تنمي ذااكره قويه

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

لجميع
يتحدث عن الطقس ولكن لا أحد يقوم بشئ من أجله " وهذا ما يحدث بالنسبة
لموضوع الذاكرة ؛ فالجميع يشتكي أو يتفاخر بذاكرته السيئة ولكنَّ قلةً من
الناس من يفعل شيئاً لتنشيط ذاكرته ... أنت لا تملك الكثير لتفعله من أجل
الطقس بينما تملك الكثير لتفعله من أجل ذاكرتك .
أناس كثيرون كانوا يقولون لي : إننا مستعدون لدفع مليون دولار إذا أمكننا
أن نحصل على ذاكرة مثل ذاكرتك ، وأنا لا أَرُدُّ مثل هذا العرض ، ولكن ليس
على هؤلاء إلا أن يدفعوا ثمن هذا الكتاب فقط ؛ ليحصلوا على ذاكرة جيدة ،
شريطة أن يبذلوا جهداً متواضعاً لتنشيط عقولهم ، وأن يهتموا بنظام العمل في
هذا الكتاب ، وبعدها سوف يرى هؤلاء أن الأمر أبسط بكثير مما يتصورون .
إنني في هذا الكتاب لا ألقي خُطَباً نظرية ، أو مصطلحات علمية قد تجلب لك
الإحباط ، ولكني أشرح نظامي هنا كما لو كنت أجلس معك في غرفة المعيشة ، مع
أنه من الطبيعي أن أُلقي بعض الضوء على جوانب بسيطة من النظريات العلمية
التي تساعدني في الشرح وتساعدك في الفهم دون الخوض في تفصيلات المخ
ومنحنياته وانطباعاته وكيفية عمل الذاكرة.... الخ .
وبناء على هذا فسوف تجد أن كل الطرق والأساليب في هذا الكتاب هي طُرقي
الخاصة التي أستخدمها بنفسي لتنشيط ذاكرتي والمحافظة عليها ، فهي واقعية
ومجربة وأثبتت فاعلية عالية ؛ ولهذا أشعر أنني مؤهل لتدريسها .
من المعروف أن علماء النفس يرون أننا نستخدم جزءاً ضئيلاً من المخ في
حياتنا اليومية ، وهذا الكتاب بنظمه وأساليبه سوف يجعلك تستخدم ما يتجاوز
نصف المخ ، لتنعم بعد ذلك بذاكرة قوية تستطيع أن تتفاخر بها .
ما هي الملاحظة :

افترض أنك في أحد برامج
الاجابات السريعة التي تدفع مبلغاً كبيراً من المال لمن يجيب إجابة صحيحة
وسريعة ، وطرح عليك السؤال الآتي : ما الضوء الموجود بالأعلى في إشارة
المرور ؟
ربما يكون السؤال سهلاً وبسيطاً ، ولكن
إذا تخيلت نفسك في البرنامج ، أمام الناس والكاميرات والمذيع الذي يطالبك
بسرعة الإجابة ، ربما يكون من الصعب عليك أن تُجيب إجابة صحيحة ...
هل تعرف أن أكثر الذين سألتهم هذا
السؤال أخطأوا في الإجابة ، أو على الأقل ترددوا فيها ، رغم أنهم يشاهدون
الضوء الأحمر في الأعلى والأخضر في الأسفل والأصفر في المنتصف عشرات المرات
يومياً . أما إذا أجبت أنت إجابة صائبة وسريعة فأنت واحد من قلائل يملكون
دقة الملاحظة ؛ لأن هناك فرقاً شاسعاً بين الملاحظة والرؤية ... الجميع يرى
والقليل يلاحظ .
خذ هذا الاختبار الآخر : لا تنظر إلى
ساعة يدك ، وأجب بهدوء وتأن وخذ وقتك : هل رقم 6 الموجود في ساعة يدك هو
الرقم العربي أم الرقم الروماني vi
انظر الآن إلى ساعتك واعرف إذا كانت
إجابتك صحيحة أم لا ... أغلب الظن أن ساعة يدك ليس فيها الرقم 6 أصلاً ؛
لأن أكثر الساعات الحديثة لا توجد فيها أرقام وإنما نقاط فقط .
خذ هذا أيضاً : ألم تنظر إلى ساعة يدك
الآن لتتأكد من الرقم 6 ستقول : نعم ، وسأقول لك : جميل جداً ، ولكن كم
الساعة الآن ؟ أظن أنك تشعر بالحزن الآن لأنك لا تستطيع الإجابة على هذا
السؤال رغم أنك نظرت إلى ساعتك منذ ثوان قليلة ... وأنا أقول لك : لا تحزن
فالجميع لم يستطيعوا الإجابة على هذا السؤا ألا يثبت هذا أن الناس ترى ولا
تلاحظ .
إن أول درجات الذاكرة هي الملاحظة ،
ولكنك لن تستطيع أن تحتفظ (بالملاحظة) طويلاً ما لم يكن معها (رابط) ...
والرابط هو وصل شيء بشئ بينهما جامع يجمعهما .
مثال ذلك :أن ترى أو تسمع شيئاً ما فتعض
على إصبعك وتقول : آآآآآه هذا يذكرني بموقف سابق حدث لي ، أو كلمة حكيمة
قالها فلان الفيلسوف ، أو حادث ما حدث لأحد أصدقائي .
إن الذي تحرك في مخك عندما رأيت أو سمعت
هي مجموعة روابط أرجعت الذاكرة لا شعورياً على الوراء ؛ لتربط بين الماضي
والحاضر أو بين موقف وآخر أو بين حادثة وأخرى ... هذا هو الرابط.
ولأوضح لك ذلك أسألك : هل تستطيع أن
ترسم أي شئ يشبه خريطة انجلترا من الذاكرة ؟ ماذا عن الصين ، اليابان أو
تشيكوسلوفاكيا ؟ على الأرجح أنك لا تستطيع أن ترسم أَيَّاً منهم . أما
إيطاليا فإن تسعين في المائة منكم سوف يشاهد في الحال صورة لحذاء طويل تظهر
أمامه .
هل هذا صحيح ؟ إذا فعلت ذلك ، وإذا رسمت حذاءً طويلاً ؛ فأنت لديك الخطوط التقريبية لخريطة إيطاليا

سلمت لنا وسلم إبداعك
وجزآك الله خيرا على ما تقدمه للمنتدى

شكرا عالطرح القيم و الرائع
و يعطيك العافية

يسلمو على الطرح