تخشى الحكومة الروسية أن يتعرض مواطنوها في سوريا إلى هجومات انتقامية من طرف المعارضة.
من المنتظر أن يعود عشرات الروس
الذين لجؤوا إلى بيروت هروبا من العنف في سوريا إلى بلادهم على متن طائرتين
روسيتين، لكن روسيا أكدت بأن الأمر ليس بداية إجلاء شامل للرعايا الروس.
ويعود حوالي 150 روسيا إلى بلادهم على متن طائرتين من بيروت ابتداء من الثلاثاء.
وتعد روسيا أقرب حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الأزمة في سوريا.
واعترفت روسيا بأن لديها خططا لعمليات إجلاء محتملة في المستقبل لنحو 30 ألف مواطن روسي في سوريا.
وقال ستيف روسنبورغ مراسل بي بي سي في موسكو، إن مثل هذه العمليات قد تعني حتما تدخل الأسطول الروسي.
ولم تتراجع روسيا عن دعمها للرئيس بشار الأسد، لكنها اعترفت بأن احتمال عدم نجاحه قائم.
ويتمتع البلدان بعلاقات وطيدة قديمة، ويعتقد أن آلاف المواطنين الروس يعيشون ويعملون في سوريا.
وصرح دبلوماسي روسي لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا
"إن ما يحدث ليس عملية إجلاء. وأن روسيا لا تتعرض مطلقا لأي ضغوط لكي
تغادر سوريا، على اعتبار أن الكثير من المناطق في دمشق آمنة تماما وبعيدة
عن العنف.
وأضاف المسؤول قائلا "كل ما في الأمر أن الخطوط
الروسية لم تعد تخدم خط دمشق، لذلك فنحن نساعد حوالي 100 إلى 150 مواطنا
روسيا على مغادرة سوريا من بيروت القريبة جدا. وهؤلاء هم المواطنون الذين
لجأوا إلى قنصليتنا في دمشق طالبين المساعدة".
ولم يخف المتحدث بأن "الطائريتين المقرر مغادرتهما اليوم وغدا لن تكونا الأخيرتين في الغالب".
وأضاف "ستكون هناك عمليات متواصلة. وكلما لجأ المواطنون الروس إلى قنصليتنا في دمشق لطلب المساعدة، فسنعد طائرات أخرى لنقلهم".
"ليسوا ملائكة" وذكرت القناة الروسية التلفزيونية الحكومية
الأولى، أن أغلب المسافرين نساء وأطفال، وأن أطباء ومختصين نفسانيين سيكنون
على متن الطائرتين.
وقال ألكسي مالاشينكو، عضو مجلس البحث بمعهد
كارنيجي بموسكو "إن روسيا تحاول حماية مواطنيها الذين قد يتعرضون لهجمات
انتقامية إذا كان لمعارضي بشار الغلبة في هذه الحرب".
وأضاف المتحدث قائلا "إن نظام الأسد مهلهل، والذين يحاولون أخذ مكانه ليسوا ملائكة".
طائرة نقل حربي وكان مصدر دبلوماسي روسي قد صرح لموفد بي بي سي
إلى بيروت بأن 84 مواطنا روسيا سيتم نقلهم اليوم الى روسيا عبر طائرتين
روسيتين وصلتا من مطار بيروت الدولي.
وأكد المصدر أن معظم هؤلاء نساء وأطفال لعاملين
روس في سوريا، يأتون من مناطق معرضة للخطر ولا سيما من ريف دمشق، مشددا على
أن هذه العملية ليست على الاطلاق جزءا من خطة إخلاء وألا تعليمات من موسكو
بهذا الشأن ولا يوجد جدول زمني له.
وسينقل المواطنون الروس من بيروت بواسطة طائرتين
الأولى طائرة نقل حربي من طراز ايل 76 والثانية طائرة صغيرة تعمل عادة على
الخطوط الداخلية الروسية وهي من طراز ياك 40.
ويذكر بأن المصدر لم يستبعد "أن تتكرر هذه الرحلات لمجموعات صغيرة من المواطنين الروس الراغبين في السفر الى بلادهم".