الواحد الموحد

موضوع: الواحد الموحد الخميس يناير 15, 2015 10:05 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الدين هو طريقة العيش حسب تشريعات الرب ، وقد وحد الله طريقة العيش لعبيده حتى لا تتضارب امور المؤمنين ، بما في ذلك امور دنياهم
فقد جعل الله تلك الامور الدنيويةِ موحدةً في العلوم ، ومثال ذلك أُسس علوم الهندسة المعمارية ، لا تختلف بين البلدان ، و لا طريقة الزرع كذلك ، او غيرها من امور أُخرى
حتى حينما يجتهدون او يتجادلون اهل العلم لاثبات صحة وجهة نظرهم او لالزام الخصم بما لديهم ، فإن ذلك سيكون سعياً لتوحيد ما اراده الله لهم ، فنجدهم لا يستطيعون ان يخرجون في جدالهم ، من امور قد قدرها الله لهم ، وبأيديهم كحيثيات قد توحدت بالماضي ، وقد وضعوها على طاولتهم بين ايديهم ليتناولونها فيما بينهم ، وذلك لاستحداث امر مبتكر في شأنهم مثلاً ، او امرهم المجتمعين عليه
ولنفترض صنع مصباح كبير ليضيئ حي بكامله على سبيل المثال لا الحصر ، في حين يكون اساس المصباح العادي قد توحد بالماضي - مثل لمبة الغرفة حالياً - وكذلك علوم الكهرباء موحدة ، والتي سيزيدون من مقدار قوة الواط فيها ليكتمل انجاز الابتكار للمصباح العملاق
ولكن لكل منهم طريقه في الشكل الهندسي للمصباح الكبير الذي يريدون ابتكاره ، وماهي قوة الكهرباء المناسبة له على سبيل المثال ، فيحاول كل واحد اثبات صحة وجهة نظره والزام الآخر بها على انها الافضل نتيجةً
وغيرها الكثير الكثير من الامور قد تركها الله للناس لاجل ان توحدها بطرقهم واجتهاداتهم المختلفة ، وهذا مما يدل عليه انه الواحد سبحانه و لا يرضى بغير التوحيد لتسيير الامور على خير مايرام بين الناس
كما ومن المعلوم بأن الشيء لا يتم انجازه لمختلف الناس الا ان توحدت طرق اعداده فيما بين الناس ، وليس من المعقول ان نبلط البحر كيفما نبلط الارض او ان نزرع بصل بالهواء كيفما نزرعه بالارض ، فلن ننجز ولن نجني شيء حينها ان اختلفت الطرق الاساسية لاعداد او خلق هدف معين
وحتى لو لاحظنا سورة المجادلة : سنجد ان كل آياتها قد احتوت على لفظ الجلالة .. اي اننا مهما اجتهدنا وتجادلنا ، فسوف نكون ملزمين بما قد قدره الله لنا من قبل ومن بعد ، فلسوف نتناقش بما هو موحد او قد توحد امر صنعته بالماضي - لمبة غرفه عاديه - لنُنجز مبتكر موحد - كشاف عملاق جديد - ويقلدنا من بعدنا الناس في صنعته وبنفس طريقتنا ، فتتوحد طريقة الانتاج .. إذاً النتيجة هي ، من مُوَحَدْ : لمبه .. الى مُوَحَدْ : كشاف
وهذا هو نطاق تحركاتنا في كل الامور ومن خلالها لا غير : من امر مُوَحَدْ مسبقاً - ونتخلل بامور موحده - الى مُوَحَدْ آخر
فسبحان المُوَحِد الواحد الديان والمهيمن على كل شارده ووارده في كونه لتتوحد وتسير كيفما يشاء هو لا غيره .. فتدل على وحدانيته ، والذي لا يرضى بغير التوحيد وسُبل التوحيد ان تتم له في كونه وسماءه