آياتُ اللهِ في العنكبوتِ ( سبحانَ اللهِ )
[size=32]آياتُ اللهِ في العنكبوتِ ( سبحانَ اللهِ )[/size]
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللهمَّ صلِّي على عبدكَ ونبيكَ وخليلكَ الناطقِ بوحيكَ ، والذي جعلتهُ لسان الصِّدقِ الابديِّ ، سيدّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريِّتهِ وباركْ وسلِّم , كما تحبهُ وترضاهُ آمين.
وبعد : قال تعالى : ]{40} مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{41} إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{42} وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ{43}] سورة العنكبوت
فتفضلوا معي أيها ألاكارم ، للاطلاع على هذه النفحات المباركة ، والتأملات البديعة ، في احدى مخلوقات الله تعالى ، الا وهي العنكبوت ، والتي تفضل بها الباحث الاستاذ الدكتور : ue]الأستاذ الدكتور : نظمي خليل أبو العطا ] ، غفرَ اللهُ تعالى لهُ ولولديهِ ، ولنا ولوالدينا ، ولجميعِ المسلمينَ آمين0
[ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ]: أوهن البيوتِ بيته وشبكته ، التي ينسجها في الهواءِ ، لا تحميهِ منْ الاغتيالِ : ومع ذلكَ صارتْ مثلاً على التوغلِ ، وربما التوحشِ ، عندَ ما يُقالُ ، لقدْ انتشرَ انتشاراً عنكبوتياً ، كما أنَّ سُمَّهُ وظفهُ في الطبِ الشرعيِّ ، وإذا كانَ القرآنُ الكريم ، قدْ ذكرَ بيت العنكبوتِ ، فإنَّ كتبَ التراثِ العربيِّ ، لمْ تغفلْ عنْ هذا الكائنِ العجيبِ.
ففي اللغةِ : قالَ ابنُ منظرٍ : في موسوعتهِ اللغويةِ لسان العربِ : العنكبوت : دُويبة تنسج في الهواءِ ، وعلى رأسِ البئرِ ، نسجاً رقيقاً مهلهلاً ، وهي مؤنثة ، وربما ذُكرتْ في الشِّعر.
قالَ الامامُ البوصيري رحمهُ اللهُ تعالى ، في بردتهِ :
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خيرِ البريَّةِ لمْ تنسجْ ولمْ تَحُمِ
قالَ : والتأنيث في العنكبوتِ ، وعناكب ، وعناكيب ، وتصغيرها : عنكيب وعنيكيب وهي بلغةِ اليمنِ عنكباه ، ويقال لها أيضاً : عنكباه وعنبكوه.
وقالَ ابنُ الأعرابيّ : العنكب الذَّكر منها ، والعنكبة الأنثى.
وقيل : العنكب جنس العنكبوت وهو يُذكر ويُؤنث.
وقالَ المبرد : العنكبوت أُنثى ويُذكر ، ويقالُ لبيتِ العنكبوتِ : العُكدبة.
وقالَ الدميري ، في حياةِ الحيوانِ الكُبرى : العنبكوت : دويبةٌ تنسج في الهواءِ ، وكنيته أبو خيثمة ، وأبو قشعم ، والأنثى أمّ قشعم ، وهي قصار الأرجل ، كبار العيونِ ، للواحدِ ثمانية أرجلٍ ، وست عيونٍ ، فإذا أرادَ صيد الذُّبابِ ، لطى بالأرضِ وسكَّنَ أطرافهُ ، وجمعَ نفسهُ ، ثُمَّ وثبَ على الذُّبابِ ، فلا يُخطئهُ ، وقالَ : قالَ أفلاطون : لأشياءِ [color=#984806]الذُّباب , وأقنعُ الأشياءِالعنكبوت ، فجعلَ اللهُ رزق اقنع الأشياءِ ، في أحرصِ الأشياءِ ، فسبحانَ اللطيف الخبير.
وقالَ ابنُ قتيبةٍ ، في عيونِ الأخبارِ: تنسجُ منْ العناكبِ الأنثى ، والذَّكر هو الخدرنق ، وولد العنكبوت ، ينسج ساعة يولد.
وقالَ الجاحظُ ، في كتابِ الحيوانِ : ولدُ العنكبوتِ ، أعجب منْ الفروجِ ، الذي يخرج على الدنيا كاسباً كاسياً ، لأنَّ ولدَ العنكبوتِ، يقوى على النسيجِ ساعة يولد ، منْ غيرِ تلقينٍ ، ولا تعليمٍ ، ويبيض ، وأول ما يولد دوداً صغيراً ، ثُمَّ يتغير ويصير عنكبوتاً ، وتكتمل صورتهُ عندَ ثلاثة أيامٍ.
