بدا اهتمام الشارع الفلسطيني بمجريات الانتخابات العامة
الإسرائيلية جليا في وسائل الإعلام المحلية التي خصصت مساحات واسعة لتحليل
نتائج هذه الانتخابات.
فقد عنونت الصحف الرسمية الفلسطينية صفحاتها
الأولى بأخبار تتعلق بتفاصيل هذه الانتخابات ومطالب حملاتها الانتخابية
التي تتنافس للوصول إلى سدة الحكم في إسرائيل.
ويأتي ذلك في وقت قالت فيه منظمة التحرير ومعها السلطة الفلسطينية إن
عملية السلام باتت تفتقد للشريك الإسرائيلي منذ دخول المفاوضات السلمية في
حالة الجمود منذ أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010 حتى يومنا هذا.
واعتبرت السلطة الفلسطينية في الوقت نفسه أن الحرب
الأخيرة على قطاع غزة، وتكثيف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية،
والقدس الشرقية، وقمع الحراك الشعبي الفلسطيني المناهض للجدار والاستيطان،
ما هي إلا جزء لا يتجزأ من الحملات الدعائية الانتخابية الإسرائيلية، بحسب
الوصف الفلسطيني.
تجمد المفاوضات أفقد الفلسطينيين الثقة في إسرائيل
وقالت د. حنان عشراوي عضوة اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير الفلسطينية لبي بي سي "كل الخطوات العدوانية الإسرائيلية
الأخيرة كانت تهدف لنسف أفق العملية السلمية، وتبدد أمل إقامة دولة
فلسطينية مترابطة جغرافيا وقابلة للحياة. إسرائيل لا تكتفي بالتهديد اللفظي
فقط، بل تترجم تهديداتها بخطوات تفرض واقعا على الأرض، يهدف لتبديد مساعي
السلام".
وكان عدد من الشخصيات في حركة فتح ومنظمة التحرير
الفلسطينية قد أشاروا إلى أن الجانب الفلسطيني يدرس كافة الخيارات للتعامل
مع الخارطة السياسية الإسرائيلية الجديدة، بما في ذلك أفق عملية السلام في
الشرق الأوسط.
وأكدت الأوساط الرسمية الفلسطينية أن فرص استئناف
المفاوضات السلمية الثنائية باتت شبه معدومة في ظل التوقعات الفلسطينية لأن
تفرز الانتخابات الإسرائيلية حكومة يمينية أكثر تطرفا، بحسب الوصف
الفلسطيني.
"حماية الحق الفلسطيني" تمحورت المطالب الفلسطينية، أمام الانتخابات
الإسرائيلية الجارية، حول أهمية توفير شبكة أمان عربية وإسلامية لحماية
الحقوق الفلسطينية مما وصفته حركة حماس في قطاع غزة، بالمخططات الإسرائيلية
الهادفة لتضييق الحصار وتثبيت دعائم سياسات الاستيطان ومصادرة ما تبقى من
الأراضي الفلسطينية.
وقال فوزي برهوم الناطق بلسان حركة حماس في غزة
لبي بي سي "أي حكومة إسرائيلية لن تغير سياسة إسرائيل الخارجية المبنية على
أساس الحصار والاستيطان وتدمير الهوية الفلسطينية، إن كان في غزة أم في
الضفة الغربية والقدس".
وأضاف برهوم "أمام هذه السياسة الإسرائيلية علينا
لملمة البيت الداخلي الفلسطيني وإنجاز المصالحة الفلسطينية والتمسك
بالمقاومة كنهج لإنهاء الاحتلال ودحره عن أرضنا، ويجب توفير شبكة أمان
عربية وإسلامية لحماية الحقوق الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي وكافة
مفرداته".
تشاؤم فلسطيني وسيطر التشاؤم على نظرة الشارع الفلسطيني لنتائج
الانتخابات الإسرائيلية، ولم يبد الفلسطينيون مكترثين كثيرا لما يدور في
الشارع الاسرائيلي معتبرين أن أي تغيير في الوجوه في الحكومة الاسرائيلية
المقبلة لن يجلب أي جديد بالنسبة للواقع الذي تعيشه المدن الفلسطينية في ظل
الاحتلال , على حد التعبير الفلسطيني .
وقال أحد الفلسطينيين الذي قابلناه لبي بي سي "لا
يهمني من سيربح أو سيخسر في هذه الانتخابات، فكلهم وجوه لنفس العملة
الاحتلالية، سياسة إسرائيل ورغم تعاقب الحكومات منذ أكثر من أربعة وستين
عاما لا تجلب لنا إلا مزيدا من الاستيطان والاحتلال والقتل والاعتقال
لأبنائنا".
وقال لنا فلسطيني آخر "آن الأوان لنا كفلسطينيين
أن نوحد صفوفنا ونعتمد على قوتنا الداخلية لأن أي انتخابات إسرائيلية لن
تجلب إلا من يلبي مطالب الشارع الإسرائيلي الذي ينادي بالمزيد من الاستيطان
والقمع للفلسطينيين وتضييق الخناق علينا أكثر فأكثر".
وتعالت الأصوات في الضفة الغربية وقطاع غزة
لمطالبة حركتي فتح وحماس لإنهاء عملية المصالحة الفلسطينية بالتطبيق الفوري
لبنود اتفاقات الدوحة والقاهرة الأخيرة التي من شأنها أن تطوي ملف
الانقسام وتحقق الوحدة الداخلية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.