مويس المقال لم يتمكن من إنجاز "المهمة المستحيلة" مع مانشستر

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

كانت مهمة لا يمكن رفضها عندما عرضت عليه ، ولكنها أثبتت في عشرة شهور من العمل انها عبء لا يمكنه تحمله.

فعندما تولى ديفيد مويس تدريب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم في تموز/يوليو الماضي ، وصف الكثيرون هذا المنصب الجديد للمدرب الاسكتلندي بأنه يشبه "الكأس المسمومة". إنها "المهمة المستحيلة".

فقد أحرز سير أليكس فيرجسون المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد ، والذي يقال إنه هو من اختار مويس لخلافته بعدما رأى أداءه الرائع مع إيفرتون طيلة 11 عاما ، 38 لقبا مع مانشستر يونايتد خلال فترة قيادته للفريق التي امتدت إلى 27 عاما.

ومن بين هذه الألقاب ، أحرز فيرجسون لقب الدوري الممتاز مع مانشستر يونايتد 13 مرة من بينها لقب المسابقة في موسمه الأخير مع الفريق العام الماضي. ولكن الحقيقة أن فيرجسون ترك خلفه فريقا مسنا فلم يترك لمويس أي خيار آخر سوى الانهيار.

وفي نهاية المطاف ، كان المهم هو تحقيق النتائج. ولم يكن الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا والتعرض ل11 هزيمة في مسابقة الدوري هي النتائج المنتظرة.

ويحتل مانشستر حاليا المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم ، وهو في طريقه الآن لأسوأ نهاية له بالمسابقة منذ موسم 1990-1991.

ونشرت الصحف البريطانية اليوم تقارير عن تردد لاعبي مانشستر يونايتد الكبار على فيرجسون في الفترة الماضية من أجل توسطه لدى النادي والضغط عليه لتغيير مويس.

وأصدر يونايتد صباح اليوم بيانا يقول فيه إن مويس ترك منصبه بالنادي ، موجها شكره للمدرب الاسكتلندي على نزاهته وعمله الشاق.

وكان مويس قال عندما أعلن في العام الماضي عن توليه تدريب مانشستر يونايتد : "أعرف كم سيكون من الصعب أن أخلف أفضل مدرب في العالم".

وأضاف وقتها : "ولكن الفرصة لتدريب مانشستر يونايتد ليست بالأمر الذي يتكرر كثيرا ، ولكم أتطلع قدما لتولي هذا المنصب".

وكان قائد منتخب إنجلترا السابق جاري لينيكر ، مقدم برنامج "مباراة اليوم" التحليلي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حاليا ، قال في وقت سابق إن أفضل وظيفة في الكرة الإنجليزية هي وظيفة "الرجل الذي سيخلف خليفة فيرجسون في تدريب مانشستر يونايتد".

وبالفعل اكتشف مويس بالطريقة الصعبة أن تولي واحدة من كبرى الوظائف في عالم كرة القدم ما هي إلا مجازفة لا يقدر عليها.

ومنذ بداية عمله مع الفريق ، انتشرت حكايات خلافاته مع لاعبي مانشستر يونايتد الكبار مثل واين روني ورايان جيجز الذي اختير لخلافة مويس نفسه في تدريب الفريق حتى نهاية هذا الموسم.

كما انتشرت شائعات عدم الرضا خلال النصف الأول من الموسم عندما خرج مانشستر يونايتد سريعا من السباق على لقب الدوري الإنجليزي.

وسرعان ما أعقب ذلك انتقادات جديدة لمويس بأنه لم يسع لتعزيز صفوف الفريق ، حيث كان مروان فيلايني هو الاسم الكبير الوحيد الذي ضمه لمانشستر خلال سوق الانتقالات الصيفية السابقة.

وكان ما يصر مانشستر يونايتد عليه دائما هو أن المدرب الجديد سيحصل على فرصته لإصلاح الأمور ولرأب الصدع بفريقه. وأن يونايتد ليس بالنادي الذي يتسرع في إصدار الأحكام.

