اريد ان ابكي اكثرر \ بقلمي متشاركة مع صديقتي اسماء فيصل

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

علمتني أمي عندما كنت صغيرة ..

أن أبدء بالسلام دوماً ..

علمتني أمي ..

أن لا أكترثْ ولم أقوى وأكثرتَ ..

علمتني أن لا أنسَ من أقتسمت الرغيف معه ..

والمصيبة أنني لا أنسَ !

لم تدري أمي أني بدأت بالسلام ..

وصفعت بالصدّ ..

لم تدري أمي وهي تمسح دمعي أني أريد أن أبكي بعيداً عنها بدمع أغزر وبنحيب أعلى ..

لم تدري أمي أني أتحجج بالغرباء لأخفي جروح الأقرباء ..

لم تدري أن الجرح لايأت إلا من القريب ..

لم تدري أمي ..

أن الشوق يهزمني ..

وأن الضعف يقويني ..

وأن قلبي يدّلني ..

وأتي إليك ..

وتدير ظهرك وأنا ابكي !

أريد أن أبكي أكثر ..

لأن وجعك أعمق ..

ولأن خيباتك أكبر ..

أريد أن ابكي أكثر ..

على كل مرة تذكرتك فيها وحدي ..

وبكيت عليك وحدي ..

ولكل مرة كنت حمقاء وحدي ..

وكتبت رسائل وحدي ..

وقلت لك كل عام وأنت بخير وحدي ..

أريد أن أبكي أكثر ..

على كل مرة كانت التفاصيل ترهقني وحدي ..

ولكل مرة يغص اسمك في صوتي وحدي ..

وفي كل مرة أحنّ وحدي ..

وفي كل مرة اشتاق وحدي ..

ولكل شمس لم تشرق بعينيّ وحدي ..

وفي كل مرة استجدي حضورك وحدي ..

وفي كل مرة بكيت على أطلالك وحدي ..

أريد أن أبكي أكثر ..

على كل مرة ذكرتك في زحام الحياة ..

لكل مرة افتقدت فيها كتفك ..

لكل مرة بدأت بالسلام وآمنت بعودة الغائبين ..

ووجدتني كلما أقترب من دربك أكثر كلما ابتعدت عنك أكثر وأكثر ..

وكلما اتسع الجرح في صدري أكثرر و أكثر..

وكلما زادات ثياب الخيبة على مشجب الوعود ..

وكلما احتجت لوجودك ولمقاسمتي العيش والطيش

ووجدتك تستغني ..

ولأني كنت ظمئة حسبتك ماء !

أريد أن أبكي أكثر ..

والله أريد أن أبكي أكثر ..

حتّى أمطر كل القرى والمدن ..

وأروي العابرين والمتطفلين وأروي درب الأشواك التي زرعتها في درب الانتظار ..

أريد أن أبكي أكثر حتّى أفسد قطن الوسادة ..

وأسقط من عين الذاكرة ..

أريد أن أبكي أكثر ..

لأنساك ..

وأبكي أكثر لتغيب من تقاسيم وجهي ومن عروق يدي ومن مرآتي ..

ومن نبضي ..

لأكف عن مناجاتك في سري ..

لأكف عن غصّ الدمع صباح العيد ..

لأكف عن خوفي عليك وقلقي ..

وضيقي عليك من بردة لم تدفء جسدك ..

ومن صديق لايحسن سماع سرك ..

أخاف عليك من وجع الحياة وأنا بعيدة ..

لهذا أريد أن أبكي ..

أكثر

وأكثر

وأكثر ..