قسوة الآباء تترك آثارها السلبية على الأبناء

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


ما يزال قلب العشرينية علا عبد الكريم لا يعرف معنى وطعم الحب للأب، نتيجة أسلوبه القاسي معها ومع أخوتها الثلاث.

وتؤكد علا التي لم تستطع إكمال دراستها الجامعية بسبب ظلم والدها قائلة "منذ أن وعينا على الدنيا أنا وإخوتي الثلاث، ونحن نشاهد والدي يعامل أمي بقسوة ونحن أيضا، ولا يناديها إلا بألفاظ مهينة كما أنه بخيل ومدخِن بشراهة، ولا يخرجنا من البيت إلا إلى بيوت أعمامي وجدتي التي لم نلمس فيها الحنان، حيث كانت تعامل أمي كالخادمة، لأنَّها غير موظَفة، وعندما كنا نحاول الدِفاع عن والدتنا، كان أبي يضربنا لدرجة أننا لم نستطع الذَهاب للمدرسة من آثار الضرب".

وتضيف "أنهيت الثانوية العامة بنفسية مدمرة جدا، ولم أستطع التسجيل في الجامعة، لأن معدلي ضئيل، وإخوتي ما يزالون في المدارس بوتيرة حياتي نفسها، كل منا يحمل في قلبه كرها لأبي، بسبب سوء طباعه ومعاملته".
المعاناة التي مرت بها علا خلال تلك السنوات، يعانيها الطفل عون عادل الذي يبلغ من العمر سبعة أعوام، إذ يقول "لا أشعر بأن هذا الشخص أب، فأنا لا أجد الحنان عنده، فهو دائم الصراخ والشتم لنا ولأمنا، ويدعو علينا بدلا من أن يدعو لنا".

المرشدة النفسية في إحدى المدارس الخاصة رهام فريد تشير إلى أن هناك أطفالا لديها في المدرسة يشكون ظلم الأب وقسوة الأم وكثرة المشاكل، وقلة الحنان والعطف، وأن ما يقام في المنزل فقط الواجبات من دون الشعور بأنهم أسرة واحدة.
وتوضح أن درجة الإحساس بالأذى النفسي لهذا الجيل، قد اختلفت عن أطفال ما قبل 20 عاما على الأقل، لاختلاف ظروف الحياة وزيادة مستوى الرفاة الاجتماعي، وإطلاع الأولاد على ثقافات شعوب أخرى من خلال طرق التواصل الاجتماعي والديجيتال والإنترنت وغيرها.

فالأذى النفسي، كما تقول فريد، بقي تحت مسمى أذى وله تأثيره في النفس البشرية، في أي درجة كانت، مبينة أن العنف القائم على الأطفال لا يمر مرور الكرام، ولا يكون لحظات وانتهت، وإنما يخلف وراءه آثارا نفسية كبيرة وشرخا في العلاقة العاطفية بين الطفل ومن آذاه، وتزداد سعة هذا الشرخ كلما كان الشخص أكثر قربا من الطفل، فلا يجدر بالأهل أن يحاسبوا الأبناء على عقوق هم الأساس به.

وممارسة العنف ضد الأبناء في رأي التربوي د. محمد أبو السعود، يخلق شخصية محطمة، ضعيفة، وسواسة، متهجسة، وتفتقر للمشاعر وتعاني من الفراغ العاطفي، موضحا "فعلى الأهل أن لا يستغربون من أن هناك أطفالا أو حتى كبارا غير موهوبين وبعيدين عن العمل الجماعي، ويعانون من ضعف القدرة على التكيف الاجتماعي ويشعرون بالخوف في كثير من المواقف الطبيعية، وبالخجل في مواقف أخرى".

ويذهب أبو السعود إلى أن هناك أهالي تئد شخصية الطفل في صغره بالعنف الجسدي والنفسي، فيصبح رجلا خاليا من المشاعر، منوها إلى أنه كلما زاد مستوى الإيذاء النفسي زاد مستوى الانحطاط السلوكي للطفل في كبره، فيتجه نحو الإدمان والسرقة والشذوذ وغيرها، بالإضافة لأمراض أخرى يمكن أن تظهر مثل؛ القلق، والتوتر، والوسواس القهري وغيرها.

في حين يبين اختصاصي علم النفس د. أنس أبو زناد بأن الأهالي القاسين على أولادهم ينقسمون لقسمين منهم لأجل الحماية الزائدة على الأبناء، حيث يضع الوالد قوانين على الأبناء، وخاصة الذكور، بنظام خروج والعودة إلى المنزل وعندما يخالف الابن القوانين يتم حدوث مشكلة ويتم استخدام القسوة مع الابن.
أما القسم الآخر، وفق أبو زناد، فهم الأهل الذين يطبقون على أبنائهم أساليب التربية ذاتها التي تلقوها من قبل ذويهم قديما، لاعتقادهم بأن تربية الأجداد هي الصحيحية، منوها إلى أن هذا خطأ فادح يقع فيه الأهل.

وبرأي اختصاصي علم الاجتماع يبين د. محمد جريبيع بأن ظلم الوالد وإهماله لمشاعر من حوله، أمر سيىء جدا، ربما يقود لكارثة إنسانية، سواء على أبنائه أو على الزوجة، لأن فقدان الحنان الأبوي لا يمكن أن يعوِضه شيء، والحرمان العاطفي سيخلق أسرة مفككة وغير منتجة، وربما منحرفة لا قدر الله.
ومن الوارد جدا، كما يقول، بأن يكون الأبناء عاقين في الأهل القاسين، موضحا "فمن فقد الحنان أو من لم يعرفه فكيف يعطيه لغيره، وستكون هناك آثار نفسية جسيمة تعود على الأهالي عند الكبر، وعلى المجتمع أجمع".
ويؤكد بأن قسوة الأباء لا تبرر عقوق الوالدين فهي من الأمور المحرمة ومن الكبائر عند الله، وعلى الأبناء دائما طاعة الوالدين في الخير ومرضاة الله.

ويشير أبو السعود إلى مجموعة من الأساليب التي توثق الألفة بين الأب وابنه أو الأم وابنها وتنشر المحبة في البيت ومنها؛ العدل المطلق بين الأبناء، وتقبيل الأبناء وحضنهم والاقتراب الجسدي منهم، الاعتدال في العقوبة، الاعتدال في الإنفاق، الحنان الأسري والإشباع العاطفي، فتح باب الحوار وخاصة مع الشباب من أبنائنا، والإجابة عن استفساراتهم بكل تعقل وشمول، احترام مشاعرهم بكل مراحلهم العمرية، التقرب منهم والتودد إليهم وملاطفتهم واللعب معهم، واحترام علاقاتهم وصداقاتهم وتوجيههم، والابتعاد عن الاستخفاف والاستهزاء بهم وتكلمة محظورة ... تم الحذف هم.

_______________________________________________

الله يهدي كل الآباء..

موضوع مميز'
تسلم الايادي "

الله يعطيكي الف عافية
انتظار كل جديدي

صحيح
شكرااا لهذا الاطراء العطر
والاعجاب محط تقديري واعتزازي

موضوع جميييل

شكرا لكم

ودي واحترامي

جزاكِ الله كل خير عالأنتقاء الرائع
بصراحة أنا عاجزة تماما"
بماذا اكتب لمواضيعكِ
الشيقة والتي لا استطيع ان امر عليها مرور الكرام
لروعتها وجمالها هكذا كان موضوعكِ