- فارسة القرآن كتب:
- قال تعالي:"وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ"
من أي سورة؟
صورة ص الاية 15
وما ينظر هؤلاء يعني هؤلاء المكذّبون للرّسل هؤلاء المعاندون لك يا محمد صلى الله عليه وسلم إلاّ صيحة واحدة مالها من فواق ما معنى هذه الآية العظيمة ؟
أحيانا تأتي كلمة ينظر ومعها حرف إلى
فإن جاءت ومعها حرف إلى فإن النظر آنذاك يكون بالعين ..
قال رب العالمين سبحانه وتعالى
( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة )
وأحيانا النظر يكون بالفكر أو التفكر
( أفلم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض )
وأحيانا النظر يكون بمعنى الإنتظار كما فى هذه الآية
وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ
يعني ما ينتظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ..
إذن النظر يأتي أحيانا بمعنى النظر بالعين ويأتي أحيانا بمعنى النظر بالفكر ويأتي أحيانا بمعنى الإنتظار
هم ينتظرونها
سبحان الله هؤلاء الذين كذّبوا وعاندوا ..أين هم ؟؟
دعوة النبيّ عليه الصّلاة والسلام ما زالت موجوده ....
(إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر )
إنّ شانئك أي إن مُبغضك يا محمد هو الأبتر ..هو المقطوع نسله سينقطع أمّا أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم فلا...
فإلى الآن دينه باق صلى الله عليه وسلم
إلى الآن له أتباع ..
ماهي الصيحة ؟؟
الصيحة صرخة واحدة هناك أقوام أهلكهم الله بصيحة ملك وقف الملك على أرجاء المدينة فصاح صيحة واحدة أي صرخ صرخة واحدة سبحان الله كل من فيها مات !!! هل تتذكرون معي سورة يس وقصة الرجل الذي جاء من أقصا المدينة يسعى وقال يا قومي اتّبعوا المرسلين ... في النهاية ما الذي حدث ؟؟
قتله قومه فلما قتله قومه بشرته الملائكة بالجنة قيل له ادخل الجنة قال الرجل ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المُكرمين ..
هذا ما صنعه الله تعالى مع الرجل المؤمن
ولكن الذين قتلوه والذين كذبوا الرّسل ما الذي حدث معهم ؟؟
هل ياترى ربنا خسف بهم الأرض ؟؟
هل أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم جبريل بجيش عظيم من الملائكة ؟؟
قال الله سبحانه وتعالى بعدها
( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين )
يعني ربنا لم ينزل عليهم جندا من السماء إذن ما الذي حدث ؟؟ هل تركتهم يا رب ؟؟ الجواب لا إنّما الذي حدث ... اسمعي معى أختى وحبيبتى
( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة )
أنزلنا ملكا واحداً فقط وقف على أرجاء هذه القرية فصاح فيها صيحة واحدة أي صرخ فيها صرخة واحدة فإذا هم خامدون ..
أبدانهم خمدت ..
أرواحهم خرجت .
عيونهم وأعضاؤهم سكنت ..
ماتوا بصيحة واحدة وهذا ملك خلق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى قال تعالى
( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )
( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )
لذلك في سورة يس ماذا قال الله سبحانه وتعالى بعدها
( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن )
والحسرة أشد الندم ...
وهنا يقول سبحانه وتعالى وما ينظر هؤلاء يعني وما ينتظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ..نعم أنت قادر يا رب ..
انت قدير يا رب ..
أنت مقتدر يا رب..
فالله لا يعجزه أحد سبحانه وتعالى مهما بلغ المخلوق من القوة ومهما بلغ المخلوق من الجاه والمنصب فإن الله لا يعجزه أحد
فهنا يُبيّن الله سبحانه وتعالى كمال قوته
كمال قدرته
كمال قهره على عباده
ويقول لهؤلاء ويتوعد لهم كما إنه يتوعد للمخالفين وللعاصين والمفرطين
وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ
وفواق بمعنى رجوع .. يعني إذا جاءت لا ترجع ..
حينما نزل الهلاك بالمشركين في بدر هل يا ترى يقدرون على الرجوع ؟؟
أبدا لا أبوجهل ولاغيره..
حينما جادل إبراهيم عليه السلام ملائكة الله أن يمهل الله قوم لوط مرة أخرى مع أن الله أمهلهم كثيرا فأخبروه بأن لا تجادل يا إبراهيم وأن وعد الله سبحانه وتعالى سيقع ولن يرجع .. لن يؤخر لا معقب لحكمه أي لا مؤخر لحكمه سبحانه وتعالى ..
لمّا يكون الحكم أو العذاب في وقت ما فإنه لا محالة واقع ..
فلان يموت في الوقت الفلاني فإنه سيموت في الوقت الفلاني ..
وبعض العلماء يقول ما لها من فواق يعني ما لها من إمهال .
يعني يأتي الواحد منهم فيقول يا رب أمهلني حتى أعود لكن لن يمهل
( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها)
(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )
فكلمة ما لها من فواق أي ليس لهم لا إمهال ولا رجوع لا يرجعون بعد الموت ولا يمهلون ولن تؤخر نفس ..
وهذا أخواتى الحبيبات يعلمنا العمل وعدم التسويف حتى لا يندم الواحد منا على تفريطه بعد الموت ويقول رب ّارجعون ولا يُستجاب له أو أمهلني يا رب ولا يمهل
لأن الله سبحانه وتعالى لن يؤخر نفسا إذا جاء أجلها كما أخبر سبحانه وتعالى
وفي قرآءة أخرى مالها من فُواق .. بضم الفاء
الفُواق الإمهال بقدر الرضعتين أو الحلبتين
يعني أكرمكم الله لما تجلس المرأة أو الرجل يحلب البهيمة يعني بين الحلبة والحلبة التي تليها هذا يسمى ُفواق
يعني لا يمهلون حتى بمقدار ذلك ياالله ..
الله سبحانه وتعالى يهلكهم في لمح البصر ..
نعم سيُمكّن الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام من أعدائها لأنه سبحانه وتعالى إذا قضى بحكم فإنه لا يؤخر ..
الله سبحانه وتعالى بنى كونه على أسباب ونتائج فإذا أتت الأمة بأسباب النصر جاءت النتيجة بقدرة رب العالمين سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى لا يحابي أحدا من خلقه
واعلموا أن الرب قادر . أن الرب قدير ..أن الرب مقتدر
كيف كان ينتصر الجيش قليل العدد على الجيش كثير العدد ..
فما النصر إلا من عند الله فالله سبحانه وتعالى قدير على كل شئ ..
هذه الآية تبين لنا وعيد الله للمخالفين والمفرطين
وتبين كمال قدرة الله وأنه سبحانه وتعالى لا يمهل إذا جاء الأجل فإذا قدر أجلا معينا فإنه لا يمهل إلى غيره
ومن مات لا يرجع