سورة النور
وسورة النور من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية، وتعني بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق، وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفراداً وجماعات، وقد اشتملت هذه السورة على أحكام مهمة، وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى لبناء المجتمع الأكبر ..
الحمد لله نور السماوات والأرض، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا [url=#]
شريك[/url] له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: النور صفة من صفات الرحمن، وهو اسم سورة في كتاب الله الك45ريم، هي سورة النور، السورة الرابعة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها أربع وستون آية.
وسورة النور من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية، وتعني بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق، وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفراداً وجماعات، وقد اشتملت هذه السورة على أحكام مهمة، وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى لبناء المجتمع الأكبر.
وسميت سورة النور لما فيها من إشعاعات النور الرباني بتشريع الأحكام والآداب، والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله على عباده، وفيض من فيوضات رحمته وجوده، قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [النور:35].
قال الطبري -رحمه الله-: أي هادي أهل السماوات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من حيرة الضلال يعتصمون، وهذا قول ابن عباس -رضي الله عنهما-، ومجاهد؛ وقال ابن عطاء الله: الكون كله ظلمة أناره ظهور الحق فيه، إذ لولا وجود الله ما وجد شيء من العالم.
وفي الحديث: "اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض"، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض نور وجهه. وقال ابن القيم -رحمه الله-: سمَّى الله -سبحانه وتعالى- نفسه نوراً، وجعل كتابه نوراً، ورسوله نوراً، واحتجب عن خلقه بالنور.
وقد فسرت الآية بأنه منور السماوات والأرض، وهادي أهل السماوات والأرض، وما قاله ابن مسعود أقرب إلى تفسير الآية من قول مَن فسَّرَها بأنه هادي السماوات والأرض، وأما من فسرها بأنه مُنَوِّرُ السماوات والأرض فلا تنافٍ بينه وبين قول ابن مسعود.
(مَثَلُ نُورِهِ) [35]، أي: مثل نور الله سبحانه في قلب عبده المؤمن، (كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ): أي ككوة في الحائط لا منفذ لها، ليكون أجمع للضوء، وُضع فيها سراجٌ ثاقبٌ ساطعٌ، (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ)، أي: في قنديل من الزجاج الصافي، (الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)، أي: تشبه الكوكب الدُّرِّي، أي: مثل الدر في صفاتها وحسنها، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)، أي: تشعل ذلك المصباح من زيت شجرة مباركة.
(زَيْتُونَةٍ)، أي: هي من شجرة الزيتون الذي خصه الله بمنافع عديدة، (لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)، أي: ليست في جهة الشرق ولا في جهة الغرب، وإنما هي في صحراء منكشفة تصيبها الشمس طول النهار؛ لتكون ثمرتها أنضج، وزيتها أصفى. قال ابن عباس -رضي الله عنهما- هي شجرة بالصحراء، لا يظلها شجر ولا جبل ولا كهف، ولا يواريها شيء، وهو أجود لزيتها.
(يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ)، مبالغة في وصف الزيت وحسنه وجودته، أي يكاد زيت هذه الزيتونة يضيء من صفاته وحسن ضيائه ولو لم تمسه النار، فكيف إذا مسته؟ (نُورٌ عَلَى نُورٍ) أي نُورٌ فوق نورٍ، فقد اجتمع نور السراج، وحسن الزجاجة، وصفاء الزيت، فاكتمل النور الممثل به، (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)، أي: يوفق الله لاتِّباع نوره، وهو القرآن، من يشاء من عباده.
(وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ)، أي: يبين لهم الأمثال تقريباً لإفهامهم ليعتبروا ويتعظوا بما فيها من الأسرار والحكم، (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [35]، أي: هو سبحانه واسع العلم، لا يخفى عليه شيء من أمر الخَلْق، وفيه وعد ووعيد.
ثم لما ذكر الله تعالى هدايته لمن يشاء من عباده ذكر مواطن هذه العبادة وأماكنها وهي المساجد أحب البقاع إلى الله، فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ) [36]، أي: أمر الله تعالى أن تبني وتشاد على اسمه خاصة، وأن تعظم ويرفع شأنها لتكون منارات للهدى، ومراكز للإشعاع الروحي. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: المساجد بيوت الله في الأرض، تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض.
(وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)، أي: يعبد فيها الله بتوحيده، وذكره، وتلاوة آياته، (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ) [36]، أي: يصلي لله تعالى في هذه المساجد في الصباح والمساء المؤمنون، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة، (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [37]، أي: رجال لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها عن ذكر ربهم، ولا يلهيهم البيع والشراء عن طاعة الله.
