الدار البيضاء – خاص (يوروسبورت عربية)
حصل المغرب في أولمبياد لندن 2012 على ميدالية نحاسية وحيدة وجاءت عبر العداء عبد العاطي إيغيدير في مسافة 1500 متر وكان الرياضي الوحيد الذي قدم مردودا مشرفا وحصل على مركز سادس في نهائي 5 آلاف متر.
وجنت الرياضة المغربية السقوط في كل الأنواع الرياضية المشاركة وبدأها منتخب كرة القدم من الخروج من الدور الأول ليتبعه الملاكمين والجيدو والمصارعين والسباحة و التيكواندو وهي رياضات كان معول عليها لتحقيق قفزة نوعية على الأقل في المشاركة لكن الدور الأول كان بالمرصاد للجميع.
وشاركت الدراجات السباحة والفروسية وكانوكياك والرماية بسلاح القنص والمبارزة في تجربة أولى وخانتهم التجربة رغم كون متسابقي الدراجات المغاربة عادل جلول أنهى السباق الأولمبي في المركز 68 تاركا خلفه عدائين عالميين، كما أنهى محسن لحسيني سباق ضد عقارب الساعة بفارق 6 دقائق و45 ثانية عن ويغنس وهي نتيجة محترمة وتستحق التنويه.
أموال طائلة ذهبت
وصرف المغرب أموالا طائلة من أجل تأهيل الرياضيين بلغت حوالي 33 مليون دولار و14 مليون دولار للإستعدادات والمشاركة لكنه حصد فقط ميدالية يتيمة و3 فضائح منشطات مدوية جعلته يتلقى إنذارا من اللجنة الأولمبية والإتحاد الدولي لألعاب القوى.
وتعتبر المشاركة المغربية هي الأسوء منذ دخل المغرب عصر التتويج الدائم بداية من أولمبياد لوس أنجلوس 1984 حيث حصل على ذهبيتين.
وكان المغرب حصل في أول مشاركة أولمبية في روما 1960 على ميدالية فضية للراحل عبد السلام الراضي في الماراطون، ثم غابت عن منصات التتويج في سنوات 1964 و1968 و1972 و1976 و1980.
وحصل المغرب على ميدالية ذهبية وبرونزيتين في أولمبياد سيول 1988 وعلى ذهبية وفضية ونحاسية في أولمبياد برشلونة 1992 وعلى نحاسيتين في أولمبياد أطلانطا 1996 وعلى فضية و4 نحاسيات في أولمبياد سيدني 2000 وعلى ذهبيتين وفضية في أولمبياد أثينا 2004 في أبرز مشاركة وحصل في أولمبياد بكين 2008 على فضية ونحاسية.
وحصل المغرب في المجموع على 22 ميدالية 6 ذهبيات و5 فضيات و8 نحاسيات ووهي نتائج لا توازي ما يصرف على الرياضة المغربية من المال العام ولاتوازي الإنجازات التي يحققها الأبطال المغاربة في عدة منافسات عالمية.
وكانت أبرز إخفاقات بكين في ألعاب القوى والتي شهدت تساقط الجميع باستثناء عبد العاطي إيغيدير الذي بلغ نهايتين وفاز بفضية بينما فشل الزين والطالب في نهائي 3000 متر موانع والبقية لم يصلوا النهائيات أصلا واكتفوا بالخروج من الدور الأول أو نصف النهائي.
وطغت فضائح المنشطات على الوفد المغربي الذي تلقى مراقبة قاسية بعد سقوط مريم العلوي السلسولي وأمين لعلو وعبد الرحيم كومري والثلاثة كانوا مرشحين للفوز بميداليات لكنهم سقطوا وشوهوا سمعة المغرب والبعض يطالب بالمحاكمة والتجريم وإعادة الأموال التي صرفت عليهم.
فشل جيل كرة القدم
وفشل بيم فربيك الهولندي في قيادة جيل ذهبي من لاعبي كرة القدم الشباب للدور الثاني وهو المنتخب الذي كان مرشحا للفوز بذهبية وأكدت المجريات أنه كان يستحق فعلا لولا القيادة الخاطئة للمدرب الهولندي وسوء تدبير الإتحاد المغربي الذي استجاب لطاغوت فربيك وطرد المدرب الذي كان وراء ظهور الجيل بأكمله حميدو الوركة.
المغرب يعود يميدالية برونز - ألعاب أولمبية - لندن 2012
وسقط الملاكمين تباعا في المنافسات من الدور الأول وحققوا فوز يتيما من 9 نزالات وجاء على يد العرجاوي الذي خرج من الدور الثاني ليثار الشكوك حول طريقة التأهيل حيث تجرى المنافسات بالمغرب.
وكانت ثاني أبرز الخاسرين هو التيكواندو المغربي حيث شارك المغرب بـ 3 أبطال كلهم يحتلون مراكز متقدمة في العالم لكنهم سقطوا من الدور الأول بشكل غريب.
ولم تخرج باقي الرياضات عن القاعدة وسقطوا من الأدوار الأولى وكأنهم ذهبوا في جولة سياحية للندن وليسوا للمنافسة علما أن كل الأبطال المغربة تأهلوا للأولمبياد عن طريق المنافسات ولم يتلق أي منهم دعوة للمشاركة.
وينتظر الجميع بفارغ الصبر الندوة الصحفية لوزير الشباب والرياضة والجلسة البرلمانية التي ستخصص لمناقشة فضائح الرياضة المغربية لمعرفة أسباب الإخفاق وخطة اللجنة الأولمبية للإعداد لأولمبياد ريو 2016.
ويطالب كل المهتمين بالرياضة وحتى رئيس الحكومة المغربية الإسلامي عبد الإله بنكيران بإبعاد كل الأشخاص الذين لا تربطهم أي علاقة بالرياضة عن التسيير ومنح السلطة والإدارة لمختصين علمين وأبطال قدامى وأطر متخصصة في التسيير الرياضي وترشيد الدعم الحكومي ومراقبته وسن قانون لتجريم المنشطات ووضع برنامج يعيد المغرب لمحيطه الإفريقي والإقليمي عبر تعزيز المشاركة المغربية في التظاهرات الإقليمية والقارية والدولية، وتكافئ الفرص أمام جميع المغاربة للإستفادة من التكوين والتأطير والدعم وفق قواعد علمية تعطي توسيع قاعدة أبطال النخبة والتي لا تتجاوز في المغرب 20 بطل لا يمكن المراهنة عليهم للفوز بميداليات دائما.
ويشكل رهان توسيع قاعدة الأبطال والقطع مع أسلوب النخبة أكبر تحدي لكل الإتحادات الرياضية التي تترك القاعدة الواسعة وتهتم ببطل أو بطلين وتنسى تكوين الخلف وتنمية الأندية والمنافسات المحلية التي تظل في الغالب دون المستوى.