة و
دخلت السلحفاة الماء و غاصت فيه...
فتعجب سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر
حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدة و فتحت فاها
وخرجت النملة من فيها و لم يكن الحنطة معها....
فطلبها سليمان وسألها عن ذلك ....
فقالت:يا نبي الله ان في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه
و أمرني بايصال رزقها و أمر السلحفاة بأن تأخذني و تحملني في فيها الى أن تبلغني الى ثقب الحجر
فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه وأدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني الى البر
فقال سليمان:هل سمعت عنها تسبيحاً قط؟
قالت: نعم تقول... يا من لا ينساني في جوف
هذه الصخرة تحت هذه اللجة لا تنس عبادك
المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين ...
الدقــــة الثانيـــــة
ارضَ بما قسمه الله لك رضاء القانع وليس رضاء المضطر :
إذا فجعتي في نفسك أو اهلك وولدك أو مالك أو أي بلاءٍ حل بك عليك أن ترضى عن الله فوالله ما رضيَ عبدٍ عن الله إلا أرضاه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن عِظم الجزاء على عظم البلاء وان الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )..
اعلمي أختي في الله أنه إذا أصابك البلاء فرضيتيعن الله أرضاك الله في الدنيا والآخرة وأقرَّ الله عينك وأثلج صدرك فكم من مصيبة عادت نعمة على العبد إذا رضي عن الله تبارك وتعالى وكم من بلايا رضي أصحابها زادتهم من الله قربة ومن الله رضاً وحبا..
سار الفضل رحمه الله في جنازة ابنه فتبسم فقالوا
له لما تبسمت رحمك الله ؟ قال احتسبت مصيبتي
عند الله فذكرت ما لي عند الله فسلوت فضحكت
فلترضَ بما قسمه الله لك
دقات على باب قلبك...في حب الله
الدقــــــة الثالثـــــة :
اجعلي حب الله منتهى غايتك و نورًا
لقلبك وتقربي إليه
إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى :
"لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " طب القلوب، ابن تيمية ، ص183.
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً
أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله
عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " آل عمران ، 31.
تقرب إلى الله بالنوافل والعمل الصالح الذى يرضيه
فقد قال عز وجل في الحديث القدسي
" ولا يزال عبدي
يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " رواه البخاري .
واعلم أن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عباده المخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ، قال تعالى :
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24.
قد جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً " مريم ، 96.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض "
ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب ، لقوله تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة ، يروى انه سئل بعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
فقال في قوله تعالى :
" وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18.
اللهم اجعلنا من الذين سرحت أرواحهم في دار العلى وحطت قلوبهم في غاية التقى