قال المفسرون: نزلت هذه الآية في أهل الأسواق من الصحابة -رضوان الله عليهم-، كانوا إذا سمعوا النداء تركوا كل شغل، وبادروا لطاعة الله، (وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، أي: لا تشغلهم الدنيا عن إقامة الصلاة في أوقاتها، ودفع الزكاة للفقراء والمستحقين لها، بحدودها وشروطها، (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [37]، أي: يخافون يوما ً تضطرب من شدة هوله وفزَعه قلوب الناس وأبصارهم.
(لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) [38]، ليكافئهم الله على أعمالهم في الدنيا بأحسن الجزاء، ويجزيهم على الإحسان إحساناً، وعلى الإساءة عفواً وغفراناً، (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)، أي: يتفضل عليهم فوق ذلك الجزاء بالجنة التي توصف بأن فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمِعَتْ، ولا [url=#]
خطر[/url] على قلب بشر، (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [38]، أي: يُعطي من شاء من خلقه عطاء واسعاً بدون حصر ولا عد.
ولما ذكر الله سبحانه حال المؤمن وسعادته ذكر حال الكافر وخسارته، وضرب لذلك مثلين: لعمله ولاعتقاده؛ وتخبطه في الظلمات، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ) [39]، أي: إن أعمال الكفار التي عملوها وظنوها أعمالاً صالحة نافعة لهم في الآخرة كالسراب الذي يرى في القيعان، وهو ما يرى في الفلوات والصحارى من ضوء الشمس في الهجيرة حتى يظهر كأنه ماء يجري على وجه الأرض، (يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً)، أي: يظنه العطشان من بعيد ماء جارياً.
(حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا)، أي: حتى إذا وصل إليه لم يرَ ماء ولا شراباً، وإنما رأى سراباً، فعظُمت حسرتُه، (وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ)، أي: وجد الله له بالمرصاد، فوفاه جزاء عمله، فكذلك الكافر، يحسب أن عمله ينفعه، حتى إذا مات وقدم على ربه لم يجد شيئاً من [url=#]
الأعمال[/url]؛ لأنها ذهبت هباء منثوراً، (وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [39]، أي: يعجِّل الحساب؛ لأنه لا يشغله محاسبة أحد عن أحد.
(أوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ) [40]، هذا المثل الثاني لضلال الكفار، والمعنى أن مثلهم كظلمات متكاثفة في بحر عميق لا يُدرَك قعرُه، (يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)، أي: يغطي ذلك البحر ويعلوه موج متلاطم بعضه فوق بعض، (مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ)، أي: من فوق الموج الثاني سحاب كثيف، (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)، أي: هي ظلمات متكاثفة بعضها فوق بعض.
قال قتادة: الكافر ينقلب في خمس من الظُّلَم: فكلامه ظُلْمَةٌ، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة، إلى النار. (إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) هذا من تتمة التمثيل، أي إذا أخرج ذلك الإنسان الواقع في هذه الظلمات يده لم يقارب رؤيتها؛ فإن ظلمة البحر وظلمة الموج وظلمة السحاب قد تكاثفت حتى حجبت عنه رؤية أقرب شيء إليه من شدة الظلمة، فكذلك الكافر يتخبط في ظلمات الكفر والضلال، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [40]، أي: ومن لم يهده الله للإيمان، وينور قلبه بنور الإسلام، لم يهتد أبد الدهر.
ولما وصف الله سبحانه أنوار وظلمات الجاهلين أتبع ذلك بدليل التوحيد فقال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [41]، أي: ألم تعلم يا محمد أن الله العظيم يسبِّح له كل مَن في الكون، ويُنَزِّهُهُ ويقدِّسُهُ ساكنوها؟ (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ)، أي: والطير باسطات أجنحتهن حال الطيران تسبح ربها وتعبده كذلك بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه الله تعالى، (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)، أي: كل من الملائكة والإنس والجن والطير قد أُرْشِدَ وهُدِيَ إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله وما كُلِّف به من التسبيح، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [41]، أي: لا تخفى عليه طاعتهم ولا تسبيحهم.
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [42]، أي: هو المالك المتصرف في الكون، وإليه مرجع الخلائق فيجازيهم على أعمالهم، ثم أشار الله تعالى إلى ظاهرة كونية تدل على قدرته ووحدانيته.
