يبدو ان هذا العام سينتهى بشكل سيئ للغاية بالنسبة لـWWE فالأمور تسير بصورة من سيئة الى أسوأ، والمقصود هنا بالتحديد نسب المشاهدة عبر التلفزيون والتى بلغت الحضيض فى الاسابيع الماضية، وكان الوصول الى اقل من ثلاثة مليون اشبه بالكارثة التى حلت على ادارة الاتحاد، فماهي الاسباب التى ادت الى ذلك.
الساعة الثالثة لعرض الراو
حين تم الاعلان عن اطالة عرض الراو الى ثلاثة ساعات، شكك الكثيرون فى امكانية فينس ماكمان وفريقه من نقل اثارة الساعتين الى الساعة الثالثة، فيما اقترح البعض التركيز على عرض الاسماك داون بدلا من اطالة عرض الراو، ولكن الغالبية كانت ترى انها خطوة موفقة للغاية قد تفيد العديد من المواهب المهمشة بسبب عدم امكانية مشاركتهم فى عرض الراو بساعتيه الضيقتين.
المهم فى الأمر ان العرض انطلق فعلا بساعاته الثلاث وسط ترقب من جميع المتابعين حول العالم، وكان القناة الناقلة هى اول المترقبين، ومعها جيش من المعلنين خلال فقرات الاعلان فى العرض الاطول عرضا فى تاريخ البرامج الاسبوعية.
الساعة الثالثة كانت نعمة تحولت الى نقمة سريعا جديدا، وظهر جليا ان ادارة الادارة لم تكن قد وضعت خططة طويلة المدى للمستقبل، ولم يمر اكثر من شهرين حتى بدأت الفوضى تعم المكان، وبات عرض الراو حدثا لا يمكن متابعته منذ البداية وحتى النهاية، سريعا ما شعر الجميع بالخطأ الكبير الذي وقع فيه كتاب السيناريو وهم يحولون الساعة الثالثة فى عرض الراو الى حدث مكرر عادة ما يكون من الساعة الأولى.
وباتت جميع عروض الراو متشابهة تماما فى احداثها ومتوقعة ايضا. فكانت كالآتي، فقرة كلامية قد تصل الى عشر دقائق، ومن ثم نزالين للسيدات، ونزالين لا يهتم بهم احد، ومن ثم اعادة لبداية العرض فى شكل نزال رسمي، وقد يصل الحال بالادارة الى تكرار المصارع الى ثلاث مرات فى العرض، وهو ما كان يحدث كثيرا اثناء فترة حمل سيث رولينز لحزام الاتحاد ومعه فريق السلطة.
سيث رولينز كان يفتتح عرض الراو بالحديث والتبجح، ومن ثم يظهر فى نزال بمنتصف العرض مع خصم اقل منه فى المستوى، ويظهر مرة اخرى حين يخوض خصمه نزال فى الحدث الرئيسي ليتدخل هو واعضاء فريق السلطة ضده.
واظهرت جميع الاحصائيات لعرض الراو خلال المشاهدة عبر التلفزيون ان الساعة الثالثة دائما ما تكون الاقل مشاهدة على الاطلاق، وتكون الساعة الاولى صاحبة الحظ الاوفر في المشاهدة، والسبب فى ذلك هو انتظار الجماهير لعرض الراو من الاسبوع الماضي.
كما ان الادارة عادة ما تعلن عن النزالات التى ستقام فى عرض خلال الساعة الاولى وهو ما يجعل المشاهدين يقررون ان كانوا سيواصلون المشاهدة ام لا.
الساعة الثالثة لعرض الراو كان مناسبة تماما ان كانت الادارة لا تزال تحتفظ بحزاميها الكبيرين، وهو الوزن الثقيل وحزام الاتحاد، وكذلك بناء سيناريوهات مميزة لحزام الولايات المتحدة وحزام القارات وحتى حزام السيدات، ولكن الادارة قامت بتوحيد الحزامين معا وقامت بعدها بالتركيز تماما على سيناريو ذلك الحزام دون اي اهتمام بقية الاحزمة.
