لهذا يجب التدريس بالعامية

لهذا يجب التدريس بالعامية

لغة الام هي اللغة الاولى والاساسية التي يتعلمها الطفل في بداية حياته، من امه اولا ثم او بالتوازي والتوازن من ابيه واخوته واخواته، ثم من الاقارب والجيران، ثم رفاق الطفولة والدراسة.. انها اللغة الاصلية.
عندما يصل الطفل الى المدرسة يبدا في تعلم لغة جديدة، الى جانب لغة امه التي يكون قد اكتسبها بنسبة معتبرة، تمكنه من تعلم لغة اخرى بلغة امه تلك، بل يستطيع ان يتعلم بلغة امه اكثر من لغة اخرى. لا يمكن للطفل ان يتعلم دون لغة.. حتى اللغة نفسها يحتاج احيانا كثيرة ان يتعلمها بلغة اخرى مكتسبة من قبل، وخاصة اذا اردنا ان ينجح التعلم والتعليم نجاحا كبيرا حتى لا نقول كاملا.
وبما ان لغة الام هي اول ما يتعلمه الطفل في حياته، فلا شك انه لن يتعلم لغة ثانية الا بلغة امه.
اما اذا اردنا فعلا ان يسهل التعلم والتعليم وتنجح العمليتان معا، بنسب معتبرة على الاقل، وفي وقت مناسب، فلا مفر ولا بديل عن تعليم وتعلم جميع المواد، حتى اللغات، بلغة الام.
وهذا ما تم ويتم في كل بقاع العالم ومنذ قرون على الاقل. وهذا ما يفعله المعلمون والمدرسون منذ زمن بعيد .
فمنذ قرون ونحن نتعلم العربية الفصحى بالدارجة او العامية، دون ان تكون هناك اية مشكلة.
ومن الغرابة والجهل او التجاهل ان تجد من يعتقد ان الدعوة الى العامية جديدة وغريبة، وان العربية الفصحى كانت تدرس دائما بالعربية الفصحى.. يا للمنطق المعوج.. كيف تدرس شيئا مجهولا بشيء او وسيط مجهول؟؟ ان الحقيقة العلمية المؤكدة تنافي ذلك، وتقول ان الانسان لا يمكن ان يتعلم شيئا مجهولا بوسيط مجهول، علما بان الوسيط هنا هو اللغة ولا شيء غير اللغة. ولهذا كانت الحاجة ماسة الى لغة الام، لانها الوسيط الوحيد المعلوم.
ان الواقع والتجارب تؤكد تلك الحقيقة الزائغة الدامغة. فمن منا لم يسمع المعلم او الاستاذ يستعمل العامية لافهامنا الفصحى، واكسابنا مهارات القراءة والنطق والكتابة بها، ولو مرة في كل درس؟؟
شخصيا لا اذكر من اول صف ابتدائي الى اول جامعي، ان هناك ولو استاذ واحد لم يستعمل ابدا العامية، حتى استاذ او معلم اللغة العربية الفصحى، بل وجدنا حتى اولئك المتشددين المدافعين عن الفصحى، كثيرا ما يستنجدون بالعامية لشرح معلومة او تبليغها للمتعلمين.
اما عن الذين لم يقتنعوا بضرورة التعليم بالفصحى، او الذين لا يحسنون تلك الفصحى بالمرة، فحدث ولا حرج..

وتستمر الحياة.. رغم كل شيء