ما هو الاكتئاب ؟الاكتئاب كمرض وجدانى يختلف تماماً عن حالات الضيق التى يعانى منها كل الناس من وقت لآخر ... إن الإحساس الوقتى بالحزن هو جزء طبيعى من الحياة ... أما مرض الاكتئاب فإن الإحساس بالحزن لا يتناسب مطلقاً مع أى مؤثر خارجي يتعرض له المريض .
وهناك أشياء ومواقف فى حياة كل منا من الممكن أن تسبب له بعض الحزن ولكن الأفراد الأصحاء يستطيعون التعامل مع هذه الأحاسيس بحيث لا تعيق حياتهم .
وكما يتوقع البعض فإن العرض الرئيسى للاكتئاب هو الشعور بالحزن . ولكن الحزن ليس دائماً هو العرض الأساسي فى الشخص المكتئب وإنما قد يكون الإحساس بالخواء وعدم القيمة أو عدم الإحساس نهائياً هو العرض الأساسي للاكتئاب ، وقد يشعر المريض المكتئب بالنقص الواضح والملموس فى الشعور بالمتعة تجاه أى شئ حوله لدرجة الزهد فى كل شئ فى الحياة .
أما الأطباء النفسيين فأنهم ينظروا إلى المريض المكتئب بأنه الشخص الذى يعانى من تغيير واضح وملموس فى المزاج وفى قدرته على الإحساس بذاته والعالم من حوله .والاكتئاب كمرض من أمراض الاضطراب الوجدانى يتراوح ما بين النوع البسيط والنوع الشديد المزمن الذى قد يؤدى إلى تهديد للحياة .
وللاكتئاب أنواع عديدة مثل الأنواع الأخرى للأمراض (مثل أمراض القلب) والأنواع الثلاث الهامة هى :-
الاكتئاب الشديد (الجسيم)
عسر المزاج
الاضطراب ثنائى القطب
ما هى أسباب الاكتئابأن مجموعة الأعراض التى يستخدمها الأطباء والمعالجون لتشخيص مرض الاكتئاب والتى تستمر لمدة أكثر من أسبوعين وتؤثر على حياة وأنشطة المريض تكون دائماً بسبب تعديل فى النشاط الكيميائى للمخ وهذا التعديل مشابه للتغيير الوقتى الطبيعى الذى يحدث فى كيميائية المخ بسبب حدوث الأمراض أو بسبب ضغوط الحياة والإحباط والحزن .. ولكن هذا التغير الكيميائى يختلف فى أنه مستمر ولا يرجع بعد إزالة الأسباب المؤثرة (إذا كان هناك أى أسباب ... وغالباً لا توجد تلك الأسباب ). ويستمر هذا التغيير الكيميائى ويؤدى ذلك لظهور الأعراض الإكتئابيه ومن خلال تلك الأعراض تظهر العديد عن الضغوط الجديدة على الشخص مثل :-
الإحساس بعدم السعادة
اضطراب النوم
الضعف وعدم القدرة على التركيز
عدم القدرة على القيام بالعمل
عدم القدرة على الاهتمام بالمتطلبات الجسدية والعاطفية
الإجهاد من الاستمرار فى العلاقات العائلية وعدم القدرة على مواصلة الحوار والتعامل مع الأصدقاء.
ومن هذه الضغوط الناشئة عن الاكتئاب والمتولدة منه يحدث رد فعل على كيميائية الجهاز العصبى ويؤدى ذلك إلى استمرار اختلال النشاط الكيميائى فى المخ
إن الاختلال الكيميائى المصاحب للاكتئاب يكون دائماً فى صورة محدودة فى أغلب الحالات .. وبعد مرور سنة إلى 3 سنوات يعود النشاط الكيميائى الطبيعى للظهور مرة أخرى حتى بدون استخدام علاج طبى ولكن إذا كان التعديل الكيميائى المصاحب للاكتئاب شديد لدرجة ظهور محاولات أو إندفاعات انتحارية ، فإن أغلب المرض الذى لم يتلقوا العلاج المناسب من المحتمل أن يعاودوا محاولة الانتحار ، ونسبة حوالى 17 % منهم ينجحون فى ذلك ، ولذلك فإن مرض الاكتئاب يجب أن ينظر له بجدية وأنه مرض من المحتمل أنه يؤدى إلى الوفاة أو الموت
علاج الاكتئابطرق علاج الاكتئاب تشمل: المعالجة الدوائية
المعالجة النفسانية
المعالجة بالتخليج الكهربي (المعالجة بالصدمة الكهربائية - Electroconvulsive treatment Electroshock treatment - ECT)
كما ان هنالك طرق لعلاج للاكتئاب لم تستوف البحث والتجريب مثل الطرق المقبولة المذكورة اعلاه،، من بينها:
التنبيه (التحفيز) الدماغي
علاجات مكملة وبديلة.
