استدار السائق الألماني نيكو روزبرغ مبتسما بعد فترة عمل شاقة بعض الشيء،صائحا "ما هو النبض؟".
وهو ما أجاب عليه مدربه دانييل شلويسر "104".
إنه تدريب يتعلق بالدرجات،حيث يستمع روزبرغ سائق فريق مرسيدس المنافس في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1، إلى جسده (والمدرب) دون أن يرتدي ساعة نبض،أو أي معدات رصد.
وقال روزبرغ الذي خاض مع فريقه مرسيدس تجارب برشلونة الشتوية استعدادا للموسم الجديد :"نحو ساعتين إلى ساعتين ونصف" هي فترة التدريب على الدراجات بشكل اعتيادي.
كما أن روزبرغ لا يحتاج إلى نظام تحديد المواقع، فهو يعرف المسار من اليوم السابق،ومن العام السابق.
وروزبرغ الذي يتدرب عادة في موناكو، ليس السائق الوحيد في فورمولا-1 الذي يمارس رياضة الدراجات،في إطار برنامج اللياقة البدنية.
حيث أن جنسون باتون سائق مكلارين، والفائز بلقب بطولة العالم في 2009، متخصص في الترياتلون (الثلاثي) وسبق له التأهل إلى بطولة العالم، كما أن فرناندو ألونسو الفائز بلقب بطولة العالم مرتين من قبل يمارس رياضة الدراجات، لمسافة إجمالية تتراوح بين 9000 و12000 كيلومتر في العام.
ويقطع روزبرغ، الذي لا يستطيع الركض بسبب مشكلة في الركبة، مسافة تصل لنحو 5000 كيلومتر على الدراجة، وهي الوسيلة الدائمة لبرنامج اللياقة البدنية الخاص به.
ويقول شلويسر، الذي يقضي نحو 200 يوم مع روزبرغ كل عام :"لا يمكنك التدريب خصيصا لرياضتك كسائق فورمولا-1"، مشيرا إلى أن مثل هذه التدريبات (رياضة الدراجات) تسمح للسائقين بخوض تدريبات متعددة.
وقال روزبرغ بعد نحو 20 دقيقة من الحصة التدريبية :"كيف هو النبض الآن"، وجاء الإجابة من شلويسر "107"، ويعرف روزبرج أن معدل نبضه على الأرجح أقل من هذه العلامة.
ويواجه سائقو فورمولا-1 معضلة تتعلق بحتمية البقاء في حالة دائمة من اللياقة البدنية، ولكن في نفس الوقت غير مسموح لهم ببناء عضلات، بما أن كل كيلومتر يفرق في هذه الرياضة، حيث أن 642 كيلوغراما هو الحد الأدنى لوزن سيارة فورمولا-1 بالإضافة إلى سائقها.
والألماني سيباستيان فيتيل (25 عاما) سائق ريد بول، الفائز بلقب بطولة العالم في المواسم الثلاثة الماضية، هو مثال أخر لذلك.
فيتيل مازال يبدو كشاب متخرج للتو في المدرسة الثانوية، أكثر منه رجل يمكنه التحكم في سيارة 750 حصان، ويحتفظ بهدوئه في أصعب المواقف في فورمولا-1.
هذا بالتحديد ما تسير عليه الأمور، ينبغي أن يكون لديك القوة الجسدية لاتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف التي تتعرض لها.
وزاد الطلب على سائقي فورمولا-1 باستمرار منذ تسعينيات القرن الماضي، بحسب الطبيب يوهانيس بيل، رئيس المستشفى الرياي في "باد ناوهيم" في ألمانيا :"الأمور الأساسية مثل القوة، التنسيق، السرعة، الثبات، ووقت رد الفعل، يتم التدرب عليها بطريقة لم تكن تتخيل في الماضي".
واصطدم لويس هاميلتون زميل روزبرغ في مرسيدس مؤخرا بحائط من الكاوتشوك، حيث دخل بمقدمة السيارة مباشرة في الحائط بدلاً من الاصطدام بالأجناب،لأن ذلك كان سيزيد من أضرار السيارة.
الإعداد الصلد ضروري في هذه اللحظات، والسائقون جميعا يعملون وفقا لبرنامج لياقة قبل فترة طويلة من انطلاق الموسم.
التدريبات التخطيطية خلال الـ19 أو 20 سباقاً على مدار الموسم، أكثر صعوبة،وكذلك هناك الأحداث المتعلقة بالرعاة، السفر والتزامات أخرى للسائقين.
وعادة يتدرب روزبرج لمدة ثلاثة أيام، مع إدخار القدر الأكبر من العمل لليوم الأخير،ثم يحصل على يوم راحة، واعترف السائق الألماني أنه يرغب في بعض الآحيان القيام بقدر أكبر من التدريبات "لأنني استمتع بذلك، ولأنني أريد أن أصبح دراجا جيدا".
وأوضح روزبرغ في طريق العودة إلى مضمار برشلونة :"إنه الجحيم"، فيما يتعلق بسباق جائزة ماليزيا الكبرى الذي يقام في أجواء شديدة الحرارة.
وأشار :"يمكنك وضع دراجتك في الساونا ثم تبدأ في استخدام الدواسة لعشرين دقيقة".
ويقام سباق جائزة ماليزيا الكبرى في 24 آذار/مارس بعد أسبوع واحد من السباق الأول للموسم في أستراليا.
ولا يركب السائقون في الطيران الاقتصادي، ولكنهم يستمتعون بالركوب في الدرجة الأولى أو درجات رجال الأعمال، أو حتى يسافرون بواسطة الطيران الخاص.
وقال شلويسر :"السفر مشكلة كبيرة،نظام المناعة يواجه تحديات، النظام بالكامل تأثر، أي شخص يتدرب كثيرا بعد ذلك يصاب بإعياء، ليس من السهل اتخاذ قرار مناسب،وتجنب التدريب رغم أن الشعور سيء بشأن ذلك".
كما أن السائقين يسافرون في مناطقة زمنية مختلفة طوال الموسم أستراليا، ماليزيا، البحرين، ثم أوروبا، يتخللها سباق في كندا ثم العودة إلى أوروبا، ثم آسيا،الولايات المتحدة ثم البرازيل.
كل هذه العوامل تجعل من الصعب المحافظة على مستوى اللياقة الجسدية،مما يجعل شلويسر يضع عينا دائما على روزبرغ، والعين الأخرة على ساعة النبض.