مُ ـدَونَتِي : رجُلٌ يُحَاربُ مِن أجلِ حيَاةٍ بسيطَةٍ !.(( بقلمي ))

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمان الرحيم ؛  تحية طيبة و بعد ..

يسعدني أن أفتح هذا الملحق الخاص الذي سيتحمّل جزءً مما أتحمّل ، و أشاركه مع أخواتي و إخواني في منتدى الملوك

ربما أكثر ما يلامس الفؤاد هي المشاعر المكتوبة بلغة الحزن و الأسى و الندم

لأن الإنسان خطاء بطبعه ، فما أكثر أخطاءنا و هفواتنا ..

ف كم من قرار أخذنا في جولة إلى دروب الندم بسبب التسرع..

و كم من إنسان ضيعناه في لحظة غضب ..

أو رفضنا النزول بدرجة واحدة في سلم الكبرياء للحفاظ عليه..

ندمنا بعدها و كرهنا كبرياءنا و استشطنا غضبا من غضبنا.

مع كل حزن نقرؤه نوقظ أحزاننا من سباتها ، و ضميرنا من موته ..

و ننشط ذاكرتنا خصوصا ذلك الجانب المظلم منها.

فهل يستوي أن نحزن و نحن نعلم أننا سنضع الأصبع على جروح الكثيرين ؟

و هل يستوي أن نكتب بلغة الحزن و نحن نعرف مسبقا أننا سنعمق أحزان الآخرين ؟

أسئلة كثيرًا ما راودتني ، و كثيرا ما انزعجت من فكرة الحزن التي تغلّف كتاباتي

لكن قلمي المشاغب يأبى إلا أن يزيل الغطاء عما يريده وقتما يريد ..

خسئت ... خسئت يا قلما تمرّد على كل القوانين و فعل بصاحبه ما يريد .

لا أعرف ، حقيقة ، كيف سأبدأ .. لكني أعرف أين ستصل كلماتي ..و من سيستقبلها .
محمد جريح الفؤاد

لدي حساسية زائدة من المتصنعين

لا يمكنني مجالستهم ، الاندماج معهم ولا التفاهم معهم..

لحسن الحظ !

بعضهم يبكي خيبته
و بعضهم يعيش سرابه
و بعضهم غارق في أوهامه
و بعضهم يلامس قشوره
و بعضهم مازال يبحث عنه
و قليلون يعيشونه
أولائك هم محظوظوا الحب و الآخرون ضحاياه !

في الاسبوعين الاخيرين تعطلت لوحة المفاتيح و كان من حسنات هذا العطل أن أقرأ دون أن أعطي نفسي عناء الرد

و بما أن عقلي كان مشغولا بلوحة المفاتيح غير الموجودة كثيرا ما كان يحرضني على الكتابة و يزين لي أكثر من موضوع

و يحفزني للرد على مجموعة من القضايا التافهة و المهمة على حد سواء !

استغربت من هذا التناقض ..عندما تكون لوحة المفاتيح متاحة لا أجد ما أكتب بها

و عندما لا تتوفر فجأة يسقط علي خزان من الافكار و تمر من أمام عيني عقلي مجموعة من الأفكار المغرية!!

لكن هذا التناقض لا يكون فقط بين العقل و لوحة المفاتيح خاصتي بل في الحياة اليومية عموما

مثلا عندما أحتاج إلى وسيلة نقل عاجلة أظل أبحث في الأماكن التي أصادفها دائما فيها دون أن أجدها

لكن في الوقت الذي لا أحتاجها تمر بالقرب مني بل يتغزل بي سائقها و يسألني إن كنت متوجها إلى مكان ما!

و يسري الأمر على مقلم الأظافر ، المشط ، المرآة اليدوية ، الشاحن ، و اللائحة تطوول !

حياة تتعمد إتعابنا .. تبا !

أصبحت أفكر جديا في تغيير عنوان المدونة

فالحياة التي كنتُ أراها بسيطة بدأت تفرض علي بعض تعقيداتها

خرج مسلسلي معها من منطقة الأمان ، منطقة التعريف بالظواهر و التعرف على مختلف المظاهر

بدأت بعض المفاهيم التي كانت تضع مستحقات التجميل تظهر حقيقتها و يتغير موقفي منها تدريجيا

دخلنا مرحلة العقدة ، بدأت المشاكل الجدية ، و التخوفات الحقيقية

بدأت المسؤولية ، و انتهى وقت الإعتماد على الآخرين ، أقصد والداي فلا أحد يُعتمد عليه غيرهما!

بدأ التفكير و التخطيط ، و الخوف من عدم نجاحهما

بدأ اعداد للخطط و الخطط البديلة لمواجهة عراقيل الحياة

نداء لكل السادة و السيدات .. يؤسفني إخباركم أن زمن الحياة البسيطة انتهى

لكن الحرب قائمة !

و اختلفنا..

على أن المجتمع شيطان

معك إن كنت ناجحا و ضدك إن كنت فاشلا

مساندا في لحظة قوتك و محبِطا في ضعفك

أنا ألوم المجتمع لأنه ظالم لا يلتزم الحياد

المجتمع منافق حتى يثبت العكس !

لهذا لا يستحق منا أن نشاركه أفراحنا و لا نريد مؤانسته في أحزاننا

ففرحه و حزنه في الأخير مجرد نفاق

ومهمته الجديدة هي إفشال الناجح و إحباط الفاشل حتى لا ينجح

نحن (( للأسف ))

نستحضر تعب الماضي و غباره

و ننسى أن نعيش الحاضر و نتنفس نسيمه

نحن (( للأسف))

نهوى البكاء على الأطلال

من حسنات الوحدة ..

أنك لا تنتظر اهتماما من أحد

لا تخشى على فراق أحد

لا ترتب حديثك على حسب مزاج كل واحد

لا تنتظر شيئا من أحد

لا تغير برنامجك اليومي من أجل أحد

لا تحزن من أجل أحد

لا تلوم نفسك لأن أحدهم أساء فهمك

لا تتغير من أجل أحد

لا تنتظر رأي أحد

لا لا لا لا ..

وتبقى متعلقا بالواحد الأحد.