بائعة مناديل ورقية

إسمها ندى
بائعة مناديل ورقية
تفترش الأرض أمام أحد المولات الضخمه ، تبيع المناديل ، ذات تسعٍ أو لا تتجاوز العشر سنوات
فصيحة ، مُتزنة ، عفيفة النفس ، عاقلة كأنها ذات ثلاثين
كلما ضاقت بى الحياة ، ذهبت أفترش الأرض بجانبها ، وأحكِ لها ضائقتى
إلا هذه المرة
كان ما أمر به ثقيل ، حد البكاء
- مالك بس مش كتير بشوفك بالوش ده
- والله يا ندا الدنيا ضاقت بى جدا ، ثم بكيت
- طيب بس استهدى بالله ، قوم نتمشى شويه ،، تعرف أنا نفسى أخش البتاع ده ( وأشارت إلى المول ) بس بتوع الأمن مش بيوافقوا ، شوف شغاله جانبه بقالى قد ايه ونفسى اخشه ومش عارفه .
هدأتُ قليلًا ، فالناس يتخطفوننى بنظراتهم ما بين متسائل عن ذى الوجاهة مُجالسُ السوقة وبين مشمئزٍ لا يعرف سبب إشمئزازه ، ثم قلت وأنا أنهض : قومى أدخلك المول يا ندا
- مش هيوافقوا
- قومى ملكيش دعوه أنا هاتصرف
- طيب خد حط المناديل فى شنطتك ، ولا أقولك ملهاش لزمه كده كده هما عارفين حتى لو عملت فيها طه ( فى إشاره لفيلم محمد هنيدى )
فعلا إعترضونا على البوابه ، وبعد خلاف شديد بينى وبينهم أقنعتهم أنى أريد شراء ملابس لها وأنى لا أعرف المقاس ، وأن من حقها كإنسان أن تدخل إلى المول ، وبالفعل دخلنا
بعد جولة فيه
وانبهاراتها التى لم تفارق خيالى
حتى إمرارها كفها الصغير على بعض الكراسى ، والأعمدة ، تعلقها برقة بسياج تنظر تحته ، تعلق عينيها بالمكان الذى يلعب فيه الأطفال ، كل شيئ يحكى قصة عُمق فى عيونها ، وكل عمق يحكى أشياء لا تُحكى
أكلنا
وشربنا
وأفضتُ إليها عبراتى ، و و و
ثم طلَبتْ أن تعود إلى مكانها
فلما عدنا وافترشنا الأرض ، بدأت تتكلم بما لم تتكلم به من قبل
- بص عايزه أقولك حاجه ، بقى أنت زعلان ومتضايق وشايل الهم علشان الهبل اللى انت حكيتهولى جوه ده ، أنا مقدره اللى انت فيه مش بقلل منه ، بس عايزاك تعرف إنك بتروح تلاقى امك واقفه بتعملك الأكل وبتلاقى ابوك هو اللى اشتغل وجابلك الاكل اللى امك بتعمله ، إنت بتلاقى امك مش مصابه بالسرطان زى أمى ، مش بتفكر فى ثمن الكيماوى اللى لازم توفره من بيع المناديل ، أبوك سليم مش مشلول زى ابويا ، يعنى لما بتبقى عايز تقضى مصلحه بيقضيهالك ، إنت بيتك فيه حاجات كتير غيرك يتمنى نصفها ، إنت لابس لبس ومعاك موبايل غيرك بيتمنى بس يتفرج عليهم من بعيد ، فاكر لما كنت بتقولى إنك لما كنت بتشوف حد مهموم كنت بتقوله يروح يقعد شويه قدام القصر العينى الإستقبال ويتفرج على نعم ربنا اللى ربنا رزقه بيها ، أنا بقولك دلوقتى روح أقعد هناك ، عايزه اقولك استرجل ، بطل اللى انت فيه ده ، حس باللى أقل منك علشان تعرف ان انت ربنا مديك نعم كتير ، قوم امشى دلوقتى مش قادره اتكلم معاك ، ورب الكعبه زعلانه منك جدا ومكنتش متصوراك كده أبدا ، إنشف شويه ده انت مشوفتش هم ، ده انت متعرفش يعنى ايه تنام بالأسبوع من غير عشا علشان توفر فلوس علاج أهلك ، إنت متعرفش ولا عمرك هتعرف قد إيه الأسفلت بيعلم فى جسم الغلابه علشان ميسرقوش ، قوم امشى ومتجيليش بالمنظر ده تانى ،،، ثم بكت .
أنا فى حياتى ما رقق قلبى أحدٌ كهذه
ما اقتحم أحدٌ شغاف قلبى كهذه
ما قتلنى حديثٌ كما مزقنى حديث ذات التسع صاحبة الكف الرقيق الذى خشُن فى غير حينه
للفقراء أحوال
لهم قلوب عجيبة
نحن فى غفلة
اللهم تُب علينا لنتوب
اللهم أسدل علينا سترك ، واحفظنا بحفظك
القصة حدثت منذ زمن ليس بالبعيد ، وما ذكرنى بها هى زيارتى لها أمس لما نزلت بى نازلة
ذهبتُ أغسلُ قلبى عندها ، وأظنها غسلته لى

رووووووووووووعه

يعطيك العافيه

سلمت الايادي الحلوين

تسلمي

قصة رائعة تسلم الايادي الغالية
الله لايحرمنا جديدك وابداعك,,
كل الشكر لك

تسسلمي على القصة الحووة

أسعدني مروركم

ـآلله ـآلله عليك كلمآت ـآخرجت كآلذهب ..~
وبروعتك رصعتهآ بآلألمآس لتكون ـآجمل وـآرقى ..~
كم ـآنت رـآئع فأنت تحمل سآحة إبدـآع لآيوصف ..~
ـآمير بذوقك رـآقيه بإختيآرك متميز بطروحك ..~
حروفي جميعهآ تبعثرت خجلاً من ـآن ـآسطرهآ ـآمآمك ..~
بحق ـآنتي كآلبحر ـآلجآري يحمل ـآلكثير من معآني ـآلرقي وـآلتميز ..~
وـآنآ ـآشكرك على ذوقك ـآلرفيع وكلمآتك ـآلنآدرهـ ..~
دمت بطآعة ـآلرحمن وـآدـآمك ـآلله مع من تحب ..~
لكـ ودي وبسآتين وردي ..~

» قصة بائعة اللبن .. راااائعة
» اغنية الانمي بائعة الكبريت