تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِل لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . وبعد فهذه خلاصات من كتابي ( فيض الرحمن في تفسير جزء عم)
وكان منهجي في إعداد الكتاب الأصلي كما يلي:
1. إعطاء أصول العقيدة عناية خاصة، لا سيما في توضيح معاني الأسماء والصفات، وأصول الإيمان، وما ينبغي إثباته لله عز وجل من صفات الجلال والكمال والجمال، ترسيخا لعقدية اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
2. توضيح اسم السورة، ودلالتها من ترغيب، أوترهيب، أو تعظيم، أو بيان لقدرة الله سبحانه، وغالبا ما تسمى بمطعلها أو بموضوع مضمن، أو بصفة بازرة تميزها.
3. ذكر الصحيح من فضائل السور، أخذت ذلك من كتاب زاد الذاكرين، لمعد الكتب، أشرف على إخراجه الدكتور الفاضل المحقق/ بسام الغانم وفقه الله.
4. ذكر الصحيح من أسباب النزول، وقد استفدت من كتاب المحرر في أسباب النزول د خالد المزيني، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، تحقيق عبد الرازق المهدي، والاستيعاب في بيان أسباب النزول للشيخ سليم الهلالي وآخرون.
5. انتقاء الصحيح من الرويات، والبعد عن الإسرائليات، و من أبرز ما استفدت منه كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور د. حكمت ياسين ، الروايات التفسيرية في0 فتح الباري ، د عبد المجيد عبد الباري.
6. تجزئة الآيات حسب الوحدة الموضوعية لتسهيل فهم مقاصد الآيات، وإعانة للحافظ على تدبر المعنى العام للآيات، وقد استفدت من كتاب المصباح المنير من تفسير ابن كثير للعلامة المحقق المباركافوري.
7. البعد عن التطويل، تيسيرا على القارئ، قال عز وجل ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، ومن يتتبع هدي سلف الأمة رضي الله عنهم يجد أن ذلك دأبهم.
8. توجيه الضمائر لمدلولها في الغالب، كما في قوله تعالى: + أَأَنْتُمْ " أيها المنكرون للبعث + أَشَدُّ خَلْقًا" (النازعات:27 )
9. توضيح التفسير اللفظي من خلال تجزئة الآيات، كما في قوله تعالى (1)- + قُلْ " يا محمد + أَعُوذُ " أستجير + بِرَبِّ النَّاسِ "مُرَبِّيهِمْ ومُدبّر
10. عدم اعتماد النسخ إلا إذا صح التصريح بنسخها أو انتفى حكمها من كل وجه، لأن النسخ لا يثبت مع الاحتمال، يقول الأمام بن عبد البر: (الناسخ يحتاج إلى تاريخ أو دليل لا معارض له ) اهـ التمهيد/1/307
11. عدم الدخول في مسائل الخلافية في الغالب، والاكتفاء بالرأي الراجح 12. مثال ذلك :
· المراد بـ (الغاشية) في قوله: ( هل أتاك حديث الغاشية":
فيها قولان: قيل: هي القيامة ، وقيل : هي النار
والراجح الأول : لموافقتها للمعنى اللغوي فكل ماأحاطبالشيءمنجميعجهاتهفهوغاشٍ، وهو قول: البغوي510 هـ ، والقرطبي 728 هـ، وابن جزي ( ت : 741 هـ ) وابن كثير 774 هـ، والشوكاني1250هـ ).
وأكتفى بذكر : الراجح وهو الغاشية التي تغشى الناس بأهولها.
· المراد بـ (الضريع) في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع":فييها ثلاثة أقوال: أنه شوك يقال له الشبرق ، وقيل أنه الزقوم ، وقيل:إنه نبات أخضر منتن، والراجح الأول: لأنه الموافق لأرباب اللغة، وهو قول : ابن جرير310 هـ و الرازي ( ت :604هـ)وابن جزي ( ت : 741 هـ ) وابن القيم ( ت : 751 هـ.
وأكتفى بذكر : الراجح وهو نبت كالشوك يُقال له الشِّبْرِق وهكذا .
13. اعتمدت عند اختيار وجه التفسير،الترتيب التالي: تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابه، ثم بأقوال التابعين، ثم بلغة العرب، فإن كان حديثا خرجته، وإن كان قول صحابي أو تابعي لا أذكر الاسم في الغالب اختصارا على القارئ مثال ذلك:
· قال مجاهد: + الْفَلَقِ " قال: الصبح. أخرجه الطبري بسنده الصحيح
· قال ابن عباس: + الْفَلَقِ " قال: الخلق. أخرجه الطبري بسنده الحسن
· قال مجاهد: +غَاسِقٍ " الليل +إِذَا وَقَبَ" دخل.أخرجه الطبري بسند صحيح(1)
· فاختصر ذلك بقول: (1)- + قُلْ " يا محمد + أَعُوذُ " أستجير + بِرَبِّ الْفَلَقِ " بربالصبح.(2)- + مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " جميع الشرور من الخلق أجمعين.
