( حوار ( حامي ) مع إمرأة ( ذات وطيس )
***
قلتُ لها : شكواك المستمرة هذه .. هل هي لكونك أنثى أم لظلم واقع ؟
قالت : أنا امرأة تبحث عن نطاسي بارع يستأصل تاء التأنيث مع زائدة أفعالها الدودية .. لعل وعسى.
قلت لها : تاء التأنيث و عرفناها والتي لا يمكن استئصالها .. فما بال زائدة أفعالها الدودية ؟ ماذا تقصدين بها ؟
قالت في تحدٍ : هل جربتَ أن تتوقف مُرْغماً عن ممارسة رجولتك أسبوعاً كل شهر ؟
قلت لها بإرتباك واضح : قد ...
فقاطعتني : ها أنت تبدأ إجابتك بـكلمة ( قد ) .. و أنا قلت لك ( تتوقف مرغماً ) .. وكلمة ( قد ) هذه تعني كل الإحتمالات..
قلت لها : تاء التأنيث .. أهذا كل ما يقلق مضجعك ؟
قالت و إبتسامة خبيثة تجول على جُل وجهها : خذها و أعطنا بدلاً عنها ألف
جماعتك ..
قلت لها و أنا أداري ضحكة : و أين سترمين بنون النسوة ؟
قالت : هذه النون تتأرجح في مؤخرة جَمْعِنَا ( كالثالول ) لا هو يُجَمِّل .. و لا هو يوحي بالقبح .. نونٌ تقبع كالصُرَّة أسفل البطن .. منسيّة في كثير من الأحيان .. و لكنها هناك .. تؤكد حضورها في صمتٍ . وبالرغم من أنها ملتصقة بمؤخرة أفعالنا إلا أن بعضاً منكم يتقمص أفعالنا و يجرجر خلفه
جماعتكم ..
( هنا إبتسمتْ بخبث بائن ) ...
قلت لها : تلك شواردُ حالات نحسبها ضمن الإستثناءات الكونية التي تنطبق على مجمل بدع الزمان.
قالت : ها أنت تفلسف النقطة ..
قلت لها للخروج من هذه الدائرة : لا تنسي أن وراء كل عظيم إمرأة .. فدونها النجاح أمر تكتنفه كثير من الصعاب ..
قالت : و لم من خلف الستار ؟.. و من وراء الكواليس ..؟ نقف وراءه لكى نمسح دمعة الفرح ؟ بينما العظيم يقف شامخاً يصافح و يعانق ..؟ لم وراءه ؟ لم لا تكون المقولة هكذا : ( إلى جانب كل عظيم وقفتْ إمرأة تشد من أزره و تؤجج براكين النجاح بداخله ) ؟؟ لم وراءه ؟ أتساءل أحياناً : ( هل وقوف المرأة إلى جانب الرجل عورة ؟ ) .. أم النجاح لا يكون شرعياً إلا من وراء الأستار و الحُجُب ؟
قلت لها : هذه ثورة ستخمد في أقرب حضن دافيء .. و ستتفرّق جحافله عند أول عناق طويل ممهور بقبلة سَكْرَى ..
قالت منفعلة : هذه رغبات يتوقف عندها العقل تماماً و تتحدث بدلاً عنها مكامن حيوانية في الجسد، فما أن تنطفئ شعلة الشهوة حتى يعود العقل يمارس حقه في الثورة و التململ و الإحتجاج .. فلا تغير دفة الحديث.
قلت لها : بعض النساء لا تزال تنظر إلى ما تتحدثين عنه كشيء يتعدى خطوطاً حمراء مرسومة بين الذكر و الأنثى .. خطوط لا تنمحي من روزنامتهن البيولوجية و السايكلوجية ..
قالت : هؤلاء لا زلن يقْبعْن في صدفة زمن رجال الكهوف الذين كانوا يجرجرون النساء من شعورهــن كسقط المتاع .. المهم أن يبقى فيهــن ( الأنثى ) سليماً لا يتأثر بالجرجرة فوق نتوءات صخور الحياة و أكوام شوك تصاريف الأيام ، لإرضاء نزواتهم التي تحفظ النوع من الإنقراض ..
