يا ويلي إن لم يغفر لي ربي

يا ويلي إن لم يغفر لي ربي .. يا ويلي إن عذبني ربي .. يا ويلي إن لم يغفر لي ربي .. كيف تجرأت على معصية الله .. الله يرانا الله مُطّلع علينا .. أيّها الإنسان أيّها الضعيف العاجز .. فكر في أمر نفسك .. تخيل نفسك و أنت على فراش الموت .. تخيل نفسك و أنت في سكرات الموت .. تخيل نفسك و أنت في أنفاسك الأخيرة .. تخيل نفسك و بدأت الروح تخرج من الجسد .. تخيل نفسك و قد دخل عليك عَزرائل .. على أيِّ حال تريد على أيِّ حال تحب أن تكون .. فاعمل لتلك الساعة و اعمل لتلك اللحظة .. تخيل و قد بدأ الملَك بقبض روحك .. تخيل نفسك و بدأت الروح تخرج من جسدك .. تذكّر أن عَزرائيل يقول للكافر عند الموت أبشِر بسخط الله و عذابه أبشِر بسخط الله و عذابه .. و تصوّر ما أعظمها من لحظة ما أعظمها من نعمة أن يقال لك عند الموت أبشر برحمة الله و رِضوانه أبشر برحمة الله و رِضوانه أبشر برحمة الله و رِضوانه .. تخيل نفسك و قد وُضعت على المغتسل .. تخيل نفسك و قد جردت من ثيابك .. تخيل نفسك و قد بدأ المغسِّل بصبّ الماء عليك .. تخيل نفسك و المغسِّل يقَلِّبك يَمنة و يَسْرة و أنت بين يديه ميت .. تخيل نفسك و قد أُدرجت في أكفانك .. تخيل نفسك و قد وُضعت في نعشك .. تخيل نفسك و قد حُملت على الأكتاف .. تخيل نفسك و قد مشى بك الأهل و الأحباب و الأصحاب .. إلى أين ؟ إلى القبر يضعونك تحت التراب .. هناك هناك ينزلونك في تلك الحفرة .. هناك هناك يتركونك وحيدا .. هناك هناك يردُّ عليك التراب .. هناك هناك أنت و ما عمِلت أنت و ما قدمت أنت و ما هيأت لقبرك و آخرتك .. كم من قبر يزار و صاحبه في النار .. كم من قبر يزار و صاحبه في النار .. كم من قبر يزار و صاحبه في النار .. طوبى طوبى لمن أرضى ربه قبل أن يلقاه و بنى قبره قبل أن يدخله .. قبورنا تُبنى و ما تبنا يا ليتنا تبنى قبل أن تبنى .. يا ليتنا تُبنى من الذنوب و المعاصي قبل أن تبنى لنا القبور .. يا ليتنا تبنى قبل أن نوضع في تلك الحفرة قبل أن يَردّ عليك التراب .. تخيل نفسك أيها العاجز أيها أيها الضعيف و قد رُد عليك التراب و انصرف عنك الأهل و الأصحاب .. هناك في تلك الحفرة هناك في تلك الحفرة .. إما أن يقال للأرض إلتئمي عليه حتى تختلف أضلاعه .. و إما أن تُوَسّع عليك و ربما وسعت حتى كانت مد البصر .. هنيئا لمن يتق الله هنيئا لمن يتق الله و لكن يا خيبتك و يا حسرتك إن كنت من أهل العذاب .. يا خيبتك و يا حسرتك إن كنت من أهل العذاب و قد التأمت الأرض عليك و أنت في ظلمة شديدة و في رائحة نتنة و تسلط عليك حشرات الأرض الأفاعي و العقارب و الديدان و هو لا يستطيع أن يدفعها عن نفسه .. اعملوا لتلك الحفرة اعملوا لتلك الساعة اعملوا و تهيؤوا قبل فوات الأوان .. فالموت منا قريب و الرب علينا رقيب و جهنم قعرها بعيد و حرها شديد .. الموت يعمُّنا و القبر يضمُّنا و إلى الله مرجِعنا .. يا من بدنياه اشتغل و غرّه طول الأمل الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل .. الدنيا خائنة كذابة تضحك على أهلها من مال إليها بُليَ فيها و من مال عنها سلِم منها .. هي كالحية ليِّن لمسُها قاتل سمُّها لذاتها سريعة الزوال و أيام تمضي كالخيال فاشتغل فيها بطاعة الله و لا تغفل عن محاسبة نفسك .. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم و تزيّنوا ليوم العرض الأكبر يومَ لا تخفي منكم خافية

موضوع متألق بروعته
وفقك الله ورعاك لما يحب ويرضى
وجزاك خير وجعله في ميزان حسناتك