سراب الامانــــي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


في آخر ليالي الشتاء... والقمر يتوشح السحب من شدة البرد...
وعلى عزف هادئ أخذت أنامل أحدهم تتلاعب على مساحات
البيانو الجميل...فجلست مقابل مدفأتي أحاكيها والشوق يُطعم
قلبي...والأماني كل ليلة تحضر بخجل... فأخذت أسرد قصصاً
تركتها تغط في سباتها على رصيف الزمان... فجمعت كل
أوراقي الحزينة وألقيتها عليها...فنظرت لقلمي ممدّداً على
ورقتي...فأخذته وكتبت:
(ثمة أشياء نحبها ونعلم بأنها لن تتحقق!!!
وفعلاً تتلاشى ولا يبقى منها سوى آثار
الذكريات...تبقى هي حديث نفس اتكأ
على جدار الصمت...وغط في سباتٍ من
أنين...واحتوى كل المواقف بخجل...
ونحن ننتظر متى الغد يخرج...متى تنبهر
قلوبنا حينما تكون أجسامٌ خيالية بداخلنا
قد نزعت عنها غطاء الصمت...الوهم هو
سجان الأماني...نخطئ أيما خطأٍ حينما
نتجاوز حدود الخيال...نستوقف كل ذكرى
مارة على عجل ونسألها أين مَن أوجدك؟؟
أناشيد الغياب ذات الصوت النشازي
ونواقيسه العتيقة تفقدنا صوابنا...وللألم منا
نصيب الأسد كما يُقال... والصمت مسكينٌ
هو الصمت كثيراً مايكون هو القرار ونعتبره
مأوى بينما في الحقيقة حصنٌ غير آمن...
بعثرات الواقع شتّت خيالٌ أنهكه الخيال...
ونزف وجعاً لآهاتٍ قد تكون مسموعة ولكنها
لا تصل أو بالأحرى لا يُلقى لها بالاً!!!
سراب الأماني يجعلنا نظن بأنه يروي جدب
قلوبنا المنهكة...ولكنه في الحقيقة لا يزيد
جدبها إلا جدباً...والحب لا يزال منتظراً
يتقازم أمام قلوبٌ أغلقت أبوابها...
في النهاية نعلم بأن ما نفعله خطأ ومع
ذلك نكرره كلما سنحت لنا الفرصة!!!)...
كتبت ذلك فأحببت أن أُظهرها لكم
قبل أن ألقيها هي الأخرى في جوف مدفأتي..
كل التحايا لمن قرأها...

يعطيك العافيه ع الطرح الجميل
يسلمو