عندما تعيش لنفسك وحسب

عندما تعيش لنفسك وحسب تخسر كثيرا، فأنت في كل وقت وحين تحتاج لغيرك، ولكي يعطيك الآخرون لابد أن تقدم لهم شيئا، فالناس حولك مهمون و يزداد سموّ الانسان كلما ازدادت رقعة اهتمامه ، فينضج العقل عندما توكلّ إليه المسؤوليات ، و توجهّ إليه الأوامر و الأدوار بنفس الشيء أنّ الإنسان عندما تتوالى عليه المراحل ، من مراهقة طيش ، تلاعب ، فهو لا يقدرّ أي سلوك يتبادر منه ، بل كلّ ما يهمه هو إشباع رغباته النفسية و إسكات شهواته فلا يخرج عن ذلك النطاق أو يكون عرضة لمزيج من التخطبات التي يستمدها من الأصدقاء أو الأصحاب ، و بمجرد أن يكبر فتكبر معه أفكاره و تتفتحّ آماله و يشقّ طريقه فتتضح الرؤيا ، فيتنازل عن كل الطيش و الهزليات أو الحماقات الصبيانية ، فتتسم فيه روح النضج و العقلانية ، و يزداد متانة و حرصا بتوكيل المسؤوليات إليه من طرف الوالدين فتتغير نظرته تدريجيا و يقبل على تفكير و اسلوب مغاير تماما ، ثمّ يقبل على اسرة ليجمع شملها و يقود ركبها ، و يتحمل وزرها و يدير شؤونها ، فبذلك يزداد درجة الاهتمام فيخلع ماكان في السابق بأنه مهتمّ بنفسه ولا يهمهّ إلا أن يرضي ذاتهّ و يسكت رغباته ، ازداد الأمر بأنه تكلف بأسرة فاتسعتْ دائرة اهتمامه ، و بنفس الشيء لو أعلن أنها سوف يتكفل بيتيم أو يرعى فقير مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" ، هي دعوة صارخة للتخلي عن أنانيتنا و الانغلاق بمصلحتنا و منفعتنا ، فنقبل لنزيل النظرة الشخصية و تتسع دائرة اهتمامنا إلى أن نهتمّ بشؤون من يحتاج ، المغاث ، الفقير ، المعوزّ ، اليتيم ، و كلما كبرت دائرة الاهتمام ارتقى هذا القلب و صفيت النوايا و عظُم تفكير العقل الذي يهتم بشؤون الناس و يسعى جاهدا لأن يخدمهمْ و يسدي لهم مصلحة ، إنها وبكل بساطة "الإنسانية" التي بلغت الحضيض في وقتنا هذا ، فهي تحتضر في أوجه الماديين ، في أعين من يتربص بعيوب الناس و يترصد لنشر القبيح والمذموم بين الفئات و المجتمع ، بدل أن ننزوي بأنانيتنا علينا أن نستبدل هذا المفهوم الأخرس براية الانسانية التي تجمع و تآلف و تسعى للتكاتف و التلاحم .

تسلم اناملك عالطرح...

أحيانا لا يجد المرء مفرا من الاختباء وراء الأنانية
صدقت وأصبت وأجدت
يعطيك العافية
وشكرا
.
.
.