أصنافُ العنكبوتِ : قالَ القزويني : في عجائبِ المخلوقاتِ وغرائبِ الموجوداتِ : والعنكبوت : أصنافٌ كثيرةٌ ، لكلِّ صنفٍ ، فعلٌ عجيبٌ ، منها الطويلة الأرجلِ ، فإنها لمَّا عرفتْ ضعف قوائمها ، وأنها تعجز عنْ الصيدِ ، أعدتْ للصيدِ مصائدَ وحبالاً ، منْ الخيوطِ ، فعمدتْ إلى فرجةٍ بينَ حائطينِ متقاربينِ ، وتلقي لعابها الذي هو خيطها ، ليلصقَ بهِ ، ثُمَّ يعدو إلى الجانبِ الآخرِ ، ويُحكم الخيط ، في الطرفِ الآخرِ ، وهكذا ثانياً وثالثاً ، وهذا هو السدى ، ثُمَّ يُحكم لحمته ، حتى يتم النسيج ، كلّ ذلكَ في تناسبٍ هندسيٍّ ، حتى يصبح النسيج ، ثم يقعد في زاويةٍ ، مُترصداً وقوع الصيدِ فيها ، فإذا وقعَ فيها شيءٌ منْ الذبابِ أو البقِ ، بادرَ إلى أخذهِ ، ويواصلُ القزويني في وصفِ العنكبوتِ فيقول : ومنها صنفٌ آخر قصار الأرجلِ ، يُسمَّى الفهد فإنهُ يصيب الذباب ، على شبهِ صيدِ الفهد ، وذلكَ أنهُ يكمنُ في زاويةٍ ، فإذا طارتْ ذبابة بقربهِ ، وثبَ إليها ، وربما مدَّ خيطاً منْ السقفِ ، وعلّق نفسهُ فيهِ مُنكساً ، فإذا طارَ ذبابٌ بالقربِ منهُ ، رمى بنفسهِ إليهِ وأخذهُ ، ومنها صنفٌ آخر ، يُقالُ لهُ الليث لهُ ست عيونٍ ، فإذا رأى الذبابة ، لطى بالأرضِ ، ثم وثبَ ولمْ يُخطىء وثبته وهو آفة الذبابِ ، ومنها صنفٌ يُقالُ لهُ الرتيلا إذا مشى على الإنسانِ ، يموتُ الإنسان ، منْ لُعابهِ ويُسمَّى عقربُ الثعبانِ لأنهُ يقتلُ الثعبان ، ومنها صنفٌ دقيقُ الصنعةِ ، يهيىء نسجه ويصعد بيته ، فإذا وقعتْ في مصيدتهِ ذبابة ، يمشي إليها ويمتص رطوبتها ، والذباب يطن منْ الألمِ ، إلى أنْ يموت ، ويحملها إلى خزانتهِ للذخيرةِ ، وأكثر ما يقع في مصيدتهِ في غيبوبةِ الشمسِ.
ويقولُ القزويني : وزعمَ بعضهم : أنَّ العناكبَ الإناث ، هي العوامل ، والذكور لا تعمل شيئاً ، ومنهم منْ قالَ : أنَّ السدي منْ الإناثِ ، واللحمة منْ الذكورِ ، لأنَّ اللحمة أقوى منْ السدي ، وهما كالشريكينِ في العملِ أو هما كالأستاذِ معَ تلميذهِ.
العنكبوتُ في الأمثالِ : ونترك القزويني : بعجائبهِ التي تضارع حقائق العلم الحديث ، وتصنيفاتهِ التي تدل على العلمِ الدقيقِ ، ونعودُ إلى الدميري ، لنرى ما قالهُ عنْ العنكبوتِ في الأمثالِ ، حيثُ قالَ : قالوا : { أغزل منْ عنكبوتٍ } ، وقالوا :{ أوهن منْ بيتِ العنكبوتِ }.
وعودة الى الآيةِ الكريمةِ : ed]وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ] والعالمونَ كلّ مَنْ عَقِلَ منْ اللهِ عزَّ وجلَّ ، وعملَ بطاعتهِ وانتهى عنْ معصيتهِ ، فهم يعقلونَ صحة هذهِ الأمثالِ ، وحسنها وفائدتها ، وكانَ جهلةُ قريشٍ يقولونَ : إنَّ ربَّ مُحَمَّد يضربُ الأمثالَ بالذبابِوالعنكبوتِ ويضحكونَ منْ ذلكَ ، وما علموا أنَّ الأمثالَ تبرزُ المعاني الخفية ، في الصورِ الجليةِ .
