أعتزم ترك الدراسة والجامعة

أعتزم ترك الدراسة والجامعة

اليوم أفقت على حوالي الثالثة بعد منتصف الليل. طار النوم عني بسبب خيالات مرعبة تؤرقني
هذه الأيام ومنذ أشهر أمام مستقبل مجهول لا أعرف كيف أستعد له..
وفي خضم الهواجس والوساوس، كانت هناك فكرة واحدة غالبة أبت إلا أن تستبد بمخي وعقلي
وكل جوارحي. وهي الفكرة نفسها التي ما فتئت تراودني منذ رسبت في أول سنة جامعية.
لم أكن أتصور الجامعة كما رأيتها. كنت أتصورها كما كانوا يمدحونها لي قبل دخولها. عالم من
المعرفة والثقافة والتميز العلمي والسمو الروحي والرقي الفكري والسلوك الحضاري..
كنت أتحرق شوقا لدخول ذلك العالم. وكنت أكره نفسي على المذاكرة والتعلم والبحث، وأقسو
عليها، وأحرمها من كل شيء حتى من الضروريات كالأكل. كل ذلك من أجل النجاح والحصول على
البكالوريا ودخول الجامعة. ويوم فزت وحصلت عليها كدت أطير فرحا. لم أر الدنيا أجمل مما رأيتها
ذلك اليوم.. وأخذت أستعد وأعد العدة لعالمي الجديد، وأنا في قمة الزهو والفخر بما نلته وما سأنال..
لكن.. كم كانت خيبتي كبيرة، وأنا أشاهد أول أحلامي تنهار أمام عيني، كجلمود صخر حطه السيل
من عل. كم كانت خيبتي كبيرة أن أكتشف أني كنت أبني قصورا رملية هشة على شفا جرف هار..
أسوأ ما صدمني وحبَّطني وكرَّهني في الجامعة هو الغش في الامتحانات..
أكاد أجزم أن 99 بالمئة من الطلبة يحصلون على شهاداتهم بالغش..
عندما يحل موعد الامتحانات تعلن حالة الطواريء ويبدأ الكل بإعداد العدة للحملة.. حملة الغش..
والأدهى أن يحاول الجميع جرك الى لعبتهم الخسيسة طوعا أو كرها. فإذا لم تستجب أصبحت
بين عشية وضحاها كالمجذوم أو كالجمل الأجرب لا يقترب منك أحد. الكل يصبح عدوك. أما الأمر
من ذلك فهو أن يستدعيك أستاذك ليلقي عليك محاضرة في ضرورة التعاون والاحتكاك بالزملاء،
والسير مع التيار، وتبادل المنافع والمصالح، فيد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية،
ومن مات مفارقا للجماعة مات ميتة جاهلية. وغيرها من كلمات الحق التي يراد بها باطل..
وكأني بهم ينسون أو يتناسون أن على المسلم أن لا يكون إمعة، بل يوطن نفسه على الخير حتى
ولو أساء كل الناس. وأنه عليه أن ينصر أخاه ظالما بأن يردعه عن غيه وظلمه. وأن علينا التعاون
على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان. وأن من غشنا فليس منا.. وغير ذلك كثير
أما ثاني هم زهَّدني في الجامعة فليس إلا حملات التسييس والتلحيد والتكفير والتهجير والارتداد..
كل يغني على ليلاه. كل يشتم الآخر. كل يعتقد أنه هو الذي على حق فقط، وغيره عل باطل.
كل يحرص على أن يضيفك رقما الى صفه. كل يحاول اغراءك بكل الوسائل..
الفكرة الوحيدة التي أثارت اهتمامي وجعلتني أتابع بدقة كل جديد عنها هي الهجرة..
ثالث هم هو التاج.. الفتيات.. من كل صنف ولون، ومن كل حدب وصوب.. وهي من الأشياء التي أنا
