تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :القاهرة - أ ش أتحت رعاية السيد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية، وبمناسبة مرور سبعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، قام وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، والسفير الروسي في مصر سيرجي كيربيتتشنكو، بإزاحة الستار عن تمثال المؤلف الموسيقي الروسي تشايكوفسكي، في احتفالية كبرى أقامتها الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية، بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية ودار الاوبرا المصرية والمركز الثقافي الروسي وجمعية الصداقة المصرية الروسية.
وقال وزير الثقافة إن اللقاء يستعيد 70 عاما من الوعي والمعرفة والبناء كاد أن ينقطع بين روسيا ومصر وأهم ما يترجم في العلاقات هو ما كتب في الأدب المصري في تلك الفترة التى بنى فيها الروس السد العالي ومصنع الحديد والصلب والمؤسسات الصناعية المختلفة، والشباب الذين سافروا لأول مرة يدرسون الفنون المختلفة من أوبرا وسينما ومسرح ثم عادوا ليأسسوا أكاديمية الفنون المصرية التى تoشكل ومضة ضوء في حياة المصريين ومنارة من منارات الثقافة والفن فى مصر.
وأضاف أن العلاقات المصرية الروسية علاقة قوية عميقة الجذور منذ العقد الثالث من القرن التاسع عشر عندما شهدت مصر لأول مرة نزوح من أحد رواد الثقافة العربية والاسلامية هو الشيخ محمد عياد الطنطاوي الذي بهره الادب والثقافة الروسية ليكمل حياته هناك.
واعتبر عرب أن العلاقة المصرية الروسية قد يكون شابها قدر من العتاب فى فترة زمنية معينة ولكن الآن تشهد دعم ورعاية من الرئيس المستشار عدلي منصور والرئيس فلاديميربوتين, فضلا عن أن الشعبين المصري والروسي يتحرقان شوقا الي التعاون المشترك وخصوصا في المجال الثقافي والفني , وروسيا دولة لها تاريخ فني وثقافي كبير ومن الدول التي وضعت بصمة واضحة في الأدب والموسيقي والسينما.
وقال إن المصريين استفادوا من التجربة الروسية، وان كانت الترجمة من الروسية الي العربية لم تواكب التجربة الروسية بشكل جيد ولكن المزاج المصري مازال يتقبل الأدب الروسي سواء في الرواية أو السينما اكثر من غيره فى الاداب الاخرى.
وأضاف أن العلاقات ستشهد في المرحلة المقبلة طفرة في التواصل الفني والاجتماعي والانساني، فالفن والثقافة هما القوة الناعمة الني تعزز العلاقات بين البلدين.
وأعرب عن تمنياته أن تشهد دار الأوبرا المصرية فى المرحلة القادمة المزيد من العروض الروسية الكبيرة وأن تعرض الموسيقي المصرية علي المسارح الروسية، فالعلاقات المصرية الروسية تلعب دورا كبيرا في لحظات الأزمة ويظهر ذلك جليا عندما تعرضت مصر بعد هزيمة عام 1967 لازمات نفسية واقتصادية.
بدوره، أكد السفير الروسي في القاهرة أنه تم توقيع بروتوكول بين سفير الاتحاد السوفيتى ومصطفي باشا النحاس رئيس الحكومة المصرية باقامة علاقة دبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 اغسطس 1943.
وقال إن هذه العلاقات مرت خلال ال 70 عاما بتغيرات عديدة بدءk من البحث عن بعضنا البعض في السياسة العالمية ومرورا الي مستوي القمة بين البلدين ووصولا الي المرحلة الحالية المليئة بافق واحد.
وأضاف أنه لو كان نجيب محفوظ بيننا اليوم لكتب ثلاثية جديدة عن هذه العلاقة لا تقل شأنا عن كتبه المعروفة، وكانت العلاقات بين المد والجذر ناجمة عن تحولات عنيفة ودراماتيكية بين روسيا ومصرولكن العلاقات أبدية مثل السد العالي في اسوان والمصانع العملاقة وأول مفاعل نووي يستخدم للأغراض العلمية السلمية.
وأوضح السفير الروسي أن هذا التحول يؤدى بشكل مباشر إلى تنمية العلاقة بين البلدين، وقد انشئ تمثال بين الشعبين المصري والروسي في أسوان يعد من أهم المعالم هناك.
وأعرب السفير عن تمنياته فى المرحلة الجديدة بأن تفتح بين روسيا ومصر مرحلة تعود فيها الوعي والروح في آن واحد تتميز بالانتقال من علاقة المشاعر الي المصالح لكي تكون أمتن واكثر نفعا, مؤكدا أن هذه العلاقة الثنائية ستكون عنصرا هاما في العلاقات الدولية وستؤثر في الشرق الأوسط بالشكل الايجابي وفي أحوال العالم العربي, ومختتما كلمته قائلا " عمار يا مصر عمار يا روسيا ".
حضر الاحتفال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسي, ومحافظ البحر الأحمر اللواء أ.ح. أحمد عبدالله، والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة الدكتور سعيد توفيق، ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، ورئيس العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الدكتورة كاميليا صبحي.
ومن الجانب الروسي حضر الاحتفالية رئيس المركز الثقافي الروسي ألكسندر بالينكو، وعدد من الشخصيات العامة، والعديد من السفراء، وأعضاء من الجالية الروسية بمصر، وأعضاء الوفدين الشعبيين الروسي والمصري.
تضمن الاحتفال افتتاح معرض فن تشكيلى يضم 66 عملا فنيا لعشرة فنانين مصريين وروس، من بينهم حرم السفير الروسى نتاليا كير بيتتشنكو، وأعقبه إلقاء كلمات الضيوف.