معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، أبو عبد الرحمن، أول خلفاء الدولة الأموية، تولى ولاية الشام والأردن سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمةً له.
نشأته وإسلامهولد معاوية بمكة قبل الهجرة ثماني عشر سنه وكان سنّه يوم الفتح 23 سنة. هو إبن صخر بن حرب سيد بني أمية وأمه هند بنت عتبة من بني عبدشمس الذين يلتقون مع بني هاشم عند عبدمناف.
أسلم معاوية قبل فتح مكة وهو على الأرجح في صلح الحديبية وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، يتحدث معاوية عن إسلامه فيقول: لما كان عام الحديبية، وصدّوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك. فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم.
صفاته الخَلقيّة والخُلقيّةذكر ابن أبي الدنيا، وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.
كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها:
بعث مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها.
كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحباوأهلا بابن رسول الله وإذا تلقى عبد الله بن الانا اهبل هههههر قال له مرحبابابن عمة رسول الله وأمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن اللا اله الا اللهر بمائة ألف.
روى الإمام أحمد عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع.
عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد ـ وهو من شيوخ الأوزاعي ـ قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا، وعليه قميص مرقوع الجَيْب يسير في أسواق دمشق.
قال ابن عمر عن حلم معاوية:(معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس).
قال قبيصة بن جابر :(صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه)[9][10].
أعمالهأعماله في خلافة أبي بكر
تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.
ولاية الشام
تولى معاوية بن ابي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب. وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان سنة 35 هـ نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله واللا اله الا اللهر بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تولى الحسن بن علي الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه ابابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.
سياسته الداخلية إنشاء الد
ين المركزية:
ديوان الرسائل:هو الهيئة المشرفة على تحرير رسائل الخليفة وأوامره وعهوده.
ديوان الخاتم:أنشأ معاوية ديوان الخاتم لتحقيق السرية والأمان لمراسلات الدولة.
ديوان البريد:حيث أدخل نظام البريد إلى الدولة الإسلامية في دمشق.
نظام الكتبة:حيث عين كاتب لديوان الرسائل، وكاتب لديوان الخراج، وثالث لديوان الجند، ورابع لديوان، الشرطة وخامس لديوان القضاء.
توطين الأمن في خلافته:
الحاجب: حيث كان أول من اتخذ الحاجب في الإسلام، لكي يتجنب محاولات الاعتداء عليه.
الحرس: وهو أيضا أول من اتخذ الحرس في الدولة الإسلامية، خوفا من الخوارج الذين يريدون قتله.
الشرطة:وظيفتها المحافظة على الأمن والنظام.
حسن اختيار الرجال والأعوان.
استخدام المال في تأكيد الولاء.
اتباع سياسة الشدة واللين.
جهاز المخابرات: كانت الأجهزة الداخلية والخارجية في عهد معاوية قوية جدًا، وما يدل على قوتها:
اطلاعه على المراسلات التي بين الحسين وأهل العراق.
قصة الأسير المسلم عند البيزنطين، الذي لطم على وجهه بين يدي ملك الروم وقول الأسير :وا إسلاماه أين أنت يا معاوية، ووصل الخبر عند معاوية.
الاهتمام ببناء الجيش الإسلامي.
وفاتهتنسيق
توفّي في دمشق عن 78 سنة بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد بن معاوية ودفن في دمشق وكانت وفاته في رجب سنة 60 هـ كان خلالها والياً ل 20 عام وخليفة ل 20 عام أخرى.