بوابة....هل يعلم السحرة والعرافين الغيب؟

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :




توجد فئة من الناس يزعمون علمهم بالغيب وهم المنجمون والكهان، هؤلاء من شياطين الإنس، فهم من أولياء الشيطان، وكل ولى للشيطان فهو من شياطين الإنس.. وقد ذكرنا قبل ذلك أن الله (سبحانه وتعالى) ذكر في القرآن العظيم أنه لا يعلم الغيب إلا الله حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا ما يطلعه الله عليه، كما قال تعالى في سورة الجن "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا".



من هذا ندرك تماما أن الغيب كله لله وأن من يدعى علم الغيب يكون كاذبا، وكذلك الجن لا يعلمون الغيب، فإذا ادعى الكهان والعرافون أنهم يعلمون الغيب فهم كاذبون، والذي يعتقد أن أحد من العرافين أو الكهان يعلم الغيب يكون قد ضل ضلالا بعيدا؛ لأن الغيب لله، ومن أتى عرافا يسأله عما سيحدث له مستقبلا يكون قد أخطأ خطأ كبيرا، وروى الإمام مسلم عن عبيد الله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وروى الإمام أحمد عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه في ما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" والمنجم والعراف بمعنى واحد.

وإذا كان الذي يسأل الكاهن أو العراف لا تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإذا كان الذي يصدقهما يكفر بما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فماذا يكون حكم الكاهن والعراف؟ إنه يكون من أعوان إبليس في الأرض، من شياطين الإنس والحكم فيه هو الحكم في إبليس نفسه، ومصيرهما معا مصير واحد، والكهنة والعرافون لهم طرق عديدة في ادعائهم لمعرفة الغيب مثل: ضرب الودع، وقراءة الفنجان، وقراءة الكف، وغير ذلك من الطرق .

أما المنجمون فهم "عرافون" أيضا، ولكنهم يرجمون بالغيب اعتماد على حركات النجوم في السماء كما قال الله تعالى: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير".

قد يقول قائل: إن العرافين والمنجمين يقولون أحيانا: أمور تحدث في المستقبل وتكون صدقا، يعنى يتحدثون أحيانا كلاما يحدث في المستقبل، وكأنهم يقرءون الغيب، فكيف يكون ذلك؟ الجواب إن صدقهم إذا حدث أحيانا يكون من باب الإيهام والتدليس، إنهم يقولون للناس كلاما عاما يحمل أكثر من معنى، وكل واحد من الناس يفسره على ما يوافق هواه، أما صدقهم في بعض الأمور الخاصة فإنه يرجع إما إلى التنبؤ والفراسة، وإما ما يوسوس له الشيطان المتلبس به، فهو من أعوان الشيطان، والشيطان متلبس به ويوسوس له ببعض الأشياء، فقد روى الأئمة: البخارى وأحمد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت سؤل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: "ليسوا بشيء قالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون بالشيء يكون حقا، فقال: صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنى فيقرها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة"، وقد يستعين الكاهن أو العراف بحيلة ما أو بشخص ما يخبره بخبر معين فإذا سؤل العراف عنه أخبر به وكأنه يقرأ رواية .

الكهنة أولياء الشيطان، فالناس يهرعون إليهم كما يفعل أتباع الرسل للرسل، ويزعمون أنهم يعلمون الغيب، والناس قسمان: أتباع الكهنة، وأتباع الرسل، ولا يجتمع القسمان في عقيدة واحدة، وكلما قرب الإنسان من الكاهن وصدقه كلما بعد عن رسالة الإسلام.

المصدر بوابة القاهرة