محظوظ فيها.. الفتيات ينجذبن أكثر الى المقطوع من شجرة كما يقول إخواننا المصريون.. ههههه
ومع ذلك لم أجد الى حد الآن ولا واحدة تصلح لي شريكة عمر. ربما لأن شروطي صعبة.. هههه
لكني في الواقع أنا لا أبحث عن الكمال. فقد نشأت على الرضا بما هو موجود طالما هو لا يتنافى
مع الدين والأخلاق والقيم. تربية أدين بها لجدي وجدتي وأختي الكبرى حفظهم الله وأطال أعمارهم..
لا أعرف أمي وأبي ولا أتذكر عنهما شيئا. فقد قتلهما الإرهاب وأنا ابن سنتين ونصف. أبي كان يشتغل
أستاذ ثانوي في مادة الرياضيات. أما أمي فكانت أستاذة لغة عربية في الإكمالية. هكذا أخبروني..
لم تكن صدمتي كبيرة عندما حكى لي جدي الحادثة. لكني تمنيت لو عاشا ليروني كبرت وتعلمت..
صدمتي الحقيقية كانت بالجامعة. كانت كبيرة جدا الى حد أني لم أجد أي شيء يرغبني فيها،
حتى الدراسة، فقد وجهت الى العلوم السياسية بغير وجه حق، كمعظم الطلبة. وتلك كانت الصدمة
الأولى في الحقيقة. كثيرا ما رددت لنفسي وللناس : ماذا أفعل أنا بالسياسة؟ أي مستقبل لي فيها
وهي أكره شيء الى نفسي ؟ لكني مع ذلك تأقلمت وسرت مع التيار.. حتى لم تعد تلك مشكلتي
الأولى. وخاصة بعد اكتشافي للمشاكل الأخرى التي ذكرتها آنفا...
فتلك جعلتني أقرر ترك الدراسة والجامعة نهائيا.. لقد رأيت أنها لم تعد تصلح لي، ولم أعد أصلح لها..
وآن لي أن أبحث لي عن مستقبل خارج الدراسة والجامعة، ربما في الهجرة.. أنا الآن أشتغل تاجرا
بسيطا. أجول بين الشوارع والأحياء. أتفقد الجامعة أحيانا. أريد جمع المال لأتمكن من الهجرة.
هذه هي قصتي أكتبها هنا طمعا في مساعدتكم بالنصح والرأي يا أهل الخبرة والعلم..
صحيح أني قررت وبمعزل عن أهلي وخاصة أختي التي رفضت تماما الفكرة من أساسها.
وصحيح أني أعرف ما أفعل، وأني مصمم على المغامرة، ومحتاط لكل ما ينتظرني. لكني قلت
في نفسي أن آراكم السديدة وخبراتكم ستنير لي الطريق والمستقبل أكثر.
فأرجو ألا تخيبوا ظني ولا تبخلوا علي بالنصح.. تحياتي الصادقة لكم ودمتم بخير..

لا تيأس اخي ولا تستسلم للحياة القاسية
نحن بحالة حرب مع انفسنا ويجب علينا ان نقاوم التيار لحتى نستطيع
العيش بكرامة وحرية
واصل دراستك اخي واعتمد على رب العالمين

اخي يجب ان تكون عندك ارادة اقسى من الحديد

لا تياس

~~تحياتي~~

أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..

سطرت لنا أجمل معانى الحب بتلك الردود الشيقه
الى اعماق البحار بل بلذه غربيه ورائعه دمت لنا
ودام قلمك

تحياتي زوزو العراقيه

شكرا جزيلا على مروكم
انتظر الآراء من بقية الأعضاء
يعطيكم العافية

طرح فى قمة الروعه
سلمت الايادي الجميله
ننتظر الجديد والله يعطيك الف عافيه

» انا بحب الدراسة ؛$
» وش الفايدة من الدراسة ☹
» شو بتحكي الدراسة
» مراحل الدراسة في الجزائر
» لماذا أكره الدراسة والمدارس