لعنة العودة إلى الصفر!

لعنة العودة الى الصفر!!

انتشر منذ زمن ان العرب لم يفيدوا الانسانية في شيء. لانهم لم يخترعوا سوى الصفر. وهم يعودون دائما الى هذا الصفر مهما حاولوا التقدم..
مقولة مؤسفة لان الواقع يؤكدها. وان شئتم مثالا تعالوا نتامل في انجازاتنا هنا على النت.
في البداية اعترف اني استوحيت شواردي هنا من موضوع الاخت "سيدرا" (ملائكيةة) تحت عنوان: وداعا اصدقائي!
عندما قرأت موضوعها واستوعبته انتقلت فورا الى مساهماتها الاخرى. فوجدت مساهمات غزيرة وفي قمة الروعة انجزتها في زمن قياسي لا يتعدى الثلاثة اشهر. فتساءلت:
موهبة مثل هذه ونشاط مثل هذا وكفاءة ومثابرة وصبر وعشق للحرف والكتابة والحياة.. ماذا يمكن ان تقدم للامة لو اتيحت لها فرص افضل، وسخرت لها كل الامكانات والادوات، وذللت لها كل الصعوبات، ووفرت لها كل الظروف؟! ثم تداعت الاسئلة في راسي:
كم من "سيدرا" هنا وعلى النت كله؟ كم من "سيدرا" في واقعنا العربي؟ كم من "سيدرا" في الامة الاسلامية؟
من هنا انطلقت في رحلتي بحثا عن شبيهي "سيدرا" وشبيهاتها في هذا المنتدى بداية..
ورحت استعرض مساهمات الاخوة والاخوات وخاصة ممن سبقونا في الانضمام الى هذا الصرح الشامخ..
فهالني ما وجدت.. وجدت العجب العجاب.. وجدت كنوزا لا تقدر بثمن.. مساهمات في القمة شكلا ومبنى ومعنى..
ثم صفعني السؤال فجأة: لماذا توقف عطاء أكثر أولئك المتميزين والمتميزات؟
وتداعت الاسئلة من جديد وضج بها مخي وضجر : لماذا ركن بعضهم للصمت؟ لماذا انسحب بعضهم؟ لماذا لم يكملوا ما بدأوه؟ لماذا لم يواصلوا حتى النهاية؟ لماذا انطفأت شموعهم قبل الأوان؟
لم اجد جوابا شافيا سوى الذي فرض نفسه فرضا: هل هي لعنة العودة الى الصفر التي تلاحقنا دائما؟
اصابني الوجوم.. وانا اغرق في محيط من الهواجس والتاملات.. فقد وجدت المشكلة اعمق وااوسع واعقد مما نتصور.. انها ازمة تعشش في كل زاوية من زوايا حياتنا كأمة.. ليس على مستوى الافراد والجماعات فقط، بل حتى على مستوى الدول والدوائر الرسمية.. خذوا مثلا مسالة التعيين والعزل والاستخلاف في المناصب.. فحين يعين احدهم لمهمة لا يواصل ما انجزه سلفه، بل يحرص كل الحرص على البداية من جديد ومن الصفر.. حتى ولو اقتضى ذلك تدمير وتخريب كل ما بناه اسلافه في المنصب.. وكان شعاره: انا وحدي لاشيء قبلي ولا بعدي..!!
وتصور انت اثر ذلك على السلسلة المتعلقة به من المناصب والموظفين.. وتصور ماذا يحدث عندما تنتقل العدوى الى القطاعت الاخرى في البلد.. سيصبح المجتمع كله يتصرف ويعمل ويغرد على ايقاع العودة الى الصفر..
وتلك هي الطامة الكبرى.. فإلى متى تدور بنا تلك اللعنة في حلقة مفرغة.. ودوامة لا تنتهي؟؟!