إيضاح : - [[ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ : لأنهم همْ أقرب الى إدراكِ عظمةِ هذهِ الآياتِ ، منْ خلالِ ، إطلاعهم على دراسةِ ، خيط العنكبوتِ ، والوصولِ الى كونِ هذا الخيط ، دقة في صغرِ قطرهِ ، ووجدوا انَّ قطر مُعين منْ ضمِّ خيوط العنكبوتِ مع بعضها ، قدْ يكون أقوى منْ نظيرهِ منْ الفولاذِ ، باربعينَ مرَّة ، في إجراءِ إختباراتِ الشَّدِ عليها ، كما توصلَ العلماء الى ، إستخدامِ خيوط العنكبوتِ ، في صنعِ الدُّروعِ الواقيةِ منْ الرَّصاصِ ، كما نشرتهُ ـ قناة ناشينال جيوكرافك أبو ظبي الفضائية ....]]
العنكبوت في العلمِ الحديثِ : منْ رتبةِ العناكبِ ، طائفة العنكبوتياتِ أو العنكبياتِ ، منْ شعبةِ مفصلية الأرجلِ أو المفصلياتِ , منْاللا فقاريات , منْ المملكةِ الحيوانيةِ ، منْ الكائناتِ الحيَّةِ ، وتشمل رتبة العناكبِ ، حيوانات منتشرة ، في جميعِ أنحاءِ العالمِ ، يعيشُ بعضها في الماءِ العذبِ ، أو مياه البحارِ ، و يعيش معظمها على الأرضِ ، وهي تتنفس الهواء الجوي ، وتتغذى على عصارةِ الحيواناتِ الصغيرةِ , ومنها أنواعٌ ، تعيش متجولة لا تنسج أنسجة كثيرة ، ومنها أنواعٌ ساكنة ، تقومُ بنسجِ خيوطها ، التي تستعملها ، كمصائدٍ وشرانقٍ تضع فيها البيض ، ويقول منذر عبد الرحمن : في مقالةٍ : العنكبوت كائن كلّ العصورِ ، في مجلةِ الخفجي : لو لمْ تكنْ هناكَ عناكبٌ ، لجاعَ البشر ، حتى الموتِ , فكمية الحشرات الضَّارة بالزراعةِ ، التي تدمرها العناكب ، في اليومِ الواحدِ ، تفوق في وزنها ، وزن سكان العالم ، حيثُ يوجدُ [ 50 مليوناً ] منْ العناكبِ ، في كلِّ هكتارِ ، و في بريطانيا{ 250 مليوناً } في الغاباتِ المداريةِ ، فإذا علمنا أنَّ وجبةَ كلّ عنكبوتٍ ، في اليومِ الواحدِ ، c] تتراوح ما بينَ 10 و15 حشرة ]] فسندركُ على الفورِ أهمّية العناكبِ ، ويوجد العنكبوت الذئبي ، الذي يمشط حقول القطنِ وفول الصويا مجاناً ، دونَ استعمال للمبيداتِ الحشريةِ ، وتوجد عناكب تنظف بساتين التفاح ، وتحد منْ انتشارِ المَنِ وغيرها ، وقالَ : إنَّ غزلَ العناكبِ ، مليءٌ بالهواءِ ، ولذلكَ فهو عازلٌ حراريٌّ ممتازٌ ، وخفيفُ الوزنِ جداً ، ومتنوعٌ في السمكِ , وهو أكثر مرونة ، منْ خيوطِ الفولاذِ ، وإذا فتلنا00]143 خيطاً ] منْ خيوطِ العنكبوتِ ، مع بعضها البعض ، فسنحصل على خيطٍ سُمكهُ (ميلمتر واحد) ، وإذا أخذنا منهُ خيطاً ، فإنهُ يلتفُ حولَ الأرضِ ، مع أنَّ وزنهُ ( كيلوجرامان ).
وتستخدمُ العناكب ، حالياً في الطبِ الشرعيِّ ، في تحديدِ سببِ الوفاةِ ، ببعضِ السمومِ ، لقلةِ الكميةِ ، التي يمكن الحصول عليها منْ السُّمِ ، المستخدمِ في الجريمةِ ، ويمكن استثارة العنكبوت ، بتقديمِ قطرة مُتجمدة ، منْ دمِ المسمومِ ، للتغذي عليها ، فينعكس نوعُ السُّمِ ، على شكلِ خيطِ العنكبوتِ ، وقدْ أُستخدم الكمبيوتر ، في تحليلِ نوعِ السُّمِ ، منْ تحديدِ اتجاهاتِ ، نوع السُّمِ المُستخدمِ.
المصدر : إحدى المواق الإسلامية / الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
منقول : مع يسير من التصرف من أجل إتمام الفائدة
[size=32]رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/size]
[size=32]رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ[/size]
[size=32]رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ[/size]
[size=32]رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[/size]
[size=32]آمين[/size]