ثمة حالات معينة يستطيع طبيب العائلة فيها علاج الاكتئاب بنفسه. ولكن في حالات اخرى، هنالك حاجة للاستعانة بمعالج نفساني مؤهل لعلاج الاكتئاب، طبيب نفسي، اختصاصي علم النفس او عامل اجتماعي.
من المهم جدا ان يكون للمريض دور فعال في علاج الاكتئاب . فبالتعاون والعمل المشترك، يستطيع الطبيب (او المعالج) ان يقرر، سوية مع المريض، نوع علاج الاكتئاب الافضل والاكثر ملاءمة لحالة المريض، مع الاخذ بالاعتبار ماهية الاعراض ودرجة حدتها، الخيار الشخصي للمريض، القدرة على دفع تكاليف علاج الاكتئاب ، الاعراض الجانبية لعلاج الاكتئاب وعوامل اخرى.
ومع ذلك، ثمة حالات يكون فيها الاكتئاب صعبا جدا لدرجة تحتم على الطبيب، على شخص قريب او غيره، متابعة علاج الاكتئاب ومراقبته عن كثب حتى يسترد المريض عافيته ويصل الى وضع يستطيع فيه ان يشارك، بفاعلية، في عملية اتخاذ القرارات.
فيما يلي وصف مفصل لطرق علاج الاكتئاب:
ادوية لعلاج الاكتئاب:
تتوافر في الاسواق عشرات الادوية لعلاج الاكتئاب. يستطيع غالبية الناس التخفيف من اعراض الاكتئاب عن طريق الدمج بين الادوية والعلاج النفسي.
غالبية الادوية المضادة لحالة الاكتئاب فعالة وناجعة بنفس المقدار. لكن بعضها قد يسبب اعراضا جانبية حادة جدا وخطيرة.
فيما يلي المراحل المتبعة في التوصية بدواء ما لعلاج الاكتئاب:
الاختيار النموذجي الاول: يبدا العديد من الاطباء علاج الاكتئاب بواسطة الادوية المضادة لمرض الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية (Selective serotonin reuptake inhibitors - SSRI)،
الاختيار النموذجي الثاني: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA - Tricyclic antidepressants)
الاختيار النموذجي الاخير: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات اكسيداز احادي الامين (Monoamine oxidase inhibitor - MAOI).
اعراض جانبية للادوية المضادة لمرض الاكتئاب:
كل الادوية المضادة لمرض الاكتئاب يمكن ان تسبب اعراضا جانبية غير مرغوب فيها. الاعراض الجانبية تظهر بمستويات متفاوتة الشدة عند مختلف المرضى. احيانا، تكون هذه الاعراض الجانبية خفيفة الى درجة لا تلزم التوقف عن تناول الدواء. بالاضافة الى ذلك، تختفي او تخف هذه الاعراض خلال اسابيع معدودة من بدء العلاج بالادوية المضادة لمرض الاكتئاب.
العلاج النفسي لمرض الاكتئاب::
احيانا يتم استخدام العلاج النفسي بموازاة العلاج بالادوية وبالتزامن معه. العلاج النفسي هو اسم شامل لمعالجة الاكتئاب من خلال محادثات مع المعالج النفسي حول الوضع وحول الامور المتعلقة به. ويدعى العلاج النفسي، ايضا، العلاج بالمحادثة، الاستشارة او العلاج النفسي - الاجتماعي.
علاج الاكتئاب بالتخليج الكهربي:
يتم تمرير تيار كهربائي عن طريق الدماغ لاحداث فيضان للمشاعر.
الاستشفاء:
قد يكون الاكتئاب، احيانا، شديدا جدا الى درجة انه يستوجب استشفاء المريض (ادخاله الى المستشفى - Hospitalization) لمعالجته في قسم الامراض النفسية. لكن حتى في حالات الاكتئاب الحاد، ليس من السهل دوما اتخاذ القرار بشان طريقع علاج الاكتئاب وما اذا كان هو العلاج الملائم. فاذا ما توفرت امكانية لمعالجة المريض خارج المستشفى بنفس النجاعة او اكثر، فمن الارجح الا يوصي الطبيب بادخاله الى المستشفى.
استشفاء المريض في قسم الامراض النفسية يفضل، عادة، في الحالات التي لا يستطيع المريض فيها الاهتمام بنفسه بشكل لائق، او عندما يكون تخوف جدي من ان يؤذي نفسه او اي شخص اخر.