مـاذا لــو أوجـــدنا الليـل بأنجــم الشعــراء
غيــر مجــروح بغــم أو موصــول بالبكــاء
مـاذا لــو أوجـدنا البـدر فـي كبــد السمــاء
دون أن يكون موصوفا بعيـب أو محجـوباَ بغطــاء
ماذا لو قطفنا وردةَ جميلة دون شوك يمنع الأخذ بسخاء
ماذا لــو أزلنـا الدمـع مـن خـدود أطفـال أبريـاء
مـاذا لـو تلامسـنا رؤوس اليتامـى برقـة وإخــاء
ماذا لو حذفنا حروف الثأر والآلام مـن قواميس الشهداء
فلمـا النـاس تريـد للنـاس حيــاةَ كالحـة سـوداء
ولمـا الدنيـا تبـادر بالدمـوع قبـل أن تبادر بالهنـاء
ما جرى الوفاء بأرض إلا وفي أعقابه الخيانة في الخفاء
وما نمت زهـرة فوق غصن إلا وممنوعة من العطـاء
وما لاحـت السماحة بأهـل إلا ونالوا ضدها من الجزاء
ونمـور الظلم تمشي بخطوات فـوق الصفحة البيضـاء
تمزقهـا إربـاَ إربـاَ بأنيـابهـا وتلطخهـا بالدمــاء
واللـوحة الجميلة هناك مـن يريدها مشـوبة دهمـاء
والإخلاص والحـب والوفـاء كم يقابلها الناس بالجفـاء
والغيـث يمطر نعمـة تجري على الأرض فـي رخـاء
نعمـة متاحـة فإذا هي مسلوبة محجوبة بأيد الأعـداء
ونـداء المحبة فـي الأرض هـو ذاك الجمال في النداء
ولكـن مـن يلبي قـد يلاقـي الموت بالطعنة النجـلاء
حسـداَ مـن أنـاس ومقتاَ مـن قلـوب تفقـد الصفاء
والبسمـة قد تضئ ثغراَ بجمال ولكن قـد تكون بريـاء
وكـل من يجتهد بإحسان يلاقي قلوباَ كالصخرة الصماء
لا تجاري الإحسان بإحسان ولكن تقابل الإحسان بالجفاء
يتاح للناس جدب وقفر وتمنع من واحة مروجها خضراء
وتضيق الحيـاة بأهلها إذا تناحرت نفوس تجاهر بالعداء
وتـلك نفـوس تبـكي لأنهـا تطيب وتنـادي بالإخـاء
وتعيـش ضنكـاَ وسجناَ وليس لهـا سعة تحت السماء