وهو ما اعاد العديد من المصارعين الى التهميش من جديد، وكان التركيز فقط على حامل الحزام وخصمه طيلة الوقت. ومن الحلول المقترحة هو افتتاح العرض عن طريق السيدات، فهن اخف فى الفقرة ولديهن جمهورهن الخاص، كما ان الجمهور عادة لا يمل من مشاهدة السيدات الجميلات مهما كان الوقت والمكان.
ومن ثم التركيز على حزامي الولايات المتحدة والقارات فى منتصف العرض على ان ينتهى العرض فى النهاية بصورة مميزة مع السيناريو الرئيسي وهو حزام الوزن الثقيل.
السيناريوهات الضعيفة والمكررة:
لا احد يمكنه ان يصف رجل مثل فينس ماكمان بالرجل الملل او الذي نفذت منه الخيارات، ولكن الاخير بات محاصرا هذه الايام بالعديد من الاشياء التى تعيق من حركته وحدود ابداعه، وأهمها ان هذا العصر لا يشبه تماما العصر الذي كان يبدع فيه فينس ماكمان سابقا، واهم تلك الاشياء التى تنغصه حياته هى وسائل الاعلام المتطورة والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتكون بذلك التسريبات هى عدو فينس ماكمان الأول على الاطلاق والسبب الرئيسي فى افشال جميع سيناريوهات ماكمان. فبات من المستحيل اقامة سيناريو طويل كما كان يحدث فى السابق خلال الفترة الذهبية لاتحاد المصارعة.
وسنضرب مثلا بذلك سيناريو اندرتيكر واخيه كين، والذي ظل النجم الاسطوري يقدمه برفقة مدير الاعمال بول بيرير لعدة اسابيع تمهيدا لظهور النجم كين فى الصورة، وحتى حين ظهر كين لم يكن يعرف احد انه مصارع كان يعمل فى الاساس باتحاد WWE بأسم وشخصية مختلفة تماما، وكانت لحظة ظهور كين من اللحظات الاسطورية للاتحاد، وكذلك الأمر بالنسبة لظهور العملاق بيغ شو وغيرها من الاحداث الاخرى.
وهو ما كانت ستفسده التسربيات تماما ان حدث هذه المرة، وكانت الجماهير ستعرف ان هناك شخص مقنع يشعل النيران سيظهر فى ذلك المهرجان، او ان فينس ماكمان سينتصر على اوستن بالتدخل من قبل مصارع ما، وبقليل من البحث سيدرك الخبراء ان بيغ شو قد انتهى عقده مع WCW، وانه جلس مع ماكمان وجيم روس ووقفا عقدا وكانت ستعرف ان بيغ شو هو من سيظهر.
وهو ما حدث بالفعل فى عرض الرويال رامبل الماضي، حين التقت الكاميرات صور النجم الروك فى المدينة التى سيقام فيها المهرجان، وبتحليل بسيط ادرك الجميع ان الروك سيساعد ابن عمه رومان رينز للفوز بالنزال الملكي، وهو ما جعل الجميع يكرهون فوز رومان في تلك الليلة. وللأسف لا يوجد هناك ما يمكن فعله بالنسبة للتسريبات ولا يمكن ايقافها على الاطلاق. وهى ما افسدت عرض الاسماك داون تماما كون الجميع يعرفون ماذا سيحدث بالتحديد قبل بث العرض عبر التلفاز.
السيناريوهات الحالية التى يقدمها كتاب السيناريو لا ترقى ابدا الى مستوى الاعجاب ولا يمكن وصفها بالمثيرة على الاطلاق، فلا يوجد اي سيناريو مشابه لما كان يقدمه اندرتيكر واخيه كين سابقا، ولا حتى عصابة “DX” وسعيها للسيطرة على الجميع، ولا سيناريو العداوة المميزة بين الروك وتربل اتش او بين الروك وستيف اوستن.
ولم يتمكن اي مصارع من الاقتراب من مستوى سيناريو اوستن وفينس ماكمان، ولا ما كان يحدث بين اللاتينيين راي ميستيريو والراحل ايدي غاريرو، ولا العداوة المميزة بين ايدج والهارديز، ولم تقترب السلطة الحالية قليلا من السلطة السابقة خلال ايام الماكمانز مع فينس وشاين وستيفاني.
يتبع…