تماني عشره عاماً مضت

تماني عشره عاماً مضت من عمري تمضي الأيام وتمر السنوات تباعاً لا نشعر بها أبداً .. كطيف خيالٍ تمر في ذاكرتنا نبتسم ونمضي في حياتنا لنسجل أطياف خيالاتٍ أخرى سنذكرها بعد حينٍ إن كان لنا عمر للذكرى
وجدتني مع صندوق أوراقي القديمة الذي كنت دائماً أتشاجر مع أمي عليه فقد كانت توبخني لاحتفاظي به صندوق قديم جداً به أوراق بعضها ممزق والآخر لايزال كما هو تراه أمي شيئاً من العبث والفوضى وأراه أجمل ما أملك إنه الذكرى
مشاغل هذه الدنيا أخذتني بعيداً لكنني اليوم شعرت بصوته يناديني لأفتحه وأنفض عنه غبار النسيان لا أدري لماذا عندما فتحته كنت متشوقة لأعرف ما به كأنني فقدت ذاكرتي وأرغب باستعادتها ربطت حزام الأمان وانطلقت في رحلة الزمن مع صندوقي العجيب
ضحكت كثيراً فقد كنت صغيير وقع في يدي دفتر الذكريات الذي مضى عليه أربعة عشر عاماً عندما قلبت صفحات الدفتر وبدأت أقرأ به تذكرت اصدقائي كثر لي كنا قد تعاهدنا أن لا ننسى بعضنا البعض وكلهم قالوا لي نكتب لك في هذا الدفتر لأن الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان وبعضهم قال أتمنى لك الفوز وأكل الموز لا أدري ما هي العلاقة بين الأمرين لكنها جملة مشهور أضافت أخرى عليها أنهو يتتمنى لي النجاح وأكل التفاح
شعرت بحنين كبير لأزور مدرستي الابتدائية والاعدادية لا أدري إن كنت سأجد مدرساتي اللواتي سطرن لي كلماتهن المقتضبة في هذا الدفتر أم سيكونوا مجرد ذكرى .. رحلوا ربما عن هذه الدنيا وليس عن ذاكرتنا فقط وفي نهاية الدفتر كتب لي إحداهم أكتب لك على الجلدة لتتذكريني وأنت جد ..
ذكريات دافئة أعادتني للحظات النقاء وأخذتني من هموم الحياة
. التي احتفظت بها لهذا اليوم .. *