قلت لها : لا زالت بعض النساء يرددن مع الرجل ( المرأة حتى وإن كانت فأس، لا تكسر الرأس).
قالت و حُمْرة الانفعال تجمّل خديها :
لم التشبيه بالفأس ؟ ربما لأنها أداة تكسير لها مقبض .. أداة لها ( ولي أمر ) طويل و عريض لا بد من الإمساك بها وتوجيه دفّتها .. فامرأة هذه الأداة ( خشبية ) تنتمي إلى قبيلة الأشجار الضاربة جذورها في باطن الأرض حتى تصل إلى الطين اللازب والحمأ المسنون والصلصال وصولا لفرعنا ذي الضلع الأعوج .. بينما ينتمي رأس الفاس كاسر الرؤوس إلى سلالة ( الحديد ) ذي البأس الذي لا يلين إلا للأنبياء .. لم لا يكون التشبيه بالرصاصة مثلاً ..؟ بالطبع لا يمكن هذا ولا ترضونه .. فنتائجها في الغالب الأعم محسومة. فالرصاصة التي لا تصيب الهدف تُحْدث فرقعة و دوي .. أليس هذا جزء من تكويننا ؟
قلت لها مُغَيّرا دفة الحوار : ما رأيك في غواية حواء لآدم ؟
قالت بعد إعتدلتْ في جلستها :
تجتاحني عدة أسئلة في هذا الأمر . كيف عرف إبليس أن نقطة ضعف حواء هي الرغبة في الخلود؟ فقد وسوس لها أولاً .. ثم وسوس لآدم .. ثم عاد فوسوس لأمنا .. التي أقنعتْ آدم بأكل الثمرة المحرمة .. تُرى أي أسلوب من أساليب الدلال إستعملتْ ؟
قلت لها : هل ملَلْتِ أساليب الدلال و الغنج الحديثة و تودين معرفة أسلوب حواء القديم الذي جعلنا نهبط من جنة الرب ؟ ماذا تنوين ؟
قالت مبتسمة : لا تقود أفكاري لأبعد من مقاصدي .. إنه مجرد فضول ..
قلت : الفضول أظنه كان الضلع الأعوج .. هاتي بقية أسئلتك ..
قالت و هي تحدجني بنظرة لها مغزاها :
أتساءل .. لقد بدتْ لهما سوءاتهما بعد أن أكلا الفاكهة المحرمة .. فهل ظهور هذه السوءات بداية الخطيئة أم بداية تسلسل نسل آدم وحواء ؟
قلت لها : الإثنين معاً .. لأن الله خلقهما لعمارة الأرض .... كانت نتيجة مخالفة أمر الله أعظم من الهبوط للأرض .. فالهبوط للأرض كان وارد الحدوث .. و لكن الأمانة التي أشفقت الملائكة والجبال من حِمْلها .. حملها الإنسان الظلوم الجهول ..
قالت : أراك تريد أن تجعل من حواء صاحبة النصيب الأكبر في الغواية . ... أسأل نفسك : لم تداعتْ دفاعات آدم أمام توسلات حواء ؟ إنها رغبته في الخلود أيضاً ..
قلت لها : نعم .. هذا صحيح تماماً .. و لكن أنظري للأمر من جانب آخر .. فالحدث يظهر لنا بأن حواء في كل الأزمنة و الأمكنة دائماً ما تحُوُلُ بين آدم و أشياء جميلة .. رغم أنها تكون إلى جانبه تقود عملية إستمرارية الحياة .. بالطبع ليس كل النساء .. فهناك نساء لهن الفضل الأول و الأخير في تغيير مسار بعض الرجال تماما .. و التاريخ ذاخر بالكثير .. أتحدث هنا عن سواد أعظم ..
قالت : هذا فيه ظلم .. بل ظلم بيِّن و واضح .. هل توافقني بأن بوصلة المرأة حتى في أوج حبها قد ترصد خيانة الرجل وإنحرافه عن جادة السبيل ؟
قلت : نعم .. لنعد لموضوعك ..
قالت : أعذرني .. سنواصل فيما بعد ..
***
وأنصرف كل منا لوجهته .. و في الخاطر بقايا معركة ممتدة ..
***