قراءة في لازمة إلياذة الجزائر لمفدي زكريا.. للنقاش

قراءة في لازمة إلياذة الجزائر لمفدي زكريا.. للنقاش

يقول الشاعر الجزائري الكبير مفدي زكريا رحمه الله في لازمة الياذة الجزائر:
شَغَلْنَا الْوَرَى ومَلأنَا الدُّنَا
بِشِعْرٍ نُرَتِّلُهُ كَالصَّلاَةِ
تَسَابِيحُهُ مِنْ حَنَايَا الْجَزَائِر
هذه اللازمة أسالت الكثير من الحبر حولها، بل الإلياذة كلها استقطبت الكثير
ما بين مرحب ومعجب الى حد الافتتان احيانا، ومعرض أو معارض وناقد أو
منتقد بشدة الى حد المطالبة بحذفها وسحبها من التداول. وهناك من وقف
بين الصفين مطالبا بتهذيبها وإعادة صياغة بعض مقاطعها مثل هذه اللازمة.
وكانت حجة المعارضين أن تلك المقاطع تحمل تعبيرات تتعارض مع الإسلام.
هذا من جهة ومن جهة اخرى أن الشاعر بالغ في تمجيد نفسه وشعره على
حساب تمجيد وطنه الذي هو موضوعه الرئيس في القصيد.
وذلك ما يظهر في اللازمة بالذات في قوله:
بِشِعْرٍ نُرَتِّلُهُ كَالصَّلاَةِ
تَسَابِيحُهُ مِنْ حَنَايَا الْجَزَائِر
فهو يتحدث هنا عن شعره الذي شغل به الناس وملأ به الدنيا، حتى صار يرتل
كالصلاة ويسبح به في حنايا الجزائر. فهو إذن يمجد شعره ونفسه وفي مقطع
يتردد لزاما بين كل مقطعين، تماما على طريقة الشعراء القدامى في ملاحمهم.
هذا من جهة، إلا أن يكون الشاعر يريد التعبير بكلمة: شعر عن بطولات الشعب
وانتصاراته. لكن عدم وجود قرائن صريحة يبعد هذا الفهم عن الذهن تماما. ولو
صح ذلك لم يشفع للشاعر وضع هذا المعنى في لازمة ملحمة وطنية كهذه.
فالشاعر هنا مطالب بالموضوعية أكثر من الذاتية لأنه يتحدث عن أجيال ويوجه
خطابه الى أجيال مختلفة وكثيرة.فكان الأولى والأجمل أن ينسى ذاته في تلك
اللازمة على الأقل. أما من الجهة الأخرى فالشعر لا يرتل إنما القرآن. والشعر
ليس قرآنا ولا علاقة له بالصلاة والتسبيح. لأن الصلاة والتسبيح عبادتان وهما
لا يحصلان بالشعر بل بالقرآن وما نص عليه الشرع.
وأذكر أن الشاعر رحمه الله حاول الرد على هذه الانتقادات كما قرأت في احد
المواضيع، لكنه لم يستطع إقناع أحد بما ذهب إليه، لأن ردوده كانت من نوع:
أنا خريج مدرسة اسلامية وحافظ للقرآن واعرف الحلال والحرام واعرف ما أقول
وواع بما نظمت وسيبقى كما هو على مسؤوليتي.....الخ
لكن الواضح أن مثل هذه الأمور لا تعصم أحدا بالضرورة من الغلط.. بل قد يبتلى
المرء بآفات خفية في نفسه تحجب عنه إدراك الحق أو تمييزه عن الباطل..
ثم هناك قاعدة إسلامية تأمر باتقاء الشبهات. صحيح أن الأصل في الأشياء
الإباحة، لكن هناك الى جانب الحلال والحرام أشياء مشتبه فيها، أي ليس
هناك نص صريح يدل على حلها أو تحريمها، ومع ذلك فمن التقوى تجنب هذه
المشتبهات بنص السنة في قوله صلى الله عليه وسلم مثلا:
دَعْ مَا يُرِيبُكَ إلَى مَا لاَ يُرِيبُكَ
فكان على الشاعر رحمه الله أن يأخذ بهذا النهي، خاصة وأنه متدين وملم بما
في الأمر، وأنه يخاطب أجيالا كثيرة مختلفة ستحكم له او عليه، وأنه بصدد
قصيدة تخلد تاريخ بلد عظيم، وأنه شاعر فحل لا تعوزه الموهبة والكفاءة
والمهارة، والقدرات والأدوات الفنية لصياغة قصيدته أو إعادة صياغتها، وذلك
حتى يتفادى تلك الانزلاقات التي اعتبرها بعض المتشددين، بعد سماع دفاعه
من الاعتزاز بالإثم والعياذ بالله ، الى درجة أن طالب بعضهم بمنع شعره..
ما رأيكم لو قال الشاعر مثلا:
شَغَلْنَا الْوَرَى ومَلأنَا الدُّنَا
بِنَصْرٍ نُمَجِّدُهُ لِلأُبَاة
تَبَاشِيرُهُ مِنْ حَنَايَا الْجَزَائِر
أطرح الموضوع للنقاش انطلاقا من الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما رأيك الخاص في المسألة؟
- ما رأيك في قراءتي واقتراحي؟
- هل من إضافة لك: معلومات او اقتراحات.. كمساحة للتعبير الحر؟
أرجو نقاشا حقيقيا يضيف شيئا للموضوع. فتجنبوا من فضلكم كلمات الشكر
والمجاملة والإعجاب....الخ فهذا حوار جاد وطرح للنقاش بموضوعية...

ما شاء الله اخي على هذه القراءة للاياذة وصراحة انا اول مرة بسمع بها

ودخلت النت ورايت القصيدة وكانت قصيدة جميلة ومثيرة بالمعاني والعبارات الراائعة

شككرا على الطرح الجميل

شكرا جزيلا على مرورك الرائع وكلامك الطيب
مرورك اسعدني وشرفني ونور موضوعي
يسلمووووووووووووووووووو

يعطيك العافية على هذا المرور الرائع العطر
يسلموووووووووووو
وشكرا