وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

إن النصر مع الصبر
للصبر عند المؤمن معنى و مبنى ؛ ففي المعنى تجد حسن التوكل و الاخذ بكل سبب ، و في المبنى ؛ الثقة بخير ختام الوفاء الجزيل من الله . فالصبر عِزٌّ وأمل ،
ونماذج الصابرين في الإسلام عديدة ، وما تزال الأمة – هنا و هناك – تتحلى بالصبر والثبات ، والتضحية ، و هذا كتاب الله يقرع القلوب و الىذان : يُبَشِّر الصابرين بالنصر بالحياة الدنيا طالما صبروا و احتسبوا ، فضلا عن خير الجزاء في الآخرة ، و إن نصر الله لآت ؛ ولو كره الكافرون و من والاهم .
يقول تعالى : في بيان التمييز بين المؤمن من المنافق ، والصادق والكاذب ، يقول : ” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ” [العنكبوت: 2, 3], ويقول : “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ” [محمد: 31].
والصبر باب العِزَّة والكرامة ، و هو ينقل الإنسان من الضعف إلى القوة .. يقول تعالى : ” وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ” [السجدة: 24], فلعل ما يحدث في فلسطين أكبر شاهد – إن كانوا صادقين – نعم هو قلة مستضعفون محاصرون ، لكن لابد ان يكونوا مجاهدين لغعلاء كلمة الحق و الدين ، و نتمنى ان يكونوا كذك . يقول تعالى : “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ” [القصص: 5].
وللصبر اثر كبير في إبطال كيد العدو ؛؛ يقول تعالى: “إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ” [آل عمران: 120].
الصبر نصف الإيمان ؛ فهو فرض على العبد المؤمن الحق ؛؛ حيث أن الابتلاء سُنَّة الله في عبادة ، سنة لا تتبدل و لا تتحول . يقول تعالى : “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ” [العنكبوت: 2] ، وقال جل شانه : ” إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ “
و مسك الختام أن نذكر بحسن الجزاء و جميل الختام و مسك العاقبة .يقول الله تعالى : “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” [الزمر: 10] .
يقول النبي ( ص ) : “عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ . إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ . وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ . إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ . وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ”.
و يقول ( ص ) : ” إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ” .
اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين لقاء رضاك ثم الجنة ، و لا تحرمنا العون و السند ، و العطاء و المدد يا من عليه المعتمد .. آآآآآآمين