ليلةُ القدر
هي جوهرة الليالي، وسيِّدة الزمان
وأكبرُ منحة ربّانيَّة للأمّة الإسلامية . فمن أراد الله له التوفيق
والسعادة فيجب عليه أن يتخلّى فيها عن مشاغل الدنيا وملاهيها
وأن يتّجه إلى الله بكل قلبه ونفسه وكيانه نادمًا على ما فات
عازمًا على الخير كلّ الخير فيما هو آت
وأن نؤدّي ما علينا من زكاة وصدقات
وأن نصلَ أرحامنا وغيرهم من الضعفاء ومن الأيتام
لأنّ الصدقةَ على القريب المحتاج لها ضعف ثوابها
على غيره . وعلينا أن نتّجه إلى الله بكل حواسنا وبكل إحساسنا
لأنّ الثواب والأجر سيكون لمن أخلص فيها وصدق.
ربــاه كفَّارَتي عَــنْ كُلّ مَعْــصِيَةٍ
أنّي أتَيْتُ وَمِـــــلْءُ القلب إيمـانُ
أتيتُ أَدْرُقُ بابَ كلِّ مُــــــذْنِبٍ
أتاه يَرْجِعُ عنــه وهو جــــذلانُ
فَاغْفِرْ وسامِحْ وتُبْ واصْفَحْ فَفِي كَبِـدِيْ
الإثمُ يَصـرُخُ والإحساسُ يقـــظانُ
يَا مَن يَرىٰ مَا في الضمـــير ويَسْمَعُ
أنتَ المعـــــدُّ لِكُلِّ مَا يَتَــوَقَّعُ
ما لِيْ سِوىٰ قَــرْعِيْ لبابِك حِيْــلَةٌ
وَلَئِنْ رُدِدّتُ فَأَيُّ بَـــابٍ أَقْــرَعُ ؟!!
نداء لكل مسلم ومسلمة بالدعاء في ليلة القدر
الأمّة الإسلامية إمكاناتها المادية كبيرة في سعة
أرضها وكثرة اليد العاملة ، وفيما رزقهم الله به من تحت
أرجلهم "وماتحت الثرى" من البترول وكنوز المعادن
في أرضهم وجعل الله قوّتهم في وحدتهم
ويعرف ذلك أعداؤهم فسعوا بينهم بالوقيعة
لتفريقهم ولاحتلال أرضهم ، ونهب خيراتهم
على مبدأ "فَرِّقْ تَسُدْ" . وقد وقعت الواقعة
وكلّ يوم يُقتل منهم العشرات على أرض فلسطين أو العراق
وفي فتنة واسعة يقتل فيها المسلم أخاه المسلم !!!
وحصنُ الأمة الإسلامية في وحدتها ،
قال تعالى :
"وَمَنْ يَعْتَصِمْ باللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيْمٍ..."
"وَاعْتَصِمُوا بِحبْلِ اللهِ جميعًا وَّلاَ تَفَرَّقُوا"
(آل عمران:103)
فاسْئَلوا الله في ليلة القدر
أن يعيدَ للأمّة الإسلامية وحدتَها وقُوَّةَ إيمانها وعزّتِها .
قصدتُ بابَ الرِّجَا والناسُ قَدْ غَفَلُوا
وبتُّ أشكُو إلى مـولايَ مَا أجـِدُ
وَقُلْتُ يَا أَمْلِيْ في كلِّ نائبــــةٍ
يَا مَنْ عليهِ لِكَشْفِ الضُرّ اعتمــدُ
فلا تَرُدّنّها يا ربّ خــائبـــةً
فتجدُ جُودك يَروي كلّ مَن يَــرِدُ