هل جرَّبت هذه الوصفة؟
إنَّها وصفة بسيطة وسهلة، هي قادرةٌ على معالجة معظمِ الأمراض التي يعاني منها معظمُنا،
هي تُشبه ذلك المِفتاح الذي يطلق عليه اسم (السيِّد)؛
لأنَّه يستطيع فتحَ جميع الأبواب المغلقة على اختلاف أنواعها، وأشكالها،
ومادَّة صناعتها، بل وقوَّتها، واختلافِ حجمها.
ومهما تعدَّدت أهداف حاملي ذلك المفتاح، فنحنُ نختار من الأهداف:
أفضلَها،
وألطفها،
وأنزهَها؛
فالحياة أبسط من هذا التعقيد الذي يحيط بنا،
بل نحن نحيط به كلِّه حتى المرارة الأخيرة.
أتدري ما هو المفتاح لكلِّ أزمات حياتك؟
أتدري من هو السيِّد؟
إنَّه الفرَح، إنها الابتسامةُ، أجَل، أتُراها بسيطةً سخيفة لا تستحقُّ الاحترام؟
انظر معي كم أنت بعيدٌ عن الحقيقة، حقيقة ماذا؟
حقيقة الإسلام، هل العُبوس صفةٌ للمسلم؟
لا، إنَّ الرسول - عليه الصَّلاة والسلام - كان بسَّامًا سلِسًا، مقيمًا للعدل، ذلك العدل الذي يزرع الفرح بين الناس،
وإذا خيِّر - عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام - بين أمرينِ، اختار أيسرَهما ما لم يكن إثمًا.
ألا تريد أن تشكر الله على نِعمه؟
ألا تريد أن تحبَّ الناس ويحبُّوك؟
ألا تريد أن تنفتح قلوبُ الناس لك وللإسلامِ؟
إذًا ابتسم، وكن فرِحًا بما أنعم الله عليك من نعم لا تحصى.
انظر حولك، كم من النعم فيك وغيرُك محرومٌ منها؟ أتمشي على قدمينِ؟
ابتسم؛ فغيرُك يتَّكأ على قدَم واحدة،
وغيرُه لا يمشي أبدًا، وهو ألا يسمعُ بأذنيه نداء الله له خمسَ مرات،
ويستجيب مصلِّيًا؟ ابتسم فأنت في أرضٍ تذكرُ الله،
فأيُّ شيء في الدنيا أروعُ من هذه النعمة؟ هذا لمن ألقى السمع وهو شهيدٌ،
ابتسم وسترى كم من الصدقات ستحصد؟
أتسجد لله شكرًا وحمدًا، فرضًا ونافلةً؟
أتشعر بذلك القرب اللذيذ من خالقٍ رحيم حليم كريم؟
ابتسم إذًا؛ لأنَّ الله معك ما دمتَ ذاكرًا، شاكرًا، ومن الشكر الابتسامُ للكون وللبشر، وحتى للحجر، ألا تعلمُ بأنه يسبِّح الله مثلَك، بل وأكثر وأكثر؟
أتريد وجهًا عَبوسًا وخُطوطًا مرتسمة على الجبهة ومنذ الصِّغر؟ هل هذا يَعّنُـــ(•̃͡-̮•̃͡)ــيْ أنك جادٌّ، لا تعرف للهزْل طريقًا؟ ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل؟
هل ترى السَّماء الزرقاءَ والشمس ترسل لك الابتسامات تترى؟ والليل، ألا تراه يبتسم لك بنجومه الرَّائعة؟
أم تجدُه أسودَ دامسًا مخيفًا فقط؟ وترى النُّجوم نقاطًا بيضاء على صفحةٍ سوداء؟
هل تجدُ السماء ༄༅بـــَــــاآأآگ༄༅ية بمطر تغسل فيه أوساخ الشجر، والحجر، والبشر؟ والقلوب الطيبة تضحك لرُواء الأرض العطشى بالخير والعطاء والفرح؟
أترى السماء ترسل ثلجًا يثير الفرح وينشر الأملَ بين الكائنات؟
ويرقد مرتاحًا على نوافذ القلوب البريئة؟
بأيِّ عين تراها؟ وقبل أن تجيبَ، انظر لفرح الأرض بالمطر، ولضحكة طفل يلعب بالثلج.
أم ترى الشَّجر الذابل، ولا ترمق بعينك لغصن أخضرَ من لُحائها بدأ يزهر؟
أم ترى الصحراء المترامية الفقيرة المقفرة بحرارتها المُلتهبة، وأفاعيها السَّامة؟
ولا يبهرك تشكُّلُ الرمال عليها، وصبرُ الجِمال فيها، وقبل ذلك وبعده براءةٌ فيها وطهارةٌ، وصفاءٌ، وذكاءٌ، ولا أحسن ولا أفضل؟ وإلاَّ لِمَ اختار ربُّ الكون صحراءَ العرب مهدًا لرسالته،
وكلُّ الدنيا طوعُ يمينه بأنهارها وجنانها، شرقها وغربها، شَمالها وجنوبها؟
ابتسم إذًا، ابتسم عندما تراها، وقل: الحمد لله على نعمة الإبصار.
أتجد البؤس في كل مكان، والأحقادَ والضغائن حتى بين الإخوة، والحروب والقتل والحرق والاستبداد قد علا وتجبر؟
فقل: الله أكبر الله أكبر، وإن استطعت أن تقول كلمتك، فقلها وابتسم للقاء الله.
قد تجد الفشل يلازمك أحيانًا - أو لنقُل: دائمًا - أتعبس وتقنَط من رحمة الله؟
بل ابتسم وقل: يا ألله، تجده معك، والدُّنيا كلها في قلبك، كأنَّها حبةُ قمح، تُزهر أملاً وعطاءً وحبًّا للكون، وللشجر، وللبشر، وللإنسان.
ابتسم رغم، ورغم، ورغم ........... وخذ قسطًا من الفرح كلَّ يوم، وإن استطعت في كلِّ لحظة.
هل الفرح يُتعلَّم؟ أجل لا بدَّ من تعليمه في المدارس والبيوت، وانتبه؛ إنَّ الفرح لا يَعّنُـــ(•̃͡-̮•̃͡)ــيْ المهزلة أو الضحك لأتفهِ الأسباب،
فالفرق كبيرٌ بين الفرح الذي يغمر القلبَ بهجة؛ لتخرج ابتسامة ترتسم على الوجه فتُنيره،
وبين الضحك والقهقهة لأتفه الأسباب؟
ابتسم؛ لأنَّك مسلِم، فنعمة الإسلام اختارها الله لك دون غيرِك، فلِمَ العُبوس وأنت الأفضل إن فهمت الإسلامَ حقًّا؟
ابتسم فأنت جزءٌ من أمَّة هي خير أمَّة أُخرجت للنَّاس.