14. الاستفادة من تعليقات العلامة عبد الرزاق عفيفي، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ بكر أبو زيد، والشيخ ابن جبرين، والشيخ صالح الفوزان لا سيما في المسائل العقدية.
15. اختيار الراجح لدى جهور المفسرين من أهل السنة لاسيما ترجيحات الطبري ت310 هـ، والواحدي 468هـ، والبغوي510 هـ، وابن تيمية 728هـ، وابن جزي 741 هـ، وابن القيم 751 هـ،، وابن كثير774 هـ، والشوكاني 1250هـ، والسعدي1376 هـ وابن عاشور 1393 هـ، والشنقيطي 1393هـ عطية سالم1420هـ ، وابن عثيمين 1421 هـ وغيرهم، وغالبا ما يحالفهم الصواب في اختيارتهم لإتقانهم.
16. من خلال بحثي في جزء (عم) لاحظت ما يلي:
· أن أكثر ما ورد من فضائل السورة ضعيف، والصحيح قليل.
· أن أكثر ما ذكر من أسباب النزول ضعيف، والصحيح قليل.
· أن العبرة في غالب الأيات على عموم المعنى لا بخصوص السبب.
· لم أجد آية ثبت نسخها بدليل صحيح، انظر جدول الآيات المنسوخة، مجمع الملك فهد، وبيان الناسخ والمنسوخ للعلامة محمد الأمين الشنقيطي.
17. ومن الكتب التي استفدت منها :
· كتاب تيسير المنان المنتقى من تفسير جامع البيان للإمام الطبري، لمعد الكتاب، عاونني على إخراجه، الشيخ المحقق/ أشرف على خلف.
· بعض الكتب المعاصرة التي تميزت بالإتقان والتحرير في تفسير (جزء عم) كالتفسير الميسر إعداد نخبة من العلماء، وابن عثمين، والعدوي، والطيار.
· بعض الرسائل العلمية لا سيما المتعلقة بالترجيح ، كترجيحات بن جزي، د. طارق الفارس.
· كتاب قواعد التفسير د. خالد السبت، وقواعد الترجيح د على الحربي.
· فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 23 لكبار هيئة العلماء بالمملكة العربية السعودية.
18. ألحقت بآخر الكتاب ملحقًايهم كل مسلم، في مختصر فضائل الأعمال، مختصر المنهيات، الرقية الشرعية، أدعية جامعة.
19. الكمال عزيز فإن كان خيرا فمن الله عز وجل المنعم المتفضل، وإن غير ذلك فمن نفسي المقصرة عفا الله عنا ورحمنا هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
(1) انظر الصحيح المسبور : ص: 683.
سورة النبأ
النبأ: الخبر الهائل، ويعني به القرآن العظيم لعلو قدره أو البعث لعظم هول ذلك اليوم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أولاً: تهديد منكري القرآن
(1) - + عَمَّ " عن أي شيء + يَتَسَاءَلُونَ " أي الكفار يا محمد. (2)- + عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ " القرآن الذي ينبئ ئبالبعث. (3) - + الَّذِي" صاروا + هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ " بين مصدّق، ومكذّب. (4) - + كَلا سَيَعْلَمُونَ " حقا سيعلمون عاقبة تكذيبهم بالقرآن.(5)- + ثُمَّ كَلا " حقا +سَيَعْلَمُونَ " عاقبة تكذيبهم بالقرآن والبعث.
ثانيًا: من دلائل قدرة الله
(6) - + أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهادًا " ممهدة لكم وبساطا كالفراش. (7)- + وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا " كالأوتاد تثبت بها الأرض وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا " ذُكرانا وإناثا. (9)- + وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا " راحة لأبدانكم؟.(10)- + وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا " ساتِرا لكم بظلمتِه كاللّباس. (11)- + وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا " تقتاتون فيه ، لتبتغوا من فضل الله.
(12)-+ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا " سبع سموات قويات متينة البناء. (13) -+ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا " الشمس مصباحًأ وقادا مضيئا. (14)-+ وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ " السحاب + مَاءً ثَجَّاجًا " منصبا بكثرة. (15)-+ لِنُخْرِجَ بِهِ " بالماء + حَبًّا " مما يقتات به الناس + وَنَبَاتًا " الكلأ الذي يُرْعَى، من الحشيش والزروع. (16)-+ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا " بساتين ملتفة الأشجار مجتمعة.