وأنفق يونايتد 37 مليون جنيه إسترليني (62 مليون دولار) لضم خوان ماتا من تشيلسي في كانون ثان/يناير الماضي ، ولكن اللاعب الأسباني لم يضف السلاح القوي الذي يفتقد إليه النادي ، كما لم يدعم موقف مويس إصابة روبن فان بيرسي الذي كان دائم الخروج والعودة إلى الفريق طوال الموسم.

وربما لا يكون عدم المشاركة في دوري الأبطال ، وما يعنيه ذلك من خسارة لكل الأموال التي تأتي من هذه البطولة ، بالأمر الكارثي بالنسبة لمانشستر يونايتد إذا لم يمتد الأمر لأكثر من موسم واحد. ولكن النادي قرر أن يتحرك سريعا على أمل ألا يمتد هذا الموسم إلى موسمين أو ثلاثة.

وأكد مدافع مانشستر السابق جاري نيفيل ، المحلل بشبكة "سكاي سبورتس" التلفزيونية حاليا ، أنه فوجيء بالطريقة التي تم بها تسريب خبر إقالة مويس.

وقال نيفيل مساء أمس الاثنين : "لطالما شعرت بان مانشستر يونايتد يجب أن يكون مختلفا وأن يتمالك نفسه كناد يقف أساسا ضد ما يحدث في هذه اللعبة".

وأضاف : "من ديف سيكستون إلى رون أتكينسون ، وإن كانت الناس ستقول إنهما من زمن مختلف ، وحتى سير أليكس فيرجسون نفسه فقد حصل على ما يحتاجه من وقت في سنواته الأولى مع النادي عندما واجه صعوبات".

وتابع نيفيل : "إنني مؤمن حقا بأنه عندما تعطي مدربا ما عقدا يمتد لست سنوات ، فإنه يحتاج الحصول على الفرصة والوقت".

وأشار نيفيل إلى أن مانشستر يونايتد يواجه صعوبة أيضا في إيجاد خليفة لرئيسه التنفيذي ديفيد جيل بقدر ما واجه صعوبة في خلافة فيرجسون.

وقال : "لاشك في أن الفترة الانتقالية التي جاءت مع نهاية زمن سير أليكس فيرجسون بالنادي عصيبة حقا".

وأضاف : "ولو فكرت في الموقف بمانشستر يونايتد هذا العام فستجد أن ديفيد مويس ربما كان يحتاج لوجود ديفيد جيل لتجاوز هذه الفترة ، فيما كان إد وودورد (خليفة جيل) يحتاج لسير أليكس فيرجسون كي تهدأ الأمور".

وتابع نيفيل : "ولكن كلاهما وجد نفسه مضطرا للاعتياد على وظيفته الجديدة مع الآخر ، وقد أثبت هذا الأمر صعوبته على كل منهما .. إنني شخصيا مقتنع بضرورة منح المدربين الوقت لبضعة أعوام حتى تستقر لهم الأمور بفرقهم".

ويعتلي لويس فان جال مدرب المنتخب الهولندي حاليا ، والذي سيرحل عن منصبه بعد بطولة كأس العالم هذا الصيف ، قوائم مكاتب المراهنات لتولي قيادة مانشستر يونايتد في نهاية الموسم.

وكانت هزيمة مانشستر أمام إيفرتون بالدوري الممتاز أمس الأول الأحد بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث قضت على أي آمال للفريق من الناحية الحسابية لاحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى بالمسابقة والتي يتأهل أصحابها لدوري الأبطال.

لقد تأذت سمعة ديفيد مويس كثيرا بالعشرة أشهر التي قضاها في مانشستر يونايتد ولكن بالنسبة لبطل إنجلترا مازال السؤال الأكبر القائم هو : هل سيتمكن أحد أبدا من ملء الفراغ الذي تركه سير أليكس فيرجسون؟