فقال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا) [43]، أي: يوجد بقدرته السحاب حيث يشاء، (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ)، أي: يجمعه بعد تفرُّقِهِ، (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا)، أي: يجعله كثيفاً متراكباً بعضه فوق بعض، (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ)، أي: وينزل من السحاب الذي هو كأمثال الجبال برَداً، (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ)، أي: فيصيب بذلك البرَد من شاء من العباد فيضره في زرعه وثمرته وماشيته، (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ)، أي: ويدفعه عمن يشاء فلا يضره، (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [43]، أي: يقرب ضوء برق السحاب أن يخطف أبصار الناظرين من شدة إضاءته وقوة لمعانه.
(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [44]، أي: يتصرف فيهما بالطول والقصر، والظلمة والنور، إن في كل ما تقدم لعِظَةً وعبرةً لذوي البصائر المستنيرة.
عباد الله: هذا جزء من معاني آيات معدودة من سورة النور، نفعنا الله بها وبهدي كتابه الكريم، وسنة خاتم المرسلين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله: في الخطبة الأولى لم نوضح إلا معاني آيات من سورة النور التي آياتها أربع وستون آية، وهي سورة عظيمة كغيرها من سور القرآن الكريم، وسنعطي عنها فكرة مختصرة:
فقد أوضحت السورة الآداب الاجتماعية التي يجب أن يتمسك بها المؤمنون في حياتهم الخاصة والعامة، كالاستئذان عند دخول البيوت، وغض الأبصار، وحفظ الفروج، وحرمة اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وبينت السورة مَن هم الرجال الذين يجوز للمرأة أن لا تتحجب عنهم وأن تبدي زينتها أمامهم، وهم المحارم، أو مَن لا خوف عليها منهم.
كما أوضحت لسورة ما ينبغي أن تكون عليه الأسرة المسلمة والبيت المسلم من العفاف والستر، والنزاهة والطهر، والاستقامة على شريعة الله؛ صيانة لحرمتها، وحفاظاً عليها من عوامل التفكك الداخلي، والانهيار الخلقي الذي يهدم الأمم والشعوب.
وقد عالجت السورة ناحية من أخطر النواحي الاجتماعية هي مسألة الأسرة، وما يخصها من مخاطر، وما يعترض طريقها من عقبات ومشاكل تؤدي إلى الانهيار، ثم الدمار، هذا عدا ما فيها من آداب سامية، وحكم عالية، وتوجيهات رشيدة إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة، ولهذا كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة يقول لهم: علِّموا نساءَكم سورة النور.
وأوضحت السورة بعض الحدود الشرعية التي فرضها الله كحد الزنا، وحد القذف، وحد اللعان، وذلك في الآيات الأولى منها، وكل هذه الحدود إنما شرعت تطهيراً للمجتمع من الفساد والفوضى، واختلاط الأنساب، والانحلال الخلقي؛ وحفظاً للأمة من عوامل التردي في بؤرة الإباحية والفساد التي تسبب ضياع الأنساب، وذهاب العرض والشرف.
وفي أول آية من السورة قال الله تعالى: (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [1]، أي: هذه السورة سورة النور عظيمة الشأن، من جوامع سور القرآن، أوحينا بها إليك يا محمد، وأوحينا ما فيها من الأحكام إيجاباً قطعياً، وأنزلنا فيها آيات تشريعية واضحات الدلالة على أحكامها؛ لتكون لكم أيها المؤمنون قبسا ونبراساً لتعتبروا وتتعظوا بهذه الأحكام، وتعملوا بها.
وجاء في ثنايا السورة (قصة الإفك) التي اتهمت فهيا العفيفة البريئة الطاهرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما افترى عليها من الكذب والبهتان، ومَن تولى ذلك وأشاعه بين الناس، وماذا كان الواجب على المؤمنين عندما سمعوا حادثة الإفك، وكيف برأ الله سبحانه أم المؤمنين عائشة مما افترى عليها؛ وفي السورة أحكام عظيمة كل مسلم بأشد الحاجة إلى معرفتها.
آمل من كل منكم أن يقرأها ويقرأ تفسيرها لتتَّضح له عظمتها، وليعمل بها إن شاء الله تعالى، وأسأل الله أن ينور بصائرنا بهذه السورة الكريمة وبالقرآن العظيم، وبسنة خاتم المرسلين، وأن يجعلنا هداة مهتدين، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصَلُّوا وسلِّموا عباد الله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.