ثالثًًا: صور من أهوال يوم القيامة
(17) - + إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ " يفصل الله فيه بين الأولين والآخرين، + كَانَ مِيقَاتًا " للحساب (18) - + يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ " قرن ينفخ فيه، يوم الفصل + فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا " أمَمًا أو جماعات مُختلفة الأحوال، (19) - + وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ " وشققت السماء فصدّعت + فَكَانَتْ أَبْوَابًا " فصارت طُرقا.ومسالك لنزول الملائكة (20) - + وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ " ونُسفت الجبال فاجتثت من أصولها + فَكَانَتْ سَرَابًا" فصيرت هباء منبثا، كالسراب
رابعًًا: جزاء الطاغين
(21) - + إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا " تترقب من يجتازها من الكافرين وترصُدهم.
دليل على أن النار كانت موجودة.(22)-+ لِلطَّاغِينَ " الذين تجاوزوا حدود الله + مَآبًا " منزلا، ومرجعًأ، ومصيرا (23)-+ لابِثِينَ فِيهَا "ماكثين فيها + أَحْقَابًا " دهورًا متعاقبة، متتابعة لا نهاية لها.دليل على تخليد الكفار في النار.
(24)-+ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا " لَا يطعمون فيها + بَرْدًا " يبرد حرّ السعير عنهم + وَلا شَرَابًا "، يرويهم من شدّة العطش. (25)-+ إلَّا حَمِيمًا" ماء قد بلغ غاية حرارته + وَغَسَّاقًا " صديد أهل النار، وقيل الزمهرير. (26)-+ جَزَاءً وِفَاقًا " جزاء عادلا موافقها لأعمالهم. (27)-+ إِنَّهُمْ " الكفار + كَانُوا " في الدنيا + لَا يَرْجُونَ حِسَابًا " لَا يخافون يوم الحساب، ولا يبالون به. (28)- + وَكَذَّبُوا " هؤلاء الكفار + بِآيَاتِنَا " بحُججِنا وأدلتنا + كِذَّابًا " تكذيبا.(29)-+ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ " كتبناه + كِتَابًا " كتبنا، فلا يعزُب عنا علم شيء منه.(30)-+ فَذُوقُوا " من عذاب الله + فَلَنْ نزيدَكُمْ إلَّا عَذَابًا " على العذاب الذي أنتم فيه دليل أن الكفار لا يخرجون منها، بخلاف عصاة المؤمنين فإنهم يمكثون فيها مكثا مؤقتا ثم يخرجون.
خامسًًا: جزاء المتقين
(31)- + إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا " منتزها، ومَنجَى من النار (32) - + حَدَائِقَ وأعْنابًا " بساتين وأعنابا. (33) - + وَكَوَاعِبَ " نساء أهل الجنة نواهد, + أَتْرَابًا " في سنّ واحدة. (34) - + وَكَأْسًا دِهَاقًا " ملأى متتابعة. (35) - + لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا " في الجنة + لَغْوًا " باطلا من القول، أو مأثما + وَلا كِذَّابًا " ولا مكاذبة. (36) - + جَزَاءً" ثوابًا +مِنْ رَبِّكَ " المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم.+ عَطاءً " تفضلا من الله عليهم + حِسابًا " محاسبة لهم على أعمالهم الصالحة (37) - + رَبِّ السَّمَاوَاتِ " السبع + وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا " من الخلق +الرَّحْمَنِ " ذو الرحمة العامة الذي وسعت رحمته الخلق جميعا +لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا " سؤالا.
سادسًًا: الشفاعة لله وحده
(38) - + يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ " جبريل عليه السلام، + وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ " منهم في الكلام + وَقَالَ صَوَابًا " وقال حقا وعمل به، (39) - + ذَلِك الْيَوْمُ " يوم القيامة، + الْحَقُّ " كائن لَا شكّ فيه + فَمَنْ شَاءَ " من عباده،، دليل أن للعبد مشيئة وقدرةً ، لكنَّها واقعتان بمشيئة الله وقدرته + اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ" العمل الصالح + مآبًا " مرجعا له. (40) - + إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ " حذّرناكم أيها الناس + عَذَابًا قَرِيبًا " قد دنا منكم وقرُب، + يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ " المؤمن + مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " من خير، أو شرّ، + وَيَقُولُ الْكَافِرُ " الهالك من هول الحساب + يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا " فلا أعذب
من كتاب فيض الرحمن في تفسير جزء عم لـ جمال القرش.