لويجي بيرانديلو .شخصيات إسلامية

لويجي بيرانديلو .شخصيات إسلامية.شخصيات تاريخية.شخصيات أدبية.المكتبة الأدبية العالمية













ولم تنته هذه الهموم إلا بوفاته، اما انتونيتا فقد عاشت معه ربع قرن وكانت حالتها العصبية مصدر قلق دائم في حياته، حتى اصيبت بانهيار عصبي بعد ولادة ابنهما الثالث فاوستو وضياع استثمارات عائلتيهما في انهيار احد المناجم، ولم يكن امامها إلا الدخول الى مصح في روما في عام 1919 بقيت فيه اربعين عاما حتى وفاتها عام 1959.
حياته المبكّره :
عاش بيرانديلو طفولته في بيت ريفي كانت الاسرة تحتمي به هربا من وباء الكوليرا الذي كان منتشراً في مدن صقلية وبعد انهاء دراسته في بلدتي جيرجنتي وباليرمو توجه لمتابعة دراسته الجامعية في روما، اولا ثم توجه الى بون ثانيا، وحينما عاد الى صقلية اقترح عليه والده ان يتزوج ابنة شريكه في احد المناجم وتدعى انتونيتا وقد تلقت تعليمها لدى الراهبات وتم الزواج بسهولة، وعاشا في البيت الريفي، في حالة من الضيق والتوتر، ازدادت فيها مطالب الزوجة وتصاعدت حالتها العصبية حتى قادتها الى المصح، بينما كان بيرانديلو الموظف في ديوان جامعة روما بشكل مؤقت يضطر الى ممارسة عمل اضافي هو تدريس اللغة الايطالية للاجانب.
كانت انتونيتا قد استسلمت لجنون الغيرة التي ورثتها عن ابيها الذي تسبب في وفاة امها، حينما رفض ان يعالجها الطبيب لانه رجل، واتهمت انتونيتا زوجها بعلاقات وهمية من صنع خيالها، على الرغم من مشاعر الود والتضحية، فكانت تراقب كل تحركاته وتختبيء وراء الاشجار ترصد ما يدور حوله في جامعة روما، وطلبت منه الافتراق، ولكنه كان يرفض تركها وهي في مثل هذا الوضع الخطير الذي انتهى بها الى المصح، بعد ان اخذت اولادها الثلاثة وعادت الى صقلية.
أعماله المسرحية :
وضع بيرانديلو نفسه في عزلة وصمت تامين ليمنع نفسه من تنفيذ فكرة الانتحار التي كانت تراوده بين حين وآخر، وانعكست مأساة انتونيتا على اعماله فكتب على لسان احدى الشخصيات في مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» ان بيتي اصبح خواء بعد رحيلها فقد كانت تملؤه بوجودها مع انها كانت كابوسا.
مرت سنوات طويلة كتب بيرانديلو اشهر مسرحياته والتقى بالممثلة مارتا آبا التي لعبت دوراً كبيراً في تخفيف آلام الماضي، ولكن بيرانديلو كان متزوجا اسميا وكانت عواطفه المكبوتة تتنفس من خلال الكتابة.
ولهذا كتب الى مارتا حوالي خمسمئة وستين رسالة في اقل من عشر سنوات، وفي هذه الرسائل تأكيدات متواصلة بأنه لا يستطيع ان يعيش بدونها كما يقول: بدون انفاسك يموت فني فلا تتخلي عني ابدا يا مارتا يا اعز الناس.
كانت مارتا هي الممثلة الاولى في الادوار النسائية في المسرحيات التي عرضت في حياة بيرانديلو وقد اهدى اليها مسرحيته الشهيرة «ديانا والمثال» التي ظهرت عام 1927 وتشير الحالة الخاصة التي كان يعيشها بيرانديلو وشهادات اصدقائه المقربين انه كان يعيش نوعا من الحب المثالي لامرأة تتغير صورتها وتأخذ اشكالا مختلفة في اعماله المسرحية.
اي حالة تلك التي تدفع كاتبا يقترب من عامه الستين يكتب كل تلك الرسائل دون امل في الوصل الدائم بينما كانت مارتا شابة جميلة موهوبة ليس لها اية ارتباطات عاطفية، وقد شهدتها عبقرية بيرانديلو وشهرته التي ارتبطت بجائزة نوبل من جهة والاعمال التي قدمت اهم الادوار فيها على المسرح وحفظت في ذاكرتها اهم حوارتها الساخنة.
كتب بيرانديلو في احدى رسائله الى مارتا يقول: اكتبي لي.. يا حياتي.. فإن حياتي يجب ان تكون وتستمر من خلالك، واذا استمرت حياتي فإنها رهينة بك وهدية لك، مع انني لم امنحك شيئا يذكر وسوف ارحل واختفى أو ربما سأعيش بطريقة اخرى، بينما تستمر حياتك انت مع انني لم اعد موجودا ابدا.
تقول باولا ماسينو احدى صديقات مارتا آبا: ان بيرانديلو احب مارتا ولكن بطريقته الخاصة، وربما سبب لها ذلك بعض العذاب.
اما مارتا فإنها كانت تسمى بيرانديلو «المايسترو» وهو الذي قال عنها: ان مارتا ستظل عذراء حتى تتزوج وحينما توفي يائسا في عام 1936 حزنت عليه مارتا كثيرا، وعاشت في زمن آخر، ولم يكن بيرانديلو اول الكتاب المولعين بالممثلة الاولى أو الاخيرة في اعماله المسرحية.

يعطيك العافيه يارب 
 

شكرا على المشاركه الرائعه

تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

الله يعطيك العافيه ياغالي مشكور