العمر الحقيقي للإنسان ...

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

هناك في الحقيقة ثلاثة أعمار نعيشها

العمر الزمني :يحسب منذ الولادة و يقاس بالسنوات و الأشهر و الأيام

العمر الإجتماعي : هو الوقت الذي قضيته كعضو في المجتمع و يحسب بطرح عدد الساعات التي نمتها في حياتك من عمرك الزمني

العمر الثقافي : يساوي عمرك الإجتماعي مطروحاً منه كل الساعات التي لم تستفد خلالها خبرة جديدة , الثقافة هنا تعني كل معرفة و خبرة جديدة يكتسبها عقلك و كل عاطفة يكتسبها وجدانك و كل مهارة تكتسبها يداك , العمر الحقيقي هو عمرك الثقافي و عظمة الشخصية تقاس بهذا العمر , فكلما طال عمرك الثقافي زادت عظمة شخصيتك

كيف تطيل عمرك الثقافي ؟

الساعات و السنين التي نقضيها في الدراسة حتى الجامعة لا تدخل في حساب العمر الثقافي بالنسبة لأغلب الطلبة الذين لا يستفيدون مما درسوه , و على العكس نجد أن هناك من لم يلتحق بالمدرسة أو الجامعة لكنه حصل على ثقافته من الحياة و عمره الثقافي أطول من عمر خريج الجامعة

الكتب هي أحد مصادر الثقافة و ليست المصدر الرئيس فهي تعلمنا كيف نفكر لكنها لا تعلمنا كيف نعمل إذ لابد من الممارسة و إكتساب الخبرة العملية

عليك بزيادة الوقت الذي تقضيه في إكتساب الخبرات الجديدة في مختلف مجالات الثقافة فهناك مثلاً :-

الثقافة العقلية - تتعلق باللغة و الفكر

الثقافة الروحية - تتعلق بالدين

الثقافة الوجدانية - تتعلق بتنمية القيم الأخلاقية و المشاعر

الثقافة الإجتماعية - تتعلق بأصول العلاقات الإجتماعية

الثقافة العملية - تتعلق بالمهارات التي تكتسبها يداك بالتمرن

تأمل حياتك و أحكم على نفسك فإن وجدت أن عمرك الزمني أطول بكثير من عمرك الثقافي عليك بالإسراع إلى تحسين وضعك فالفرصة لا زالت أمامك مهما كان عمرك

أخيراً ... لا قيمة لثقافتك إلا إذا أفدت بها غيرك و عليك أن تساهم بما أنعم الله به عليك من ثقافة و خبرة و كلما كانت مساهمتك خالصة لوجه الله دون إنتظار مقابل كلما كسبت رضا الله و ازداد إحساسك و إحساس المستفيدين بقيمتك